ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:04/01/2025 | SYR: 02:27 | 04/01/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 عندما أُغرم الأسد .. بالسواري
د دريد درغام : عن محور ممانعة أي تداول للسلطة
02/01/2025      


 



سيرياستيبس :
خلال سنوات الثمانينات العجاف يذكر السوريون صعوبات النقل عموماً (كان الحصول على مقعد بالكرنك يحتاج لواسطة) وكانت السيارة أو المنزل حلماً بعيد المنال وانهارت الليرة من 3.95 لكل دولار إلى جوار 40 لكل دولار.
 وكانت المدن تتميز بطوابير الجمعيات لاستلام حفنة من الشاي أو علبة سمنة أو زيت أو بعض من السكر أو الأرز وكانت علب المحارم بذخاً لا داعي له. في التسعينات فوجئ الجميع بالانفراج المفاجئ وأرقام تهلل لكثرة شركات النقل والغذائيات الاستهلاكية وصناعة النسيج والمنشآت السياحية وغيرها. ولكن بقيت مشاكل هجرة الريف وتشوه المدينة والبطالة مخيفة. وكلما تفاقمت الأوضاع يتم امتصاص الغضب إما بتعديل أو تغيير حكومي مع أن الجميع يعرف أن الحكومة تنفذ توصيات الأروقة الخلفية "القيادة القطرية" (وفق المادة الثامنة من الدستور) ومن خلفها الحلقة الضيقة المتحكمة بالاقتصاد.
لم تكن الأحوال بحاجة إلى دقة كبيرة بالمعطيات لمعرفة حجم التحديات. فقد كان عدد الوافدين الجدد إلى سوق العمل يصل إلى أكثر من 400 ألف سنوياً. كان القطاع يوظف منهم ما لا يزيد عن 30 ألف وسطياً في كل سنة. والباقي كان أمام براثن الاستبعاد أو الانخراط في أنشطة مربحة من كل الأطياف بما فيها غير الشرعية.
 وكان القطاع العام في وضع يرثى له والموازنة تعاني من عجوزات مزمنة حتى أن وزارة المالية لجأت لاستخدام أرصدة التأمينات الاجتماعية مع أنها مال خاص. وكانت الموازنات تتأخر بالصدور حتى بلغ التخبط ذروته في عام 2000 عندما أقر مجلس الشعب ثلاث موازنات دفعة واحدة! ورغم ثبات سعر الصرف كان التضخم يؤرق السوريين وسال في حجم مآسي الاقتصاد حبر كثير في التسعينات وفي العقد الأول من هذا القرن.
بالنسبة للخارج لم يكن لديه أي مانع من استمرار النظام طالما أنه يؤمن الحد الأدنى المطلوب من الاستقرار في الحدود الجغرافية والدبلوماسية. أما بالنسبة للداخل فتؤكد الملابسات التي رافقت طريقة استدعاء الأسد الابن (قبل سنوات من تعديل الدستور في دقائق لتنصيبه)، أن عامة السوريين يرغبون فقط بالأمن والأمان وشيء من كرامة العيش. ويمكن التمييز بين أغلبية تكره السياسة وقذاراتها وتخاف من الحديث بها وبين قلة تتناولها في كل وقت سراً أو علناً في الأحاديث دون بذل الجهد في حسن الاستماع أو القراءة أو إعمال العقل قبل تكرار مقولات أولي الأمر أو الشيخ أو وسائل التواصل أو أي شخص أو كتاب مؤثر.
اكتشف الأسد الابن حجم المآسي الاقتصادية والاجتماعية التي ورثها عن أبيه، واستمر على نهجه في اعتبار أي مشكلة قابلة للتأجيل واللعب على حافة الهاوية والاعتماد على التخويف بنظام أمني أجبر أي سوري على خفض صوته عند القيام بأي نقد حتى داخل المنزل. وللأسف أدى تأجيل معظم المشاكل الاستراتيجية إلى تفاقمها حتى فرضت نفسها بالقوة بحل ترقيعي أو بانفجارات مدمرة ومنها:
• كان القائمون على السلطة في محور ممانعة أي تداول للسلطة. فرفضوا الاستماع إلى الرأي الآخر أو التعبير عنه داخل البلاد. وسمحوا بالتنظير في الإصلاح الاقتصادي والإداري: تارة مع تقليد التنمية الموجودة بأوروبا وتارة الصين وتارة ماليزيا. وفجأة أغرم الأسد بتجربة تركيا فاستورد منها البضائع وقام بتقليدها بإجبار رجال الأعمال على بناء سواري ضخمة ترفع عليها الأعلام السورية الخفاقة كي يشعر المواطن "بالاعتزاز".
• استمرت سورية في المماطلة بتطبيق طائف لبنان واستمر التعامل معه على أساس الوصاية بدلاً من تطوير نموج تعاون اقتصادي مستدام ولم يسحب الجيش السوري ولم يتم فتح سفارة في لبنان إلا تحت الضغط.
• رغم الاحتجاجات قبل عقدين من الزمان لم يتم تجنيس بعض الأكراد إلا بالإكراه.
• تؤكد الصحافة أن انخراط سوريا بمشاكل العراق قد أدى إلى الغرق في موجات عنف ارتدت على سورية وأغرقتها بالدم.
من سلسة مقالات للدكتور درلايد درغام - الاستذا الجامعي وحاكم مصرف سورية سابقا

https://www.facebook.com/profile.php?id=100076396704997


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق