سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:19/12/2025 | SYR: 12:15 | 19/12/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE



خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18


 الفضة تتجاوز النفط لأول مرة منذ 45 عاماً... انقلاب سعري نادر
19/12/2025      



سيرياستيبس :

في انقلاب سعري نادر لم تشهده أسواق السلع العالمية منذ عام 1980، جرى تداول الفضة بسعر أعلى من النفط الخام للمرة الأولى منذ 45 عاماً، بعدما تجاوز سعر الأونصة، أمس الأربعاء، مستوى 66 دولاراً، مقابل 56 دولاراً لبرميل خام غرب تكساس (أي إن الفضة باتت تتداول حالياً بفارق يقارب عشرة دولارات فوق سعر برميل نفط غرب تكساس)، وهو ما يشير إلى تحولات عميقة تشهدها بنية الطلب العالمي، وتبدل موازين التسعير في الأسواق بين المعادن الصناعية والطاقة الأحفورية.

ولا تقرأ هذه المفارقة السعرية بوصفها مقارنة رقمية بين وحدتي قياس مختلفتين فحسب، بل باعتبارها مؤشراً رمزياً على تغير الأولويات الاقتصادية والاستثمارية عالمياً، فالفضة، التي طالما وُصفت بأنها المعدن الثانوي مقارنة بالذهب، باتت اليوم في قلب التحول الطاقيّ والتكنولوجي، مستفيدة من دورها الحيوي في صناعات الألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، والإلكترونيات الدقيقة، والبنية التحتية لمراكز البيانات، وهي قطاعات تشهد توسعاً متسارعاً على مستوى العالم.

مسار الفضة وأداؤها في السوق
وبحسب بيانات منصة "ترادينغ إيكونوميكس"، ارتفعت أسعار الفضة بأكثر من 150% منذ بداية العام الحالي، ما يجعل عام 2025 أفضل عام للمعدن منذ عام 1979. ومنذ بداية عام 2020، قفزت الفضة بأكثر من 220%، في مقابل تراجع أسعار النفط بنحو 44% خلال الفترة نفسها. وقد دفع هذا الصعود الحالي الفضة إلى تجاوز النفط من حيث السعر، في انعكاس كامل لما كان عليه الوضع في منتصف عام 2022، حين كان نفط غرب تكساس يتداول قرب 95 دولاراً للبرميل، بينما كانت الفضة تحوم حول 20 دولاراً للأونصة، ما منح النفط حينها أفضلية سعرية تجاوزت أربع مرات ونصف.

وبدأ هذا الانقلاب السعري يتشكّل في وقت مبكر من عام 2025، عندما تجاوزت الفضة مستوى 54.48 دولاراً للأونصة، في وقت كان النفط يتداول بين 65 و75 دولاراً للبرميل. ويعزى هذا التحول إلى مزيج من العوامل الصناعية والنقدية، في مقدمتها الطلب المتزايد على الفضة في صناعات استراتيجية، مثل الألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، والإلكترونيات، والبنية التحتية الرقمية، حيث تشير التقديرات إلى أن الاستخدامات الصناعية تمثل نحو 70% من الاستهلاك العالمي للفضة، ما يربطها مباشرة بالتوسع في مشاريع الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي. وفي المقابل، يواجه النفط ضغوطاً مستمرة نتيجة تباطؤ الطلب في أوروبا والصين، وارتفاع المخزونات، وضعف تأثير تخفيضات الإنتاج، فضلاً عن تحسّن كفاءة الطاقة، وتسارع العودة إلى الطاقة النووية، بينما عززت توقعات خفض أسعار الفائدة وتراجع الدولار جاذبية الفضة، بوصفها معدناً يجمع بين خصائص الملاذ الاستثماري والسلعة الصناعية.
لماذا تنخفض أسعار النفط؟
في حين واصلت الفضة صعودها، واجه النفط ضغوطاً متواصلة. فقد تراجع نفط غرب تكساس بنسبة 18% منذ بداية عام 2025، ما يجعله أسوأ عام له منذ الانهيار الذي شهدته الأسواق خلال جائحة عام 2020. ويعزى هذا التراجع إلى ضعف الطلب في مناطق استهلاك رئيسية، مثل أوروبا والصين، وارتفاع المخزونات، وضعف تأثير تخفيضات الإنتاج التي نفذتها دول تحالف الدول المنتجة، وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في أسواق الطاقة، فإن النفط واجه صعوبة في الحفاظ على مستوياته السعرية.

ووصفت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية هذا الانقلاب السعري بأنه حدث نادر في تاريخ أسواق السلع العالمية، ونقلت عن رئيس المنتجات ومكاتب الثروات العائلية في شركة "بي إل ويلث" لإدارة الأصول، راجكومار سوبرامانيان، قوله إن الفضة باتت تتصرف بشكل متزايد كأداة استثمارية مضاعفة، تعكس النمو العالمي والتحول في قطاع الطاقة. وأوضح سوبرامانيان أن هوية الفضة المزدوجة، بوصفها معدناً نقدياً وصناعياً في آن واحد، تجعلها شديدة التأثر بتغيرات أسعار الفائدة وقوة العملات واتجاهات التصنيع، مشيراً إلى أن الفضة لم تعد يُنظر إليها باعتبارها مجرد صفقة تكتيكية قصيرة الأجل. ومع تزايد مشاركة المستثمرين الأفراد عبر الصناديق المتداولة والمنصات الرقمية، وارتفاع الاستخدامات الصناعية، بدأت الفضة تبرز بوصفها أداة لتنويع المحافظ الاستثمارية.

إلى أين تتجه أسعار الفضة؟
وأرجعت الصحيفة صعود الفضة إلى مزيج من الطلب الصناعي، والمضاربات الاستثمارية، والعوامل الاقتصادية الكلية، لافتة إلى أن الاستخدامات الصناعية تشكّل نحو 70% من الاستهلاك العالمي للفضة، مع تطبيقات رئيسية في الألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، والإلكترونيات. كما أن التوسع العالمي في مشاريع الطاقة الشمسية، واعتماد التقنيات النظيفة على نطاق أوسع ساهم في دعم الطلب طويل الأجل على الفضة. ويلعب اهتمام المستثمرين دوراً مهماً، بحسب الصحيفة الهندية، إذ رفعت الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية انكشافها على الفضة باعتبارها وسيلة تحوط ضد التضخم وتآكل قيمة العملات. وساهمت الضغوط على مراكز البيع القصير في تعزيز الصعود، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتقييد الإنتاج التعديني خلال السنوات الأخيرة.

وقال تقرير بحثي صادر عن شركة "أكسيس للأوراق المالية" إن الفضة نجحت في الخروج من نمط استقرار استمر لعقد كامل، وإن الإغلاق الشهري المستدام فوق مستوى 67 دولاراً قد يفتح الباب أمام موجة صعود متعددة السنوات تستهدف نطاق 76 إلى 80 دولاراً، مع احتمال حدوث تماسك سعري قرب مستويات المقاومة الحالية، لكن مع بقاء الاتجاه طويل الأجل صاعداً بقوة. ويرى محللون، من بينهم إن إس راماسوامي، من شركة "فينتورا"، أن الفضة تمرّ بمرحلة لحاق بالذهب، لكنها أكثر تقلباً بسبب ضعف السيولة مقارنة بالمعدن الأصفر. ويحذر هؤلاء من أن الفضة تاريخياً تشهد دورات حادة من الصعود والهبوط. وفيما يتداول الحديث عن إمكانية بلوغ الفضة مستوى 100 دولار للأونصة هدفاً محتملاً، فإن تحقق هذا السيناريو سيظل مرهوناً باستمرار الطلب الصناعي، وعدم تحسّن المعروض بوتيرة أسرع من المتوقع.

العربي الجديد 


طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



Baraka16


Orient 2022


معرض حلب


الصفحة الرئيسية
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس