سيرياستيبس :
بعد أن قام النظام البائد بإغلاق وإخلاء سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية وسلب المحلات من أصحابها بزعم الترميم، عقد وزير السياحة مازن الصالحاني اليوم بالتعاون مع وزراء الأوقاف والثقافة ومحافظ دمشق ومدير عام الآثار والمتاحف ومدير منظمة التنمية السورية وعدد من المديرين المعنيين، اجتماعاً موسعاً في وزارة السياحة لإعادة تأهيل مجمع التكية السليمانية في دمشق لتفعيله وتوظيفه كوجهة سياحية تمهيداً لافتتاحه وإعادة الحقوق إلى أصحابها.
وفي تصريح أوضح الوزير الصالحاني أنه تم الاتفاق على تشكيل لجان عمل تضم ممثلي عمل من الوزارات والجهات المعنية ممن لديهم الخبرة، مبيناً أنه سيتم ترميم مجمع التكية السليمانية وتوظيفه حاضنةً للحرف اليدوية ومعلماً أثرياً في دمشق، كما سيتم العمل على إعادة أصحاب المهن والحرف الذين تم نقلهم إلى حاضنة دمر، إلى محلاتهم مع وضع ضوابط جديدة ورقابة على جودة المنتجات.
وأفاد الصالحاني أنه تم الاتفاق أيضاً على تقديم جدول زمني لدراسة واقع التكية السليمانية من الناحية الأثرية وإعادة النظر بالشكل الوظيفي للأبنية والعمل على ترميم مبنى التكية لوضعه في الخدمة مع بداية موسم الصيف ليكون وجهة سياحية لجميع السياح.
بدوره وزير الثقافة محمد ياسين صالح أكد أهمية إعادة إبرام مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة السياحة والمديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف تخصيص موقع خان الشونة سوقاً للمهن التراثية.
وخلال الاجتماع قدمت منظمة السورية للتنمية نبذة عن المنظمة والتي تضم مجموعة من الشركات والمنظمات التي تهدف إلى الازدهار والاستقرار، منها التعاونيات الإنتاجية الزراعية والتراث الحي (المادي واللامادي)، وتمكين الشباب وبرنامج مسار للأطفال والاستجابة القانونية ومشاريع إعادة التأهيل.
كما تم عرض الواقع الراهن للمهن والبرامج الوطنية المعتمدة والتي سيتم تنفيذها خلال المرحلة القادمة.
ومن الجدير ذكره أن بناء التكية السليمانية في دمشق يعود إلى عام 1554، حيث تم في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أمر ببنائها على أنقاض قصر الظاهر بيبرس، وضمّت مسجداً ومدرسة الباب العالي، وأشرف على بنائها مهندسون من دمشق وتركيا..
يذكر أنّ التكية السليمانية تتألف من قسمين هما: التكية الكبرى، والتكية الصغرى استخدمها الانتداب الفرنسي مقراً للقوات الفرنسية، وفي عام 1934 خُصّص جزء منها لكلية طب الأسنان، ولاحقاً استُخدمت بصفتها مدرسة شرعية.
وفي السبعينيات، جرى تخصيص التكية الصغرى لإقامة سوق للمهن اليدوية و”الأنتيكا” بهدف دعم الحرف التراثية، ومُنح الحرفيون المحالَّ بأجور رمزية، كما أقيم فيها معمل الزجاج اليدوي، وورش لصناعة الموزاييك والفضة والذهب والحلي وغيرها من الفنون الدمشقية الأخرى، إضافة إلى حياكة حرير البروكار.
الحرية