إن كان الإعلام الاقتصادي سيئا إلى درجة "الزفت" حسبما تم تسريبه عن حديث للسيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية فإن السيد الدردري يفعل خيرا باعتزامه تشكيل وحدة إعلامية في رئاسة مجلس الوزراء، لتتولى شرح المصطلحات والمفاهيم الجديدة، والداخلة للتو إلى عالم الاقتصاد وساحات مفاهيمه. وإن كان الإعلام الاقتصادي لم يستطع مواكبة علمية الإصلاح، باعتباره لم يفهم على تلك المفاهيم ،فإن هذه الوحدة المزمع تشكيلها من المفترض ان تقوم بالواجب وتواكب وتشرح جيدا كي تقوم بإدخال المفاهيم إلى أذهان الناس، أو بالأخص كي "تدز" هذه المفاهيم، لان المشكلة هنا ليس بإفهام الناس بمقدار ماهي بإقناعهم بشكل واضح وصريح استنادا إلى قرائن ومعطيات. بكل الأحوال نعتقد أن هذه الوحدة ستكون قادرة على الشرح جيدا، وبأدق التفاصيل، غير أنه من الصعب أن تكون قادرة على الاقناع لأنها لن تمتلك الدليل ولاحتى المنطق. لست أدري كيف يكون الاقتصاد السوري الذي يشهد تحولا نحو اقتصاد السوق الاجتماعي يكون هذا التحول هو الذي يقف خلف عدم القدرة على ضبط السوق لأن هذا الضبط يقتضي اكتمال عملية التحول وتقولون في الفريق الاقتصادي: إن مستوى الأسعار يخضع لعدة عوامل منها داخلية ومنها خارجية تتمثل بأسعار السلع والمواد في الدول المجاورة فياترى هل ستصبح الدول المجاورة، بعيدة وغير مجاورة بعد اكتمال عملية التحول..؟؟!! إفهام هذه المعادلة تحتاج إلى تلك الوحدة وليست للصحافة الاقتصادية.
علي محمود جديد