ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:25/02/2025 | SYR: 14:39 | 25/02/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 الأزمة الاقتصادية تستنزف مدخرات السوريين ..
23/02/2025      




سيرياستيبس :

ليس غريباً ما يحدث في أسواقنا المحلية، من حالات اضطراب في توافر المواد والسلع، وتذبذب أسعارها، وتراجع الحركة التجارية في الأسواق الرئيسية، قبل الفرعية، وحتى المحال التجارية المنتشرة في الحارات الشعبية وغيرها، مع الانتباه إلى الكم الهائل من البسطات التي افترشت الأرصفة، وأزقة الشوارع ميداناً لها، لأن الحالة الاجتماعية قبل الاقتصادية قد تغيرت كثيراً، والمردود المادي هبط فيها إلى مستويات متدنية، أصبح فيها المواطن في حالة من الخطر بدأ يستنزف فيها ما لديه من احتياطات أخرى، وبدائل مدخرة لليوم” الأسود” لتغطية حاجاته اليومية.
وهنا الأمر ينطبق على الجميع من مواطنين وتجار، وصناعيين وغيرهم، كل ذلك بفعل السياسات الاقتصادية السابقة التي أوصلت مجتمعنا إلى هذا المستوى، والوصول اليوم إلى تدهور القوة الشرائية، وخروج مئات الآلاف من العمال مواقع العمل في القطاعين العام والخاص، من دون تجاهل تداعيات الظرف الصعب الذي تمر به الحكومة اليوم من نقص في السيولة، وقلة الموارد وغيرها، الأمر الذي شكل قوة ضغط على المواطن واتجاهه لإنفاق المدخرات لديه، وهذا مؤشر خطير لمستوى المعيشة بالانخفاض، بدلاً من قراءة علامات التحسن..!

فضلية: تعدد أسعار “الصرف” عامل مشجع لصرف المدخرات وهي حالة غير صحية اقتصادياً

والأخطر ما يحمله اليوم من فكر يدفعه إلى الاحتفاظ بمدخراته بالعملة الاجنبية بدلاً من العملة الصعبة متخوفاً من التقلبات الاقتصادية وغيرها..؟!

مؤشر سلبي
الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية بين  قال في رده على سؤال عن اتجاه المواطن في تصريف مدخراته بالعملة الصعبة، أن أي مواطن لا يريد (عموماً) أن يصرف أي ورقة نقدية من مدخراته، لكنه يفعل ذلك عندما يكون مضطراً لتأمين ما هو أشد منه، وهذا الحال ينطبق على الكثير من الذين يقومون بالتصرف طبعاً (إن كان لديه ما يصرفه)، باعتبار أن مصاريف المعيشة تفوق متوسط الدخل، لا سيما بالنسبة لأصحاب الرواتب وأصحاب المهن، والحرف وغيرهم ممن تأثروا بما يحدث في الأسواق وغيرها من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية..!
الأمر الذي يترك أثاراً سلبية لا تقتصر على فئة بعينها، بل تطول معظم شرائح الشعب، وظهور حالة من عدم الاطمئنان والاستقرار الاقتصادي، بسبب لجوء المواطن للتصرف بالمدخرات والتي يرى فيها “فضلية” أن هذه السلبية تنعكس فقط على من يقوم بالتصريف (من مدخراته)، وقد ينعكس ذلك إيجاباً على سوق القطع، ويحقق انخفاضاً في سعر القطع في السوق المحلية.

عدة أسعار
لكن هناك حالة مقلقة إلى حدِ ما، هو تعدد أسعار الصرف في السوق المحلية، والتي غالباً ما تكون مشجعة لصرف المدخرات ضمن ظروف معيشية صعبة، يحتاج فيها المواطن لكل شيء، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تعدد أسعار الصرف في السوق حالة صحية، وتحمل الكثير من الإيجابية..؟
“فضلية” يرى في العموم أن هذه الحالات تنشط حالة التصريف في السوق السوداء، عندما يكون هناك فرق بأسعار العملة الصعبة بين السعر الرسمي والسعر غير الرسمي، وهذه حالة غير صحية اقتصادياً، حيث يكون للعملة الصعبة عدة أسعار (حسب شطارة المشتري والبائع) وهذه مسألة لا تحدث إلا في الدول النامية (وأقصد الدول المتخلفة) وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم جداً كيف الخروج من كل ذلك، ونحقق استقراراً نوعياً لليرة، مقابل العملات الأخرى، وبالتالي هذا السؤال على لسان كل مواطن، وهنا يجيب “فضلية” وباختصار شديد “أن استقرار أو عدم استقرار سعر صرف العملة، أمر يتعلق بالحالة الاقتصادية السائدة أو الحالة السياسية و الأمنية حتى النفسية السائدة..” وفي هذه الحالة اتجاه الادخار إلى أين هل بالعملات الأجنبية أم بالوطنية..؟
والجواب عليه مرهون بالحالة الاقتصادية العامة، حيث أكد ” فضلية” أن الادخار على وجه العموم  يتم بالعملة الصعبة عندما تكون قيمة العملة الوطنية متقلبة، أو متدهورة فاليوم على سبيل المثال تبلغ قيمة الدولار في سورية حدود عشرة آلاف ليرة، بينما كانت منذ عدة سنوات أقل من خمسة آلاف رغم أن القيمة الشرائية للدولار هي نفسها في كلتا الفترتين..!

لابد من الاستقرار
وبالتالي طبيعة المرحلة الاقتصادية هي التي تفرض حالة الادخار، فالاستقرار له اتجاهاته بالادخار، وعدم الاستقرار له اتجاهاته أيضاً، والفاصل بينهما ماذا يريد المواطن من الادخار، لأنه صاحب رأس المال والقرار في نفس الوقت، والمتحكم فيهما الحالة العامة للاقتصاد الوطني، لذلك النصيحة بالادخار بالعملة الصعبة، أم بالوطنية قرار مربوط بهذه الحالة، والمواطن السوري اليوم تحت سقف خطر الادخار لعدم استقرار سوق الصرف وتدني القوة الشرائية.


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق