بعد الإعلان عن تحديثات تطبيق «واتسآب» الجديدة، ثار "أبناء الإنترنت" في وجه التطبيق وشركته الأمّ «فايسبوك»، ورفعوا شعار «احذفوا واتسآب» وسماً على منصّة «تويتر». صدرت التحديثات في لحظة سياسية حرجة، وسط إبادة جماعية لصوت أنصار الرئيس دونالد ترامب على موقعَي «فايسبوك» و«تويتر»، فضلاً عن ماضي شركة «فايسبوك» السيّئ السمعة في ما يخصّ حقوق المستخدمين وحماية بياناتهم. وفي حين يحاول «واتسآب» لملمة خسائره، تَصدّر تطبيق «سيغنل» قائمة التطبيقات الأكثر تنصيباً على هواتف «أندرويد» و«آبل»، بعد مباركة إيلون ماسك، وموافقة ممهورة بختم موظّف الاستخبارات الأميركية السابق، إدوارد سنودن.


التحديث الجديد
في بداية الشهر الحالي، بدأ إشعار جديد على «واتسآب» يَظهر للمستخدمين حول العالم، يفيد بأن التطبيق يقوم بتحديث الشروط والسياسات الخاصة به، وبأنه سيشارك بيانات مستخدميه، البالغ عددهم أكثر من مليارَين، مع الشركة الأمّ «فايسبوك». وأُمهل المستخدمون حتى الثامن من شباط/ فبراير لقبول هذه الشروط الجديدة، كما حذّر التطبيق من أن مَن يرفض القبول بتلك الشروط والاتفاقيات الجديدة، قد لا يتمكّن من الوصول إلى حسابه، أي أنه سيجري حذفه.
ما سيجري عملياً أن «واتسآب» سيشارك معلومات المستخدم مع «فايسبوك» و«إنستغرام»، من أجل «تسهيل ودعم ودمج أنشطته وتحسين خدماته». وستتضمّن تلك المعلومات: رقم الهاتف المحمول، والمعلومات الأساسية التي يقدّمها المستخدم عند إنشاء حساب «واتسآب»، كما سيجري جمع بيانات نشاط المستخدم ومشاركته، وحتّى عدد المرّات التي يلج فيها إلى التطبيق، فضلاً عن الحالة (Status) والصورة الشخصية والقصَص (Stories).

هذا التحديث هو الأخطر من نوعه منذ استحواذ «فيسبوك» على «واتسآب» عام 2014


أما الأخطر من ذلك كلّه، فهو أن «واتسآب» سيقوم بجمع معلومات هاتف المستخدم، مثل نوعه وشبكة الاتصالات المشترك فيها، وعنوان الـ«IP» والمعلومات المالية والمجموعات التي انضمّ إليها، علماً بأنه لن يستطيع قراءة الرسائل النصّية أو الاستماع إلى المحادثات الصوتية. يبقى المثير في الموضوع أن الشروط الجديدة تختلف بين الاتحاد الأوروبي وبقية أنحاء العالم. ففي حالة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، لن تُستخدم هذه البيانات سوى لتطوير خصائص مقدّمة لحسابات المهنيين عبر «واتسآب بزنس»، وفق ما أوضح «واتسآب» لوكالة "فرانس برس".
يريد «فايسبوك» من عملية حصاد البيانات الهائلة هذه أن يدمج «واتسآب» نهائياً بشبكته ويدخله في لعبة الإعلانات الموجّهة، وهي إعلانات خاصّة بكلّ مستخدم وتستهدفه بحسب معلوماته الشخصية، من أجل رفع نسبة شرائه للمنتجات. وهنا، يصبح «واتسآب» ترساً جديداً في آلة «فايسبوك»، التي تجمع بيانات المستخدمين كي تبيعها بأموالٍ طائلة. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن حادثة «كامبريدج أناليتيكا»، التي تَعرّض فيها أكثر من 87 مليون مستخدم لسرقة معلوماتهم على «فايسبوك»، لم تُنسَ بعد، بل إن صدقية الشركة في الحفاظ على حقوق المستخدمين وبياناتهم بدأت بالانحدار منذ ذلك الحين.
يُعدّ هذا التحديث الأخير، الأخطر من نوعه منذ استحواذ «فايسبوك» على تطبيق «واتسآب» عام 2014، بصفقة بلغت 19 مليار دولار. وهو أدّى إلى إطلاق الإشارة الحمراء في أوساط "شعب الإنترنت"، ودفع بالمستخدمين حول العالم إلى الهجرة الجماعية نحو تطبيقات مرادفة له، مثل «سيغنل» و«تلغرام». ومن هذا المنطلق، ارتفعت شعبية «سيغنل» بشكل هائل يوم الخميس الماضي، بعدما تلقّى مباركة رجل الأعمال الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، إيلون ماسك، عبر تغريدة له على منصّة «تويتر». كما أعاد إدوارد سنودن تغريد منشور من حساب «سيغنل» على «تويتر»، معلّقاً بأنّه يستخدمه من دون مشاكل.
في هذه الأثناء، حقّق «سيغنل» ما يقرب من 7.5 ملايين عملية تثبيت على مستوى العالم، من خلال متجر تطبيقات «آبل» ومتجر «غوغل بلاي» في الفترة من 6 إلى 10 كانون الثاني/ يناير، وفقاً لـ«سنسور تاور». وهذا هو أعلى رقم تثبيت شهري أو أسبوعي للتطبيق في سجلّه. وفي الوقت نفسه، شهد «تلغرام» 5.6 ملايين عملية تثبيت على مستوى العالم من الأربعاء إلى الأحد، وفقاً لموقع «أبتوبيا».