سيرياستيبس :
قال الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي حسن حزوري : أن التحولات الجديدة في سوريا تسببت في انفتاح سياسي واقتصادي متزايد، ما أثر كثيراً بسعر صرف الليرة السورية. ورغم أن هذا التحسن يبدو كبيراً، فإنه لم يكن نتيجة لتحسن اقتصادي حقيقي، بل نتيجة سياسة حبس السيولة في المصارف ونقص السيولة المتاحة لدى المواطنين بالليرات السورية.
وأكد حزوري أن المصارف منعت السحب نهائياً في بعض الأحيان، بينما سمحت
بسحب محدود لا يتجاوز 500 ألف ليرة يومياً ثم أصبح أسبوعياً. كذلك
احتُجِزَت أموال التجار والصناعيين في منصة تمويل المستوردات التي تقدر
بأكثر من 600 مليون دولار بالليرة السورية، إضافة إلى تأخر صرف الرواتب
والأجور. نتيجة لذلك، اضطر قسم كبير من المواطنين إلى بيع مدخراتهم من
الدولار، واستغل المضاربون هذا الوضع لتحقيق أرباح كبيرة من خلال التلاعب
بسعر الصرف.
وأوضح حزوري أن تحسن الليرة السورية الحالي غير مستدام، لأنه لم يأتِ نتيجة
زيادة الإنتاج والتشغيل والتصدير، بل بسبب مضاربات وعوامل نفسية. وحذر من
أن هذا الوضع يحمل أخطاراً عديدة، منها الركود الاقتصادي، حيث يؤدي نقص
السيولة إلى تعطيل الأنشطة التجارية والصناعية، ما يؤدي إلى تباطؤ في
الأسواق وتسريح الموظفين وإغلاق بعض المصانع إذا استمر لفترات طويلة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن السياسات الحالية تزعزع الثقة بالنظام
المصرفي، حيث يضعف ذلك ثقة المودعين والمستثمرين في القطاع المصرفي ويوجههم
نحو التعامل النقدي، ما ينعكس سلباً على جميع المستويات.
وفيما يتعلق بالسياسة النقدية المقبلة في سوريا، حذر حزوري من أن التحسن الحالي في الليرة سيكون مؤقتاً إذا استمرت السياسات دون ضخ سيولة كافية، ما سيؤدي إلى مزيد من الركود وإغلاق المنشآت وتسريح العمال وزيادة الفقر والبؤس الاجتماعي. وأكد أنه للحفاظ على النشاط الاقتصادي واستمرارية الإنتاج، يجب التسعير مؤقتاً بعملة مستقرة مثل الدولار، وتنظيم مهنة الصرافة وإلغاء الفوضى القائمة حالياً، ومنع غير المرخصين من ممارسة عملية الصرافة تحت مراقبة المصرف المركزي بحسب العربي الجديد.