سيرياستيبس : بلغت أسعار الذهب مستوى غير مسبوق، اليوم الثلاثاء، مع زيادة الطلب على الاستثمارات في أصول الملاذ الآمن بفعل مخاوف من أن الرسوم الجمركية المضادة الأميركية قد تزيد الضغوط التضخمية وتعرقل النمو الاقتصادي. صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 3143.05 دولار للأونصة (الأونصة)، بعدما سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 3148.88 دولار في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 3169.50 دولار، وسجلت أسعار الذهب في الجلسة الماضية أفضل أداء فصلي منذ عام 1986. وقال محلل الأسواق في "آي جي" يب جون رونج، "ترقب تطبيق الرسوم الجمركية المضادة الأميركية في الثاني من أبريل (نيسان) دفع السوق إلى اتخاذ موقف دفاعي عبر تقليل الأخطار والتوجه نحو الذهب باعتباره من الملاذات الآمنة للتحوط من تقلبات محتملة في المحافظ الاستثمارية".
وأضاف، "المؤشرات الفنية تظهر أن العوامل الأساسية للسوق لا تبرر الصعود المستمر في الأسعار في الأمد القريب، لكن عدم اليقين المتعلق بالرسوم الجمركية من المرجح أن يدعم الذهب في الوقت الحالي، ويبدو أن المشترين يتطلعون إلى اختبار مستوى 3200 دولار".
وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلان خطة رسوم جمركية واسعة، غداً الأربعاء، الذي أطلق عليه "يوم التحرير"، وستشمل الرسوم الجمركية المضادة التي سيعلنها جميع الدول. وينظر ترمب إلى الرسوم الجمركية باعتبارها وسيلة لحماية الاقتصاد الأميركي من منافسة عالمية غير عادلة.
وتراقب الأسواق من كثب الرسوم الجمركية على السيارات، التي ستدخل حيز التنفيذ في الثالث من أبريل الجاري، فيما تميل أسعار الذهب إلى الارتفاع في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي وتزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وتشمل البيانات المرتقبة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري تقرير فرص العمل الذي يصدر، في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، وتقرير التوظيف الذي سيصدر عن معهد "أي دي بي للأبحاث"، غداً الأربعاء، وتقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية، الجمعة المقبل، وستوفر تلك البيانات مؤشرات إلى مسار السياسة النقدية الأميركية. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 34.04 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 0.1 في المئة إلى 991.41 دولار، بينما ارتفع البلاديوم 0.8 في المئة إلى 989.19 دولار.
الدولار يتقلب وسط ترقب للرسوم
يشهد الدولار أداء متقلباً، اليوم، بعد نهاية الربع الأول الصعب من العام الحالي ووسط تأهب المستثمرين للرسوم المضادة الأميركية المقرر تطبيقها خلال الأسبوع الجاري.
ومن المرجح أن تؤدي تلك الخطوة إلى تفاقم حرب تجارية عالمية أثارت مخاوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وينصب تركيز المستثمرين على جولة جديدة من الرسوم الجمركية المضادة من المقرر أن يعلنها البيت الأبيض، غداً، مع عدم توفر تفاصيل تذكر عن الأمر. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، إن الرسوم الجمركية هذا الأسبوع ستفرض على جميع الدول تقريباً. وأدى ذلك إلى تباطؤ في أسواق العملات، إذ عزف المتداولون عن المخاطرة في انتظار الحصول على رؤية أوضح لسياسات ترمب التجارية. وفرض الرئيس الأميركي بالفعل رسوماً جمركية على الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادة الرسوم على جميع السلع الواردة من الصين.
وقال كبير استراتيجيي السوق في "أمريبرايز فايننشال"، أنتوني ساجليمبيني، "الربع الثاني قد يأتي بقدر من عدم اليقين والتقلب للمستثمرين يماثل ما شهدناه في الربع الأول من العام".
وأضاف، "لا يوجد وضوح يذكر حتى الآن في شأن السلع والدول التي ستستهدفها الرسوم الجمركية. وقد تتصاعد تقلبات السوق وفقاً للسلع والدول المستهدفة". وانخفض اليورو 0.11 في المئة إلى 1.0805 دولار بعدما ارتفع 4.5 في المئة في الربع الأول من العام الحالي محققاً أقوى أداء فصلي منذ الربع الأخير في 2022، ويعود ذلك بصورة رئيسة إلى تعديل للسياسات المالية في ألمانيا.
وسجل الين ارتفاعاً طفيفاً عند 149.815 للدولار، اليوم الثلاثاء. وارتفعت العملة اليابانية بنحو خمسة في المئة مقابل الدولار خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى مارس (آذار)، مدعومة بتنامي التوقعات بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة مجدداً.
وأشارت بيانات، اليوم، إلى تراجع في ثقة الشركات التصنيع الكبرى في اليابان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام في إشارة إلى أن التوتر التجاري المتصاعد أثر بالفعل على الاقتصاد المعتمد على التصدير وجعل من الصعب على بنك اليابان اتخاذ الخطوة التالية. ويمكن لتصريحات من رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) ومسؤولين آخرين هذا الأسبوع أن تقدم مؤشرات إلى مسار أسعار الفائدة.
وأبقى بنك الاحتياط الأسترالي، اليوم، أسعار الفائدة من دون تغيير عند 4.1 في المئة، وقال إنه لا يزال حذراً في شأن التوقعات.
ولم يطرأ تغيير كبير على الدولار الأسترالي إذ ارتفع 0.1 في المئة فقط إلى 0.6256 دولار، ولامس الدولار الأسترالي أدنى مستوى في أربعة أسابيع عند 0.6219 دولار، أمس الإثنين، رغم أنه حقق مكاسب فصلية بنسبة واحد في المئة في الربع الأول من العام الحالي.
واستقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة عند 104.23 نقطة، وبلغ سعر الجنيه الاسترليني 1.2916 دولار، فيما وصل سعر الدولار النيوزيلندي إلى 0.56755 دولار. أسهم أوروبا تتعافى
ارتفعت الأسهم الأوروبية، اليوم، بعد تراجعها في الجلسة الماضية رغم استمرار الحذر قبل بداية تطبيق رسوم جمركية أميركية مضادة.
ارتفع مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" واحداً في المئة بعد تسجيل أداء قوي في الربع الأول من العام الحالي إذ أدى تعديل في السياسات المالية في ألمانيا وتباطؤ اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة إلى اجتذاب المستثمرين للمنطقة.
ودفعت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب الحرب التجارية المستثمرين إلى العزوف عن المخاطرة، أمس، مما دفع مؤشر "ستوكس 600" إلى أدنى مستوى في أكثر من شهرين. وخفض بنك "غولدمان ساكس"، اليوم، توقعاته للمؤشر القياسي الأوروبي خلال 12 شهراً إلى 570 نقطة من 580 نقطة في تقديرات سابقة، وذلك بسبب التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية الأميركية.
ويترقب المستثمرون بيانات التضخم في منطقة اليورو، اليوم، بعد يوم من بيانات أظهرت انخفاض التضخم في ألمانيا بأكثر من المتوقع في مارس الماضي، مما يعزز حجة البنك المركزي الأوروبي على خفض أسعار الفائدة مجدداً.
وتترقب الأسواق تصريحات من المقرر أن تدلي بها رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، وكذلك عضو مجلس البنك التنفيذي فيليب لاين.
وتقدمت جميع القطاعات الرئيسة في أوروبا بقيادة قطاعي الرعاية الصحية والبنوك، ارتفع سهم "بافاريان نورديك" بنحو اثنين في المئة بعدما أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية الدنماركية أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية وافقت على تركيبة جديدة من لقاحها لجدري القرود. "نيكاي" قرب أدنى مستوى في 8 أشهر
واجه المؤشر الياباني "نيكاي" صعوبة في الصعود، اليوم، وظل قرب أدنى مستوى في ثمانية أشهر مع استعداد المتعاملين لجولة أخرى من الرسوم الجمركية الأميركية من المرجح أن تؤثر في مبيعات المصدرين اليابانيين.
وأغلق "نيكاي" من دون تغير يذكر عند 35624.48 نقطة بعدما فشل في الحفاظ على ارتفاع سجله في التعاملات الصباحية.
سجل المؤشر القياسي انخفاضاً بنسبة 10.7 في المئة في الربع الأول هو أكبر هبوط منذ بداية 2020 وقت بدء جائحة "كوفيد-19"، إذ أثرت توقعات التجارة القاتمة سلباً على شركات يابانية تصدر منتجاتها بينما استفاد الين من الإقبال عليه كملاذ آمن.
وأغلق المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس"، اليوم، على ارتفاع 0.1 في المئة عند 2661.73 نقطة، كما سجل انخفاضاً فصلياً أقل بكثير بلغ 4.5 في المئة. وقال محلل السوق لدى "توكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري" شووتارو ياسودا "قلص نيكاي مكاسبه مع تأثير صعود الين على المصدرين".
وقال ياسودا، "حدت الأسهم المرتبطة بالرقائق الإلكترونية من مكاسب نيكاي. هناك قلق متزايد عالمياً في شأن الطلب على مراكز البيانات". وهبط سهم "أدفانتست" المصنعة لمعدات اختبار الرقائق 2.9 في المئة وخسر سهم "فوجيكورا لصناعة الكابلات" 3.1 في المئة ونزل سهم ألبس "ألباين" المصنعة لمكونات الإلكترونيات خمسة في المئة، في أكبر انخفاض على مؤشر "نيكاي". اندبندنت عربية
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
