سيرياستيبس : كشف محمد جلالي، آخر رئيس وزراء في عهد بشار الأسد، أن راتبه الشهري كان 140 دولاراً فقط. وفي مقابلة من منزله المتواضع البالغ مساحته 150 متراً مربعاً، تحدث عن الفساد “غير المسبوق” في بلاده، مشيراً إلى أن “ديون إيران على سوريا وحدها بلغت 30 مليار دولار”. سببان أطاحا بالأسد في مقابلة مع شبكة ” رووداو الإعلامية قال جلالي إن “الفقر والفساد، وليس الحرب المستمرة منذ 13 عاماً، هما السببان وراء سقوط النظام السوري”. في صباح 8 كانون الأول 2024، استيقظ السوريون على خبر فرار رئيسهم، الذي حكم البلاد 24 عاماً، إلى روسيا. وخلافاً للأسد والعديد من الوزراء والمسؤولين العسكريين والأمنيين الذين غادروا سوريا خوفاً من الشعب وهيئة تحرير الشام، قرر جلالي البقاء في دمشق. وقال: “لم أشعر بالخوف لأهرب. في الساعة الخامسة صباحاً قبل وصول مقاتلي هيئة تحرير الشام إلى دمشق، كان لدي 20 حارساً عسكرياً، غادروا جميعهم. بقيت وحدي مع عائلتي”. في الساعة الثامنة صباحاً يوم سقوط نظام الأسد، تلقى جلالي اتصالاً من أحمد الشرع، المعروف بـ(أبو محمد الجولاني)، قائد هيئة تحرير الشام والرجل الأقوى حالياً في سوريا، أكد له فيه “ابقَ، ستكون في أمان”. ويضيف جلالي: “قال لي الشرع سنبقى على تواصل وستكون في أمان، فأجبته بأنني باقٍ ولم أغادر بلدي مثل الآخرين”. بعد يومين من سقوط الأسد، وبناءً على طلب الشرع، سلم جلالي صلاحياته كرئيس للوزراء إلى محمد بشير، وتم تشكيل حكومة انتقالية حتى آذار 2025. منصب الوزير مقابل 100 ليرة ذهب يعيش محمد جلالي خارج دمشق مع أولاده في شقة مساحتها 150 متراً في الطابق الثاني السفلي لإحدى العمارات. خلال المقابلة، كان يدخن سكائر مارلبورو الزرقاء التي يبلغ سعر العلبة منها 50 ألف ليرة سورية (حوالي 4 دولارات). أشعل خمس سكائر حتى نهاية المقابلة، ملأ الغرفة بدخانها. لم يحلق لحيته البيضاء منذ خمسة أيام، وعندما سألته عن سبب إبقائها، أشعل سيكارة ولم يجب عن موعد حلاقتها. قبل توليه رئاسة الوزراء، كان رئيساً لجامعة سوريا الأهلية ووزيراً للاتصالات. اتصل به وزير سابق ذو منصب أمني ليخبره أن “اسمك مع آخرين قيد الدراسة لمنصب رئيس الوزراء”. يقول جلالي: “لم أكن أعلم مسبقاً بترشيحي لهكذا منصب”. وأثناء تشكيل حكومته، كشف جلالي: “وصلني عرض عبر وسيط بتعيين شخص معين وزيراً مقابل 100 ليرة ذهب، لكنني رفضت ولم أعينه”. رفض جلالي الكشف عن هوية هذا الشخص. راتب الوزير 70 دولاراً فقط أكد محمد جلالي أن “الفقر والفساد في سوريا غير المسبوق عالمياً” كانا من أهم أسباب سقوط نظام الأسد، مضيفاً: “كنت رئيساً للوزراء براتب مليوني ليرة سورية (140 دولاراً)، والوزير براتب مليون ليرة (70 دولاراً)، والموظف 20 دولاراً، والجندي 17.5 دولاراً”. وكشف أنه وعائلته اضطروا للعمل خارج الدوام الرسمي للعيش: “زوجتي مهندسة تعمل في شركة، وكنت أقدم استشارات هندسية. كان دخلنا الإجمالي 2000 دولار”. وتساءل: “كيف تتوقع من جندي راتبه 17.5 دولاراً أن يضحي بحياته دفاعاً عن الوطن والسلطة؟”. كم ترك الأسد في خزينة الدولة؟ منذ 2011، تدهور الاقتصاد السوري، وإنتاج النفط الذي كان 300 ألف برميل يومياً قبل الثورة، خرج معظمه عن سيطرة دمشق. وأوضح جلالي أن موازنة 2025 كانت 52 ألف مليار ليرة سورية بعجز 20%، معظم إيراداتها من الضرائب، مضيفاً أنه “عند سقوط الأسد، كان في المصرف المركزي حوالي 100 مليون دولار، كلها بالليرة السورية”. وانخفض إنتاج الكهرباء من 8000 ميغاواط قبل الحرب وكانت تكفي حاجة سوريا للكهرباء ولكن بعد الحرب انخفض إلى 1000 ميغاواط، في حين تحتاج سوريا 7000 ميغاواط للتغطية الكاملة. وعن دعم إيران لنظام الأسد، قال: “كانت تزود سوريا بمليوني برميل نفط شهرياً، ونشتري مليوناً. العراق لم يستطع تزويدنا بالنفط بسبب منع أميركا”. وأضاف أن “إيران قدمت 3 مليارات دولار سنوياً لسوريا منذ بداية الثورة، وديون سوريا لإيران بلغت 30 مليار دولار”.
|