دمشق- سيرياستيبس:

من الذي استفاد من حالة الهلع والخوف التي اجتاحت السوريين بسبب فيروس كورونا، ودفعتهم إلى تخزين السلع والمواد الغذائية؟

لقد شكلت شريحة التجار والمنتجين بمختلف حلقاتها المستفيد الأول التي تمكنت من تصريف مخازين كبيرة من السلع والمواد الغذائية وبأسعار تم فرضها دون أن يكون للمستهلك أي فرصة للاعتراض أو الاحتجاج، خاصة وأن الجهات الحكومية المعنية بالأسواق قفت مكتوفة الأيدي تتفرج على تحكم التجار بالسوق وفرض ما يريدون دون أن يكون لها كلمة واحدة.

ويمكن ملاحظة ذلك من خلال مقارنة بسيطة للأسعار بين شهري شباط وآذار الحالبين لتأكيد حقيقة الارتفاعات غير المبررة في أسعار المواد والسلع الغذائية، وما دفعه المستهلك ظلماً وبهتاناً جراء رغبته بتأمين احتياجات أسرته من السلع والمواد الغذائية تحسباً لأي طارئ متعلق بتطورات مواجهة فيروس كورونا.

ولا يتوقع أن يقف مسلسل الغلاء ورفع أسعار السلع والمواد عند هذا المستوى، فكل قرار يتخذه الفريق الحكومي المعني بمواجهة فيروس كورونا يستثمر سريعا من قبل التجار والمنتجين الذين يتسابقون للأسف في رفع أسعار منتجاتهم وسلعهم، هذا دون أن نتطرق أيضاً إلى مواصفات هذه السلع والمواد والتي بشهادة المستهلك تراجعت كثيراً مقارنة بالسابق.

لذلك من الضروري ألا يسمح للتجار والمنتجين بمختلف حلقاتهم ومستوياتهم أن يستغلوا القرار الأخير المتعلق بمنع الانتقال بين الأرياف والمحافظات لفرض أسعار جديدة وتحول كل منطقة جغرافية إلى سوق مختلفة عن أسواق المناطق الأخرى. فهل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمديرياتها المختلفة قادرة على فعل ذلك ومنع استغلال المواطن؟. الإجابة يعرفها كل مواطن والأيام القادمة ستثبت مدى صدق حدس المستهلك وتوقعاته.

هامش: من المفترض أن تكون الأولوية هي لسد حاجة السوق المحلية لاسيما في هذه الظروف الصعبة وتوفير السلع والمواد الغذائية بأسعار معقولة لجميع المستهلكين وخاصة أصاب الدخل المحدود، لكن حسب المعنيين فإن تصدير السلع والمواد هو السبب الرئيس لارتفاع أسعارها محليا.. إلى جانب استغلال التجار والمنتجين للأسف.

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق