ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:29/03/2024 | SYR: 10:18 | 29/03/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 حرب الكواليس الملتهبة ضد بطاقة الفقراء تستعر ..دخان أنصار الفحم الحجري والحطب كاد يعمي الأبصار؟!!
14/04/2021      



فساد محاسبة


كتب ناظم عيد :

ليس عادياً ولا طبيعياً أن نكتشف أننا في خضمّ حرب ” ضروس” مع التقنية هنا في سورية، البلد الذي  باتت معاناته من الفجوة التقنية والرقمية، توازي معاناته من الحرب والحصار، ومعاناته من الفساد الذي غدا ثقافة بغيضة متأصلة..وكادت أن تتحول إلى بنيوية في النسق التربوي الأسري..ونقولها مجازاً لعلمنا بافتقارنا الشديد إلى نسق تربوي أسري واضح.

خطير أن نصرّ على عدائنا للتقانة الرقمية، رغم أننا رسمياً احتفينا بالأمس باستضافة مؤتمر إقليمي للتحول الرقمي، وخطير أن نسترخي أمام مسلّمةالإنسان عدو ما يجهل”، في زمن نحن على يقين من انه سيلفظنا خارجه إن لم نستدرك أنفسنا.

السيرة تقودنا مباشرة لنقف أمام ظاهرة تنازع الرؤى حول أهم تجلٍ رقمي في بلدنا – على قلّة مثل هذه التجليات – وهو البطاقة الذكية كما يرغب بعضهم بتسميتها شعبياً، أو بطاقة الخدمات الالكترونية التي هي باختصار البطاقة التي تديرها شركة تكامل،  الهيكل المؤسساتي الاحترافي لإدارة سلّة واسعة ومتزايدة من الخدمات التي تتيحها البطاقة.

تنازع رؤى نعم.. وهو بالضبط تنازع بين راغبين بمكافحة الفساد ومتسللين إلى كواليس الحفاظ عليه، أي الدفاع عنه – وليس أي دفاع – بشراسة لم يبدها أحد منهم في مواجهة الحرب وطقوس الحصار، إلا بالكلام المصحوب بتفتفات مقززة ومقرفة؟؟

حرب أخرى وخفيّة تُدار هنا بيننا وفي أروقة مؤسساتنا وأسواقنا، ضد التكنولوجيا وضد سطوتها وحضوها الفاعل في مكافحة أخطر آفة تتوعدنا..اسمها الفساد الذي تغوّل بأدوات هوامير  وآكلي “البيضة التقشيرة” في مجمل حكاية الدعم والتدخّل الإيجابي، و توزيع المحروقات في زمن النقص والشح بل والفاقة التي كادت تعطّل البلد وتشل حركة العباد.

حرب غير معلنة ضد بطاقة الخدمات - تكامل- سلاح الدولة الوحيد لحماية الفقراء وتحقيق عدالة التوزيع، ومظلّة وقاية المواطن من رشقات ورفسات الفاسدين، إن في مؤسسات الدول أو في الأسواق..وهي حرب غريبة مريبة تجري فصولها مذ أطلقت البطاقة خدماتها، وبتواتر دراماتيكي مرتبط بالحدث، عند تنظيم توزيع الغاز، ولدى ضبط توزيع الخبز، واليوم بالنسب لتوزيع البنزين. المشكلة المؤرقة أن بعض من خُلقت البطاقة لحمايتهم ” يتبرعون” مجاناً لخدمة الفاسدين – أعداء البطاقة الألداء – لتسفيه التجربة والتشويش عل عملها، أي تشويه سمعتها كما ثرثرات ” صباحيّات فارغات الأشغال” ؟؟!!

الآن وبما أننا اعتزمنا رسمياً وبإصرار محاربة الفساد، لابدّ لنا من السؤال عن الكيفية والأدوات والتكتيك؟؟

ولا ندري إن كنّا قد سلّمنا بعد – جميعاً –  بأنه لا نجاحات نحققها فعلياً إن لم نعلن يأسنا التام من العنصر البشري، فكما يقال ” من جرّب المجرّب…….” والحل هو بتوطين التطبيقات التقنية الرقمية، في كل المؤسسات وبأدق التفاصيل، وما بين أيدينا اليوم على مستوى السوق هو بطاقة الخدمات الالكترونية التي نسميها اختصاراً ” تكامل”.

بالفعل هي بطاقة تكاد تكون سحريّة في حسابات واقعنا المزري..وإصرار بعضهم على الاستمرار بالعمل  على الفحم الحجري والحطب فهي السيف الحاد القاطع القادر على بتر أصابع الفاسدين في كل مؤسسات الدول الخدمية..ومن يناهض تطبيقات هذه البطاقة يعلن نفسه كأحد أعلام الفساد ممن تجب محاسبتهم فوراً، والدليل موجود وكافٍ يشبه الاعتراف الصريح.

العبرة ليست في مجرد بطاقة بل في فكرة التقنية الرقمية..وأي مناهض للفكرة يجب أن يُحاسب بتهمة مناهضة مشروع الدولة لمكافحة الفساد..لأننا تعبنا بكل معنى الكلمة من الفساد والأعداد الآخذة بالتزايد من أبطاله، والموارد لم تعد تحتمل ما أن الظرف الصعب لم يعد يسمح.

هامش: ننتظر أن تتحوّل كل محتويات سلّة التدخّل الإيجابي للتوزيع عبر البطاقة الالكترونية وليس فقط الرز والسكر الشاي والزيت..بل كافة أصناف الحبوب والبقوليات والمعلّبات وكامل محتويات السلة الغذائية للمستهلك..أما الأسباب فلكم تقديرها وتتعلق بـ” أطنان” من المليارات.

 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق