سيرياستيبس 

كتب الدكتور دريد درغام :

بعد قرار منع تنقل المواطنين بين مراكز المحافظات وجميع المناطق والأرياف في جميع الأوقات تم الشرح بأن القرار يشمل المنع بين كل محافظة وأريافها ولكنه لا يشمل التنقلات بين المحافظات. بناء عليه تطرح التساؤلات التالية:
1. هل ستغلق جميع الطرق الفرعية التي تربط بين القرى والمناطق المطلة على الاوتوسترادات الدولية والطرقات القديمة (والتي تكون عادة باتجاهين) التي تربط بين المحافظات؟
2. في حال لم تغلق الطرق والممرات الفرعية كيف ستميز الحواجز بين أهل الريف وأهل المدينة؟
3. بعض القرى والمدن تقطعها الاوتوسترادات الدولية وتجعلها جزأين على جانبي الطريق. هل سيمنع عليه عبور الطرقات الواصلة بين المحافظات؟
4. بعض المواطنين في بعض القرى لديهم محلات وورشات تتواجد في الطرف الثاني من طرقات ما بين المحافظات. كيف سيصلون إلى مقرات عملهم؟
5. بعض المواطنين على طرقي الطريق بحاجة لمواد أولية من المدن والمحافظات المجاورة وبحاجة لتسليم منتجاتهم (وخاصة الزراعية لها وبشكل يومي) هل سيسمح لهم بالتنقل يومياً؟
تعتبر هذه الإجراءات الاحترازية مهمة جداً لتطويق انتشار هذا الفيروس الخطير. ولكن خطورته لا تسمح بالتدرج البطيء بالإجراءات الوقائية وإنما تتطلب التشدد والتعامل بالأسلوب الاسعافي المتشدد وحظر التجول في جميع المحافظات والمدن والقرى لمدة أسبوعين إلى 20 يوماً على الأكثر بدلاً من الغرق التدريجي في أسابيع وأشهر قد تطول وتسبب اختناقات على جميع المستويات. وهذا الحظر الكامل قد يكون هو الحل الأجدى في البلدان النامية من أجل ضمان سرعة التأكد من اكتشاف ومن تطويق بؤر تواجد الفيروس إن وجدت والتعامل معها بالشكل الملائم وبالسرعة القصوى وليس بالتدريج. ونعتقد أن مناقشة مثل هذا الحل ضروري لأنه سيسمح بالمكاسب التالية:
• يوجد لدى معظم الناس مقدرات مالية أو كميات غذائية محدودة لذلك فإن أسلوب التشدد السريع بالإجراءات خلال أقل من 20 يوماً سيسمح بتطويق البؤر الداخلية بسرعة أكبر بدلاً من التدرج الحالي.
• كلما أسرعنا بتطويق البؤر الداخلية سنتمكن من تركيز المقدرات والحراسات المتاحة للمراقبة على الحدود الخارجية فمنها ستكون التهديدات الأكبر بالمستقبل.
في جميع الأحوال لن يقتصر هذا الفيروس في طرح تساؤلات جوهرية على مستوى المنظومة الاقتصادية والاجتماعية الدولية وإنما سيسمح للدول النامية إن رغبت بمقاربات مبتكرة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من المستويات التي طالما بقيت في نمطها المتقادم الذي تسبب بالتخلف منذ فترات طويلة

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق