سيرياستيبس:

على الرغم من تنوع الغطاء النباتي وكثافته في محافظة طرطوس لكن ذلك لم يشفع للمحافظة «لتتبوأ» إحدى المراتب الأولى لإنتاج العسل على مستوى القطر, فترتيب المحافظة الرابع- حسب رئيس جمعية مربّي النحل في طرطوس أمين حسين -والسبب- والتقصير اللذين يعانيهما المربون من قبل الجهات المعنية متهماً هذه الجهات وتحديداً وزارة الزراعة بترك المربي وحيداً في مواجهة الصعوبات والخسائر.

وحسب مديرية الزراعة في طرطوس فقد بلغ عدد خلايا النحل في المحافظة خلال العام الماضي أكثر من 49 ألف خلية بينما بلغ عدد المربين 2470 مربياً والإنتاج المتوقع 289 طن عسل وعلى «ذمة» المديرية يتميز العسل المنتج في المحافظة بتنوعه من حيث مصادر الرحيق «جبلي – شوكيات – كينا – حمضيات» وتقوم المديرية بالإشراف على قطاع التربية من حيث حصر أعداد المربين وتوزعهم ومعرفة واقع المراعي, إضافة إلى إعطائهم أذونات ترحيل إلى مناطق المراعي, حيث يعتمد مجموعة من المربين لنقل الخلايا إلى محافظتي حمص وحماة لزيادة إنتاج العسل, ناهيك بتأمين طرود النحل بمواصفات جيدة وأسعار تشجيعية وتحليل عينات الخلايا للتحري عن الأمراض, والجدير ذكره أن تحليل العينات متاح ومجاني في مخبر المديرية لأي مربِّ.

وبالعودة إلى رئيس جمعية مربي النحل في طرطوس فقد أبدى عدم تفاؤله بواقع القطاع مستنداً إلى المذكرات والتقارير العديدة المرسلة من جانب الجمعية إلى مديرية الزراعة والجهات المعنية والمتضمنة أهم الاقتراحات والمطالب للارتقاء والنهوض بقطاع إنتاج العسل, حيث لم تلقَ هذه المذكرات الاهتمام المطلوب.

وعن الصعوبات التي تواجه المربين قال حسين: يعاني قطاع إنتاج العسل في المحافظة الكثير من الصعوبات والمعوقات, أهمها عدم استطاعة المربين نقل خلايا النحل إلى المحافظات الداخلية كمحافظتي حمص والرقة بسبب تداعيات وظروف الأزمة الراهنة بالإضافة إلى عدم التعويض على مربي النحل في حال تعرضهم للخسائر برغم تشميل القطاع بصندوق تعويض الكوارث الطبيعية, وحذر حسين من خطورة تراجع الغطاء النباتي والحراجي في المحافظة وأثره في واقع تربية النحل, مطالباً بضرورة تسهيل حصول المربين على القروض وتخفيض الفوائد ومنع استخدام المبيدات الزراعية الخاصة بمكافحة الأعشاب لضررها المباشر على البيئة وعلى المربين والإسراع بإنشاء مركز متخصص لتلقيح ملكات النحل والعمل على تطوير سلالات النحل المحلية, كما تمنى على مديرية زراعة طرطوس اعتماد خطة لزراعة شجرة الكينا (الدموية) ونبتة (خبز النحل) على جوانب الطرقات وفي الحدائق نظراً لأهمية هاتين النبتتين وزهورهما في تأمين الغذاء للنحل وخاصة في أوقات قلة الغذاء حيث يضطر المربي لإطعام السكر للنحل تلافياً لموته .

وفيما يتعلق بأسعار العسل وطرق غشه بيّن حسين أن سعر بيع كيلو العسل في أسواق المحافظة يتراوح بين 8 و 10 آلاف ليرة, لافتاً الى أن العسل الأصلي يتجمد ويتبلور عند انخفاض درجات الحرارة على عكس الشائع والمتداول بين الناس بأن العسل المتبلور «مجمد» مغشوش, مبيناً وجود طريقتين للغش: الأولى استخدام القطر الصناعي في صناعة العسل والثانية العسل المبستر وهو وضع العسل في إناء وغمره بماء ساخن تتجاوز حرارته سبعين درجة مئوية وهذه الطريقة تضمن عدم تجمد وتبلور العسل في الشتاء إلا أنها تعمل على إتلاف الفيتامينات وجميع خواص العسل المفيدة بفعل الحرارة العالية, ونوه بأن العسل الأصلي حسب المواصفات القياسية السورية يجب ألا تتجاوز فيه نسبة السكروز 10% وكلما انخفضت هذه النسبة كان العسل أكثر جودة .

تشرين

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق