سيرياستيبس :
\تعاني التجارة السورية في الوقت الراهن الكثير من الصعوبات، والمقصود هنا حركة تجارية بالمواد المصنعة، وكذلك المواد الأولية، إضافة إلى المواد المعدّة للاستهلاك المباشر،وذلك حسب تصريح نائب رئيس غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق لصحيفة الحرية.
ليس صحيّاً
وأشار الحلاق إلى أنّ واقع التجارة كاستيراد جيد، وهناك مستوردات كثيرة،
ولكن ليس واقعاً صحيّاً، والسبب أن الأسواق المحلية امتلأت بكثير من
المواد، منها يحتاجها السوق ومنها لا يحتاجها، بل إنه أصبح يحمّل الدخل
الوطني السوري عبئاً كبيراً، لافتاً إلى أن قيمة مستوردات سورية من تركيا
وبعض الدول الأخرى، بلغت أكثر من 500 مليون دولار خلال الشهرين الماضيين.
ونوه على سبيل المثال باستيراد السيارات، إذ علماً أنها حاجة وضرورة، لكنها
أخذت جزءاً من كتلة العملة الوطنية، حيث كان من الممكن أن توظف تلك
الأموال بصناعات منتجة، وبدورها هذه الأموال تصنع إنتاجاً ومن ثم تعود
وتحرك أسواق السيارات، لافتاً إلى أنه في السابق كانت هناك مطالبات
باستيراد السيارات و تجديدها، لكن ليس بهذا الشكل، وماحدث اليوم أن التجارة
انفتحت بشكل كبير وغير مدروس.
“دعه يعمل دعه يمر”
الحلاق ذكر أنّ القاعدة الأساسية في التجارة تطبيق عبارة ” دعه يعمل دعه
يمر”. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار تكافؤ الظروف والفرص، بمعنى ألا يكون
هناك بلد تورّد بضاعة إلى سوريا ولديها دعم تصدير، بينما سوريا لا يوجد
لديها تمكين أو دعم صناعة، وبالتالي تكون القوى غير متكافئة، و البلد الآخر
يسيطر على أسواقنا المحلية.
ولدى السؤال: لماذا لم تكن الصناعة السورية في السابق قوية رغم تأمين الحماية لها؟
أجاب الحلاق بأنه كان يترتب عليها الكثير من النفقات والأعباء، بمعنى كانت
تتعرض لضغوطات كثيرة من الجمارك، وكذلك الدوائر المالية، وأيضاً كانت تتعرض
لضغوطات المنصة ورؤوس الأموال …إلخ ، مضيفاً:إن هذه الفترة تختلف كثيراً
عن الفترات السابقة، حيث سقطت عنها الكثير من هذه الأعباء، إلا أن الصناعة
لا تزال حتى الآن ضعيفة ولم يتم دعمها لتكون قوية، أما التجارة فقد تم فتح
أبوابها على مصراعيها، الأمر الذي أدى إلى خلل في الأسواق.
تحديد الأولوية
وبين الحلاق أنه رغم كل الظروف، نستطيع اليوم أن نحدد خياراتنا و أولوياتنا
في الصناعة والتجارة، ونعرف نقاط القوة وندعمها، و نقاط الضعف ونقوّيها،
وذلك كله ضمن اقتصاد السوق الحر، لكن هذا الأمر يحتاج إلى تعاون من كل
أطراف المعادلة، سواء كان من الوزارات المعنية وكذلك غرف (التجارة
والصناعة) وأيضاً أصحاب كفاءات علمية وعملية بشكل يكون البوصلة النهائية هو
المستهلك، يتم توفير المواد له بأرخص الأسعار وأفضل النوعيات.
وعن قرار إلغاء التجارة التركية لوائح القيود التي كانت مفروضة على الصادرات السورية، أوضح الحلاق أنه إجراء مهم بالنسبة لتركيا، لكن بحسب معلوماته ليس لدينا صادرات سورية قادرة على المنافسة بالأسواق التركية، باستثناء بعض الصناعات الغذائية فقط، وهي خجولة أيضاً، منوهاً بأن سوريا غير قادرة على منافسة تركيا بالمواد الطبيّة ولا بالصناعات المهمة مثل الإسمنت أو الصناعات النسيجية،ومع ذلك نقول السماح بالتصدير إلى تركيا خطوة جيدة ومطلوبة أمام كل الدول. وكذلك موضوع العبور (الترانزيت) عبر منطقة الجمارك التركية إلى سورية مهم وإيجابي بالنسبة لسوريا، حيث يوفر كثيراً على أصحاب البضائع وسواها، لأنهم عندما يعبرون من تركيا إلى سوريا ومنها إلى الدول العربية، فهذا يوفر تكاليف عبور قناة السويس والعطلة الزمنية للقناة، بحيث يصبح العبور أسرع وأفضل.
أدرى بشعابها..
وختم الحلاق بأن الاستعانة بالخبرات الخارجية في طرح الحلول مهمة جداً، لكن
“أهل مكة أدرى بشعابها”، ومانعرفه أن الكثير من الخبرات الأجنبية
أوالسورية تعيش في الخارج، وليس باستطاعتها أن تعطي حلولاً أكثر من الأشخاص
(التجار والصناعيين الذين يعيشون الوجع الحقيقي داخل البلد). من هنا نقول
إننا نستطيع أن نضع حلولاً من خلال التشاركية مع الجميع، فهذا أفضل بكثير
من الحلول التي تأتي كوجبات جاهزة من الخارج، لأن تجار وصناعيي البلاد هم
من يعرفون الوجع الحقيقي وقادرون على إيجاد الحلول له بحسب صحيفة الحرية .