سيرياستيبس : بين رئيس مجلس
النهضة السوري عامر ديب أن الارتفاع المتسارع في الأسعار لا
يمكن عزوه فقط إلى تراجع قيمة العملة المحلية، بل يرتبط بعدة عوامل جوهرية
أهمها تحرير الأسواق بشكل فوضوي، وغياب الضوابط المنظمة لعملية تحرير
السوق أدى إلى حالة من الفوضى السعرية، وتُرك المجال مفتوحاً أمام التجار
لتحديد الأسعار وفق أهوائهم من دون أي رادع، وغياب دور حماية المستهلك فمن
المرفوض أن تبقى الأسواق بلا رقابة فعلية أو من دون تحديد لهوامش الربح.
فجميع الدول، بما فيها الإمارات، ومصر، والسعودية، وحتى الولايات
المتحدة، تحدد هوامش ربحية للسلع بحسب نوعها حفاظاً على التوازن بين التاجر
والمستهلك، أما الدول الضعيفة اقتصادياً فهي تلك التي تتخلى عن مسؤوليتها
في ضبط الأسعار ومتابعة الأسواق، وتترك المواطن وحيداً أمام جشع بعض
التجار، وهناك سياسات الاستيراد والتصدير، فسوء إدارة ملف الاستيراد
والتصدير، سواء عبر القيود غير المدروسة أو الانفتاح غير المنضبط، يساهم
بشكل مباشر في رفع الأسعار ويزيد من أعباء المواطن.
ويضيف ديب: إن من جملة الأسباب في ارتفاع الأسعار غياب أي إجراءات
لتعزيز الثقة النقدية وعدم وجود سياسات واضحة لردم الفجوة بين قيمة العملة
في السوق الرسمية والسوداء، وغياب أدوات اقتصادية لتعزيز الثقة بالعملة
الوطنية، كلها عوامل تدفع نحو ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر، كما أن معالجة
هذه الأزمة لا تحتاج فقط إلى شعارات، بل إلى سياسات فعلية تبدأ من فرض
الرقابة وتحديد هوامش الربح، مروراً بإصلاح سياسات التجارة الخارجية،
وانتهاءً بإجراءات جدية لدعم الثقة النقدية. الثورة
|