دمشق - سيرياستيبس :

فيما كانت الأخبار القادمة من إيطاليا تنطوي على الكثير من الوجع والحزن بعدما استهزأ أهلها بالوباء فهاجمهم بطريقة قاسية ومؤلمة..

في بلدنا سورية كان هناك تركيز على المشهد الإيطالي لنتعلم منه و لنتجنب كل ذلك الوجع والحزن .. لنلتزم منازلنا كي لانتألم ونفقد أحبتنا أو يفقدنا من نحن أحباء لهم ..

بعدما دفعت ثمن استهتارها .. اليوم إيطاليا نفس البلد بدأ يحصد نتائج الحجرولو كان متأخراً فالاخبار القادمة من هناك تقول أن مؤشر الوباء بدأ بالانخفاض ..

هذا يعني أننا اذا ما التزمنا الحجر المنزلي نستطيع أن لاندع المؤشر يرتفع من الأساس فننجب البلاد تفشي الوباء ونبقى قادرين على استيعاب الحالات المصابة دون أن نواجه النكبة التي من المؤكد أنها ستؤدي الى انهيار نظامنا الصحي وفقدان قدراته غلى استيعاب المرض كما حصل في ايطاليا حتى مع كل ذلك الفارق بين النظامين الصحيين

اليوم يمكن القول أنّ الحكومة السورية التي بدأت خطة طوارئ مبكرة لمواجهة قدوم الفيروس المؤكد و تمكنت في ظرف اسبوعين من عزل نفسها عن العالم الخارجي الى درجة أغلق الحدود حتى في وجه مواطنيها بل إن كل من يدخل عبر المعابر غير الشرعية سيكون الحجر والقضاء معا في انتظاره

وعلى التوزاي نفذت خطة متتابعة لعزل المحافظات والمدن والارياف عن بعضها وحظر تجول ليلي وحيث لايبدو الحجر الكلي أمرا مستبعدا مع توفر خيار اللجوء إلى الحجر الكلي للمناطق والاحياء التي يكتشف فيها المرض ومراقبتها 

وهو خيار يمكن الذهاب اليه اذا لم تكن هناك حاجة لحجر البلاد كلها عبر منع التجوال طوال اليوم كما فعلت الكثير من البلدان وفي مقدمتها الصين والتي بفضل الحجر الكامل تحولت ووهان معقل المرض الى مقاطعة منتصرة على المرض

اليوم نحن أمام مسؤولية تاريخية جميعا وبقاءنا في المنزل سينقذنا جميعا .. وسيمكن الدولة بأجهزتها الطبية من السيطرة على الحالات التي ستظهر في الفترة القادمة وتقديم الرعاية الصحية لها خاصة وأنه تم رفد القطاع الصحي طوال الاسابيع الماضية بما يمكنه من تقديم الرعاية ذاتها في البلدان الاخرى .  أكدت وزارة الداخلية أنه سيتم الحجر على جميع المواطنين السوريين الذين يدخلون القطر من لبنان عبر المعابر غير الشرعية وإحالتهم إلى القضاء.

إذاً تمتلك سورية حتى بعد 10 سنوات حرب فرصة جيدة جدا لمواجهة الجائحة واستيعابها والأمر مرهون بالتزام الناس للحجر المنزلي وقواعد الوقاية من جهة وقدرة الدولة على تأمين تدفق السلع الغذائية وخاصة الخبز بطريقة سلسلة .. بعيدا عن مظاهر الازدحام

في موضوع الخبز قد يكون من المهم اللجوء إلى تطبيق البطاقة الذكية في هذا الوقت العصيب خاصة مع قرار توصيل الخبز عبر المعتمدين والسيارات الجوالة والأمر لايرتبط فقط بمنع مظاهر الازدحام وانما في تأمين الإدارة الرشيدة والحكيمة لمادة الخبز بكافة حلقات انتاجها ومنع الهدر والسرقة وبالتالي تأمين حالة من الاستدامة لها ومنع التعدي على المادة التي لطالما كانت هدفا مباشرا للفاسدين

ومع تطبيق البطاقة الذكية في الخبز تكون الدولة قد وفرت سلة غذائية للاسرة مكونة من مجموعة من السلع بفارق يبدو ليس قليلا عن اسوق ..

الايام القادمة صعبة ومرورها مرتبط بامتلاكنا جميعا افراد ومؤسسات القدر الكافي من الوعي والحكمة والمسؤولية

كورونا سيغير العالم .. سيأخذ الاقتصاد العالمي الى الهاوية .. في بلادنا علينا أن ندرك أن فرصتنا بالنجاة هي في العودة الى الارض والانتاج .. هذا ما انتبهت له مصر وانتظروا قادم الأيام ؟

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق