ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:19/02/2025 | SYR: 13:38 | 19/02/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 صحيفة “إسرائيلية” تنشر تقريراً عن حياة الأسد في موسكو
15/02/2025      


 

سيرياستيبس 


في تحول دراماتيكي لمصير الرئيس السوري الفار بشار الأسد، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” في تقرير مطول تفاصيل جديدة حول حياته في موسكو.

وبحسب التقرير بات الأسد يعيش في عزلة مشددة وسط ثراء فاحش، مستفيدا من ثروات ضخمة نقلها مسبقا إلى روسيا، ورغم الغموض الذي يحيط بحياته الجديدة، فإن التقرير يستند إلى مصادر قال إنها موثوقة تقدم لمحة نادرة عن مصيره بعد سقوط نظامه.

حياة الأسد في المنفى: عزلة وسط الثراء

بحسب التقرير، فإن الأسد، الذي كان حتى وقت قريب يتربع على حكم سوريا بقبضة حديدية، أصبح اليوم مجرد لاجئ سياسي فاخر في العاصمة الروسية، يقطن في ناطحة سحاب ضمن “موسكو سيتي”. هناك، يقضي وقته متأملاً المشهد البارد من نافذته، لكنه لا يجد فيه العزاء الذي افتقده منذ أن غادر بلده تحت وطأة تقدم سريع لقوات معارضيه.

وبحسب الصحيفة، لا يزال الأسد يحتفظ بثروة هائلة، تتيح له حياة مريحة في موسكو، على عكس العديد من الزعماء الذين فقدوا السلطة وانتهى بهم المطاف قتلى أو في السجون، ويشير التقرير إلى أن الأسد استفاد من درس القذافي، الذي لم يتمكن من الفرار في الوقت المناسب رغم امتلاكه استثمارات بالخارج.

وعلى النقيض من ذلك، خطط الأسد بعناية لمرحلة ما بعد السقوط، وتمكن من نقل مبالغ ضخمة إلى روسيا، ما ساعده على ضمان وضعه المالي وتأمين حماية قوية من السلطات الروسية.

رقابة إعلامية وحماية مشددة

يؤكد التقرير أن الإعلام الروسي الرسمي يتجنب الحديث عن الأسد وعائلته، حيث تم فرض حظر صارم على أي تغطية تتعلق بمكان إقامتهم أو تفاصيل حياتهم اليومية. ومع ذلك، فإن “النخب” في موسكو تتداول معلومات عن وجود الأسد، كما تنقل بعض قنوات “تيليغرام” أخبارا متفرقة عن تفاصيل حياته، والتي عند جمعها تكشف صورة واضحة عن واقعه الجديد.

أحد الجوانب الأساسية التي يسلط التقرير الضوء عليها هو التدابير الأمنية المشددة التي تحيط بالأسد، حيث تشير مصادر في الأجهزة الأمنية الروسية إلى أن “نصف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مكلف بحمايته”.

وبينما قد يكون هذا الرقم مبالغا فيه، إلا أنه يعكس مدى الحذر الروسي في التعامل مع الأسد، لا سيما في ظل التهديدات المحتملة التي قد يواجهها من معارضيه، خاصة الجهاديين الذين قاتلوا ضده في سوريا.

الممتلكات والاستثمارات: تأمين المستقبل المالي

بحسب الصحيفة، فإن الأسد لم يكتف بنقل أمواله إلى روسيا، بل قام أيضا باستثمارها في عقارات فاخرة داخل “موسكو سيتي”، حيث تشير المعلومات إلى أن عائلته تمتلك ما لا يقل عن 19 شقة فاخرة، كل واحدة منها تقدر بملايين الدولارات. لم تكن هذه العقارات مجرد استثمارات، بل كانت أيضا بطاقة عبور إلى النخبة الروسية، حيث يمنح هذا النوع من الممتلكات أصحابه امتيازات واسعة في دوائر النفوذ بموسكو.

وفي إطار تعزيز استثمارات العائلة، تم في 2022 تأسيس شركة عقارية في موسكو يديرها إياد مخلوف، ابن خال الأسد، مما عكس رغبة الأسد في ترسيخ وضعه المالي في روسيا. ووفقا للتقرير، فإن الشركة قد تكون مجرد واجهة لعائلة الأسد، حيث أن مصادر التمويل معروفة، بحسب الصحيفة “الإسرائيلية”.

أسماء الأسد بين المرض والغموض

من الجوانب الأخرى التي يتناولها التقرير هو وضع أسماء الأسد، زوجة بشار، التي تعاني من مرض خطير (سرطان الدم – اللوكيميا)، ويقال إنها تخضع للعلاج في أحد أفضل المستشفيات الروسية وسط إجراءات عزل صارمة لمنع إصابتها بأي عدوى. ويشير التقرير إلى أن غيابها عن الحياة العامة، إلى جانب عزلة الأسد، يثير تساؤلات حول مستقبل العائلة في موسكو.

“نادي الديكتاتوريين المخلوعين”: الأسد ليس وحده

في موسكو، يبدو أن الأسد قد انضم إلى ما يسميه البعض بـ”نادي الديكتاتوريين المخلوعين”، والذي يضم إلى جانبه الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، والذي لجأ إلى روسيا بعد الإطاحة به في 2014.

ورغم أن قائمة المنفيين السياسيين في موسكو قصيرة حاليا، إلا أن العديد من التكهنات تدور حول من سيكون العضو الثالث في هذا النادي، وسط تساؤلات عما إذا كان الدور القادم سيكون للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، في توقعات للصحيفة

الأسد والسياسة: خارج اللعبة الدولية

التقرير يؤكد أن الأسد لم يلتق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ وصوله إلى موسكو، وليس من المتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل القريب، ويبدو أن بوتين غير مهتم بالظهور إلى جانب زعيم فقد السيطرة على بلاده، مما يعكس إدراك موسكو أن الأسد لم يعد ورقة رابحة على المستوى السياسي.

لكن في المقابل، فإن عالم المال والأعمال في روسيا يوفر للأسد بدائل أخرى، حيث تتوافر فرص استثمارية ضخمة لمن يمتلك المال والعلاقات المناسبة، وكما يشير التقرير، فإن الأموال التي جلبها الأسد من سوريا قد تكون جواز سفره الحقيقي إلى النفوذ الجديد في موسكو.

حافظ الأسد الابن: الرهان على الجيل الجديد

على الرغم من العزلة التي يعيشها الأسد الفار، فإن الأمل معقود على ابنه البكر حافظ الأسد، بحسب الصحيفة، والذي أنهى مؤخرا دراسته للدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية، ويشير التقرير إلى أن حافظ، الذي درس الرياضيات، قد لا يكرس حياته للأكاديمية، بل من المتوقع أن يتولى إدارة ثروات العائلة واستثماراتها في روسيا.

ما يلفت الانتباه هو أن حافظ أتم دفاعه عن أطروحته في نفس اليوم الذي دخلت فيه المعارضة المسلحة مدينة حلب، في إشارة إلى المفارقات الكبيرة بين مصير العائلة الحاكمة في سوريا سابقا، والواقع الجديد الذي يعيشه الأسد وأفراد أسرته.

وظهر حافظ الأسد جونيور مؤخرا عبر منصات مثل إكس وتيليغرام، في خطوة يبدو أنها تهدف تهزيز رواية سابقة نشرها والده بشار الأسد، عبر صفحة رئاسة الجمهورية السورية، قبل أن يتم حذفها لاحقا.

وفسّر الشارع السوري هذا الظهور المتكرر في مناح عدة، أبرزها أنه قد يكون ربما جزء من محاولة مدروسة لإعادة تقديم صورته أمام جمهور أوسع، خصوصا في ظل الغموض الذي يحيط بوضع عائلته في موسكو، والتكهنات حول دوره المستقبلي بعد انتقالهم إليها.

في هذا السياق، قال صحفيون وناشطون سوريون أنه نشاط حافظ الإعلامي قد لا يكون مجرد ظهور عابر، بل ربما يشير إلى بداية ترويج نفسه كشخصية مستقلة تسعى إلى التحرك خارج ظل والده، تمهيدا للانتقال إلى وضع أكثر فاعلية في عالم المال والأعمال، وأنه مع إتمامه دراسته العليا في موسكو، يبدو كمن قرر المحاولة لبناء هوية جديدة داخل الدوائر الروسية، وربما حتى الدولية، مستفيدا من العلاقات والثروة التي أرستها العائلة في السنوات الأخيرة.

وأثار ظهور حافظ الأسد “جونيور” في مقطع فيديو جدلا واسعا، حيث مكّنت بعض المعالم الظاهرة فيه الباحثين من تحديد موقعه بدقة في العاصمة موسكو.

وتفاوتت ردود الأفعال حول الفيديو بين السخرية من “غباء” الشاب الذي كشف موقعه دون انتباه، وبين من اعتبره محاولة متعمدة لاستفزاز الشارع السوري، بينما رأى آخرون أن الأمر لا يعدو كونه إعلانا مبكرا عن مرحلة جديدة في نشاط الابن، ربما في عالم المال والأعمال.

وفي سياق متصل، تناقلت تقارير معلومات عن تزايد طلبات الفيزا من سوريين مقيمين في أوروبا لدخول روسيا والتوجه نحو موسكو، في إشارة غير مباشرة إلى رغبة البعض في الانتقام من بشار الأسد وعائلته،ؤ وبينما تزداد التكهنات حول طبيعة حياة الأسد وأسرته في موسكو، تظل التفاصيل الدقيقة غامضة ومحاطة بتعتيم شديد، في ظل القيود الصارمة التي تفرضها السلطات الروسية على أي تغطية إعلامية لأنشطة العائلة هناك.


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق