واصلت الأسهم الأميركية الانهيار أمس الجمعة مع انخفاض مؤشر "داو جونز" الصناعي بأكثر من 2200 نقطة بعدما أثارت الصين مخاوف نشوب حرب تجارية شاملة بإعلانها تطبيق 34 في المئة رسوماً انتقامية رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال ما سماه "يوم التحرير" وبحد أدنى 10 في المئة على جميع الدول.
وأغلقت "وول ستريت" التعاملات على تراجع مؤشر "داو جونز" بنسبة 5.5 في المئة، وفي الوقت نفسه انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 5.97 في المئة ليختتم المؤشر القياسي واسع النطاق أسوأ أسبوع له منذ عام 2020 بخسائر سوقية بلغت 5 تريليونات دولار. كما هوى مؤشر "ناسداك" المركب الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا بنسبة 5.8 في المئة ليدخل سوقاً هابطة بانخفاض تجاوز 20 في المئة عن أعلى مستوى تاريخي له.
وزادت الأسواق الأميركية بعد تراجعات الأسبوع خسائرها السوقية إلى 9.6 تريليون دولار منذ تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة.
 
هبوط الأسهم التكنولوجية

شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تراجعات قياسية الجمعة، إذ سجلت شركتا "تيسلا" و"إنفيديا" خسائر فادحة وتراجعت أسهم "تيسلا" بنسبة 10 في المئة، بينما انخفضت أسهم "إنفيديا" بأكثر من 7 في المئة. وتراجعت أسهم "أبل" بنحو 7 في المئة و"ميتا" بنسبة 5 في المئة و"ألفا بت" بنحو 3 في المئة.
وعكست التراجعات الحادة لأسواق الأسهم تفاقم مخاوف المستثمرين من أن دول العالم قد تكون أكثر ميلاً إلى الرد بدلاً من التفاوض، مما يؤدي إلى حرب تجارية عالمية طويلة الأمد.
 
تحذير "الفيدرالي"  

وعمق من جراح السوق تحذير رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول من ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الناجم عن الرسوم الجمركية، مشيراً أنها "أعلى من المتوقع". وأضاف أنه "من السابق لأوانه" تحديد المسار الأمثل لأسعار الفائدة.
 
وزاد المتداولون من توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة هذا العام، إذ من المتوقع أن يركز "الاحتياطي الفيدرالي" جهوده لتهدئة التضخم لمواجهة خطر التباطؤ الاقتصادي الأكبر.
وبعد تصريحات باول تعمقت عمليات البيع على الأسهم وارتفعت السندات وانخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات مع التأثيرات المحتملة بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.
وتهافت المستثمرون على السندات الحكومية مع انخفاض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 4 في المئة قرب من أدنى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
 
مبيعات بالجملة 

وأفاد "جيه بي مورغان" بأن طلبات الأفراد بلغت صافي مبيعات بقيمة 1.5 مليار دولار أميركي حتى ظهر أمس الجمعة، وهو أعلى مستوى في أول ساعتين ونصف الساعة من التداول في تاريخه. وجاء ذلك بعد يوم من إظهار أرقام الشركة أن الأفراد اشتروا أسهماً صافية بقيمة 4.7 مليار دولار أميركي، وهو أكبر عدد من الأسهم في يوم واحد خلال العقد الماضي ويشكل ذلك أولى علامات الاستسلام بين المتداولين الأفراد المتفائلين عادةً بالأسواق.
وأظهر تقرير الوظائف الشهري الذي صدر أمس الجمعة استقرار سوق العمل، حيث أضافت الولايات المتحدة 228 ألف وظيفة جديدة في مارس (آذار) الماضي متجاوزة التوقعات مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.2 في المئة، فيما حذر الاقتصاديون من أن استمرار الرسوم الجمركية يفاقم خطر الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وضربت التراجعات أيضاً أسعار الذهب الفورية التي هبطت بنسبة 2.5 في المئة لتصل إلى 3,037.26 دولاراً للأوقية، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 6.4 في المئة ليصل إلى 62.66 دولاراً للبرميل.

" اندبندنت عربية "