يتسابق الكثيرون هذه الأيام في مضمار الإنجاز، حيث تكثر الأخبار التي
ترصد تحركات العديد من المديرين بجولاتهم الروتينية الخالية من أي نتائج،
أوأي انعكاس إيجابي على واقع العمل الذي – وللأسف – يتغول بجهودهم في حالة
التأزم وتراجع الأداء، بما يؤثر على العلاقة ما بين العمل المؤسساتي
والمواطن، وطبعاً بوجود بعض الأقلام التي تستثمر هذه الجولات لتحقيق مآرب
شخصية، والتسويق والترويج لحالة استثنائية غير موجودة، بغرض التقرب من
هؤلاء المديرين الذين يتحولون إلى أبطال في الواجب والتفاني في أداء
المهام، ولكن كل ذلك “على الورق فقط”، كما يقال.
ولاشك أن هذه العلاقة المشوهة بين العمل المؤسساتي والمجتمع سببها
عمليات التجميل التي يقوم بها البعض على حساب المصلحة العامة. وبصراحة، ليس
هناك موضوعية أو معيار حقيقي في تقييم الجهات السّاعية لدخول كتاب غينيس
للأرقام القياسية من بوابة عدم القدرة على تقديم أي جديد، ماعدا العجز
الكامل في حل ومعالجة أبسط المشكلات التي يمكن حلها في حال توفرت النية
الصادقة والجدية، بدلاً من تركها متأرجحة بين أخذ ورد ضمن فترة مخاض طويلة
في غرف الاجتماعات والورشات والندوات. وما يثير الغرابة أكثر أنه، رغم
سوادوية الواقع، يفاجئنا أصحاب القرار في هذه المؤسسات بتصريحات صادمة ليس
لها أي أساس على أرض الواقع، بل تكون دائما من مستوى العودة إلى نقطة
البداية، دون أن تلج إلى ساحة التنفيذ.
بالمختصر، قياس مستوى البطولة في العمل يتم من خلال تنفيذ المهام
الأساسية وتحقيق معدلات تنفيذ مقبولة وتحقيق رضى المواطن أما الاستمرار في
استعراض البطولات، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر التصريحات غير
الواقعية، فهذا لن ينتج إلا المزيد من شخصيات تحارب طواحين الهواء بالخيال
والوهم الذي سيزيد من خيبة الأمل في الشارع.