معد عيسى :
خرجت التشكيلة الحكومية للعلن بعد تكهنات وتوقعات أصابت بنسبة جيدة منها .
الحكومة الجديدة أُعلنت بشكل مختلف هذه المرة لم يعهده السوريون من قبل ولكنه كان موفقا وأعطى انطباعا عن شخصيات الوزراء ولو بالشكل ، أما في الآراء فكانت متباينة حسب رؤية كل شخص و خلفيته الاجتماعية والجغرافية والظروف المحيطة وغير ذلك من الاعتبارات .
* بانتظار اكتمال التشكيلة
بانتظار اكتمال التشكيلة الحكومية بإحداث بعض الهيئات لتسد محل بعض الوزارات كالموارد المائية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك وكذلك اللجان الحكومية فأن الحكومة الحالية بشكلها الحالي قد سجلت انجازا بدمج بعض الوزارات ولا سيما النفط والكهرباء بوزارة واحدة للطاقة وهذا سيُنهي عقود من كيل الاتهامات المتبادلة بين الوزاراتين عن المسؤولية في مشكلة الكهرباء وحل مشكلة الديون الكبيرة بينهما ، حيث ستكون وزارة الطاقة الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأمر ولا يمكنها الرمي بالاتهام لأي جهة أخرى بعد اليوم .
* جديد الدمج
اللافت الآخر في الحكومة هو دمج وزارتي الاقتصاد والصناعة بوزارة واحدة خلافا لما كان يحصل سابقا بدمج وزارتي الاقتصاد والتجارة الخارجية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك ولكن هذا الدمج إن كان جديدا في الشكل ولكنه قديم في الطرح ، حيث عبر عنه وزير الصناعة الأسبق المرحوم عصام الزعيم حينما قال عن استحالة تطوير الصناعة بشكل الحكومة حينها، فهي حسب تعبيره " محاصرة من وزارتي الاقتصاد والمالية ، وإذا تخطت الاقتصاد فإنها تقع في فخ المالية والعكس صحيح " ، وعليه قد يكون هذا الدمج منطلقا لإصلاح القطاع الصناعي السوري الذي تشكلت لأجله عشرات اللجان .
الجديد الآخر في الحكومة المُشكلة هو احداث وزارتين الأولى للشباب والرياضة وهذا كان مطلب لشريحة الشباب من جهة وللخلاص من اتحادات تحولت من الرياضة للسياسة و الولاءات الشخصية و المصالح الفردية و إقصاء أصحاب الشأن وحال رياضتنا وانديتنا يعبر عن ذلك ، والوزارة الثانية للطوارئ والكوارث وهي ضرورة بحكم الدمار والخراب والتحديات المناخية وما يلحق بها من كوارث طبيعية .
* انطباعات حول الأشخاص
بعض الأسماء في الحكومة المُشكلة أعطت أملا وثقة للشارع السوري كونها من خارج حكومة اللون الواحد بالمعنى التنظيمي والسياسي بحيث تضيف رؤى جديدة أكثر اطلاعا و تجربة وانفتاحا ومواكبة للجديد وعلم بهيكليات الوزارات والمؤسسات كوزراء الاقتصاد والنقل والاتصالات والتعليم والتربية والزراعة وهي الوزارات المعنية باقتصاد البلد و لقمة المواطن .
في الشكل الحكومة أعطت انطباعا متفائلا للمرحلة المقبلة ولكن يبقى الأساس لطريقة عمل الحكومة وتعاطيها مع الشأن العام و طمأنة الناس وتأمين الخدمات الأساسية و طرد الهواجس التي خلفتها الاشهر القليلة الماضية وكذلك تخلي بعض الشخصيات الحكومية عن خلفيتها لصالح الحالة العامة وليس تحويل العام لمنظورها الخاص .
* هدف يلغي التناقضات
بقدر ماهي مهمة الحكومة شاقة وصعبة و مفخخة بالالغام ومعقدة فأن أمال الشعب السوري الذي يعيش تناقضات الحياة وتحدياتها بأمالها والأمها، انكسارها وانتصارها ، حلوها ومرها ، فقرها وبطرِها ، بسيطة تنشد أمانا ولقمة عيش كريمة وهذا ابسط ما يطمح له أي إنسان.
كما هناك وجهات نظر مختلفة في الشارع حول أعضاء الفريق الحكومي قد يكون هناك تباينات ضمن الفريق الحكومي حول الرؤى وطرق المعالجة والمتابعة والمحاسبة وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة على أمل أن يتم تجاوز كل الخلافات والخلفيات والاجماع والاجتماع على مصلحة الوطن والمواطن .
الثورة