سيرياستيبس :
تنفيذاً لتهديدات الرئيس دونالد ترامب،
أعلن البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، أن الرسوم الجمركية الجديدة على
الواردات الصينية في الولايات المتحدة سترتفع فعلاً إلى 104% اعتباراً من
فجر اليوم الأربعاء، علماً أن ترامب كان قد أعلن الأسبوع الفائت، أن رسومه
الجديدة التي أُعلنت منذ يناير/كانون الثاني ستبلغ 54% على السلع الصينية
اعتباراً من الأربعاء، وكان قد توعّد بفرض 50 نقطة إضافية اذا ردت الصين،
وهذا ما حصل عملياً مع اتخاذ بكين قراراً بفرض رسوم على السلع الأميركية
بنسبة 34% ابتداء من الخميس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين
ليفيت اليوم، إن نحو 70 دولة تتواصل مع الولايات المتحدة سعيا لبدء مفاوضات
بشأن الحد من تأثير سياسة ترامب للرسوم الجمركية. وأضافت ليفيت لصحافيين
أن واشنطن ستبرم اتفاقيات من هذا القبيل إذا كانت ستعود بالنفع على العمال
الأميركيين وتعالج العجز التجاري المزمن. ووجه ترامب فريقه للعمل على
"اتفاقيات مصممة خصيصاً" لكل دولة تتواصل معها.
في غضون ذلك، تتوالى ردود الفعل على سياسات
ترامب الجمركية، وفي هذا الصدد، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا
ميلوني اليوم الثلاثاء، أنها ستتوجه إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل
لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية مع الرئيس ترامب. وهي تواجه مهمة
دبلوماسية صعبة، كونها حليفة ترامب، لكنها تواجه أيضاً ضغوطاً للدفاع عن الصناعة الإيطالية
المعتمدة على التصدير. وحققت إيطاليا العام الماضي ثالث أكبر فائض تجاري
في الاتحاد الأوروبي للسلع مع الولايات المتحدة، بعد ألمانيا وأيرلندا.
ووصفت رئيسة الوزراء قرار ترامب بشأن الرسوم الجمركية بأنه خطأ، لكنها حذرت من أن إجراءات الاتحاد الأوروبي
المضادة قد تؤدي إلى إثارة حرب تجارية، ودعت إلى إجراء مفاوضات للتخفيف من
حدة الأزمة، فيما تواجه دول الاتحاد رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات
الصلب والألمنيوم والسيارات، ورسوماً أوسع نسبتها 20% على جميع السلع
الأخرى تقريباً، بموجب سياسة ترامب التي تستهدف الدول التي يقول إنها تفرض
رسوماً كبيرة على الواردات الأميركية، بحسب رويترز. ورغم اتفاق وزراء
الاتحاد الأوروبي على إعطاء الأولوية للمفاوضات، فإن التكتل سيقر أولى
الإجراءات الانتقامية هذا الأسبوع.
كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الثلاثاء، عن أمله في أن يتراجع ترامب عن قرار زيادة الرسوم الجمركية على
الواردات وخصوصاً من الاتحاد الأوروبي. وقال ماكرون في تصريحات أثناء زيارة
لمدينة العريش المصرية إن "هدفنا هو أن نتوصل لأن يعيد الرئيس ترامب
التفكير في قراره". وأضاف: "في حال تطلب ذلك أن نؤكد أننا على استعداد
للرد، ينبغي أن نكون جاهزين لذلك"، مشيراً إلى أن "فرنسا وأوروبا لم تسعيا
أبدا للفوضى".
ردود الدول على الرسوم الجمركية الأميركية
وقد استهدفت الرسوم الجمركية الجديدة
الشاملة التي فرضها ترامب على واردات بلاده دولا بأنحاء العالم في أخطر
ضربة للنظام التجاري العالمي منذ عقود. ودفعت هذه الرسوم بعض الدول إلى
اتخاذ تدابير مضادة وأخرى إلى السعي للتفاوض على تهدئة الأوضاع. وفي ما يلي
ردود فعل أكبر 15 شريكاً تجارياً للولايات المتحدة على الرسوم حتى الآن:
الاتحاد الأوروبي: يطرح
الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة أول مجموعة من التدابير المضادة في
إبريل/ نيسان ردا على الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألمنيوم.
وخفف التكتل المقترحات الأولية، فأزال على سبيل المثال ويسكي البوربون
الأميركي من القائمة، كما عرض على واشنطن صفقة رسوم جمركية "صفر مقابل
صفر".
الصين: ردت بكين بفرض رسوم
جمركية شاملة مضادة مماثلة بنسبة 34% على الواردات الأميركية، وفرضت
قيوداً على تصدير بعض العناصر الأرضية النادرة، وبإضافة 11 هيئة أميركية
أخرى إلى قائمة "الكيانات غير الموثوق بها"، مما يسمح لبكين بفرض عقوبات
عليها. وتعهدت "بالقتال حتى النهاية" في مواجهة الرسوم الجمركية.
المكسيك: استُبعدت المكسيك
من قائمة ترامب للرسوم الجمركية العالمية، لكنها ما زالت تواجه الكثير من
الرياح غير المواتية. فما زالت هناك رسوم أميركية بنسبة 25% مفروضة على
السيارات والصلب والألمنيوم، وكذلك على السلع التي لا تتوافق مع اتفاقية
التجارة الحرة بين دول أميركا الشمالية التي تشمل الولايات المتحدة
والمكسيك وكندا.
ألمانيا: تقول برلين إن
سوق الاتحاد الأوروبي الذي يضم 450 مليون مستهلك تمنحها نفوذا للتفاوض مع
ترامب وتجنب حرب تجارية. كما دعا مسؤولون حكوميون الاتحاد الأوروبي إلى
تعزيز الصفقات التجارية مع دول أخرى مثل المكسيك وكندا والهند.
اليابان: لا خطط لدى طوكيو
لاتخاذ أي تدابير مضادة بل سترسل فريقا للتفاوض على امتيازات من الولايات
المتحدة. واختار رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا وزير الاقتصاد ريوسي
أكازاوا ليقوم بدور المفاوض ليعمل مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في
محادثات تجارة ثنائية. وقال إيشيبا إنه يفكر في زيارة جديدة للولايات
المتحدة للاجتماع مع ترامب.
كوريا الجنوبية: لا رد فعل
مضاداً من سيول حتى الآن، لكن القائم بأعمال الرئيس هان داك سو أمر باتخاذ
تدابير دعم طارئة للشركات المتضررة، تتضمن السيارات، وأوفد مسؤولا رفيع
المستوى إلى واشنطن لمحاولة التفاوض.
تايوان: اقترح رئيس تايوان
لاي تشينغ-تي نظام رسوم جمركية صفرية مع الولايات المتحدة وقال إن تايوان
لن تفرض رسوما مضادة. وستسعى إلى تعزيز الواردات من الولايات المتحدة
وإزالة الحواجز غير الجمركية.
فيتنام: عرض الزعيم الأعلى
لفيتنام تو لام إلغاء الرسوم الجمركية على السلع الأميركية في مكالمة
هاتفية مع ترامب في اليوم التالي لإعلان الرسوم. وقدمت فيتنام طائفة من
الامتيازات تضمنت التعهد باستيراد مزيد من السلع الأميركية ومنح ترخيص
لشركة ستارلينك التابعة لإيلون ماسك بشروط تفضيلية. وتستثمر منظمة ترامب في
منشآت الغولف في فيتنام.
بريطانيا: تُجري حكومة
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر محادثات مع الولايات المتحدة بشأن صفقة
قد تقلص الرسوم الجمركية المفروضة عليها والبالغة 10%. وتتشاور مع الشركات
عن مدى الحاجة إلى فرض رسوم مضادة وإجراءات لمكافحة الإغراق من دول أخرى.
وقالت إنها تريد توطيد العلاقات التجارية مع الشركاء الرئيسيين.
الهند: لم تضع الهند خطة
لاتخاذ تدابير مضادة تجاه الولايات المتحدة وتستهدف التفاوض على اتفاق
تجاري ثنائي معها، وأشارت إلى استعدادها لخفض الرسوم الجمركية على أكثر من
نصف الواردات الأميركية إلى البلاد. وإلى جانب ذلك، تجري محادثات أيضاً مع
بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن الروابط التجارية.
هولندا: أكدت هولندا، وهي
واحدة من أكبر المصدرين الزراعيين في العالم وبها أكبر ميناء بحري في
أوروبا، على ضرورة الرد الهادئ والمتناسب على الرسوم الجمركية الأميركية
وحذرت من التصعيد.
أيرلندا: مع اعتماد
اقتصادها المحلي الشديد على مجموعة من شركات العقاقير والتكنولوجيا
الأميركية الكبيرة، دعت دبلن إلى رد "هادئ ومحسوب" وحذرت بروكسل من استخدام
قانون مكافحة الإكراه الاقتصادي.
إيطاليا: حذرت روما من
الرسوم الجمركية المضادة. ولتخفيف ضرر الضربة الاقتصادية الناجمة عن
الإجراءات الأميركية، حثت الاتحاد الأوروبي على السماح للدول الأعضاء
بزيادة الإنفاق دون خرق القواعد المالية للتكتل.
فرنسا: دعا الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون إلى رد حازم من الاتحاد الأوروبي، ربما يشمل الخدمات
الرقمية الأميركية. وحث الشركات الفرنسية على تعليق خططها الاستثمارية في
الولايات المتحدة حتى يتضح الموقف.
البرازيل: رد الكونغرس
البرازيلي على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بإقرار مشروع قانون يتيح
الرد التجاري المضاد. وقال الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن أي تدابير
مضادة ستستند إلى هذا القانون. كما قال نائب الرئيس جيرالدو ألكمين إن
البلاد تفضل الحوار ولن تلجأ إلى أحكام القانون الجديد في الوقت الحالي.