أكد رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية فؤاد عربش أن حرفة تصنيع العطور من المهن التراثية التي تحتاج كغيرها من الحرف إلى الاهتمام والدعم حتى تؤدي دورها الاقتصادي على الشكل الأنسب وهي تنتسب إلى جمعية الشرقيات كونها حرفة يدوية قديمة تشتهر بها بلادنا التي كانت معبراً هاماً لطريق الحرير بين الشرق والغرب وصار استخلاص الزيوت العطرية من الوردة الشامية والياسمين الدمشقي جزءاً من حياتنا وعلامة مسجلة تحسب لنا .
وأضاف إن حرفة تحضير العطور المتنوعة والزيوت العطرية باتت تشكل طلباً متزايداً عليها لاستعمالاتها الطبية والتجميلية فهي منتجات خالية من الغش الصناعي كاستخلاص زيت اللوز والسمسم وحبة البركة وزهر اللافندر ويعود ذلك لتوافر النباتات العطرية الغنية بالعناصر الهامة 100 % في بيئتنا.
وبيَّن عربش أن الوضع الاقتصادي الحالي الصعب أثر سلباً على كل الحرف وليس صناعة العطور فحسب حيث نسعى للتوسع والانطلاق بها عالمياً لدعم اقتصادنا والمساهمة في تنميته مطالباً أن يتم منح هذه الحرف التقليدية المهمة الاهتمام الكافي بمنتجاتها وتأمين التراخيص النظامية لتصنيعها وتعبئتها وإيجاد منافذ تصديرية لها حتى تسهم في تقديم إيرادات واعتبر أن هذه الحرفة ما يزال إنتاجها محدوداً يُصَّرف على نطاق ضيق لذلك تحتاج إلى تسهيلات ككل المهن التراثية من خلال السماح باستيراد موادها الأولية الضرورية من الخارج كالعدد الصناعية والكهربائية
وتقديم كل أشكال الدعم لتخفيف معاناة الحرفيين للحفاظ قدر الإمكان على ما تبقى من حرف وتوسيع مشاركاتنا في المعارض الداخلية والخارجية علماً أننا منذ عام 2015 شاركنا في بعض المعارض الدولية كالهند وحصلنا على الجوائز العالمية.
وأشار عربش إلى صعوبات تعترض هذه الصناعة كحاجتها إلى السماح باستيراد المواد الخام والأولية التي تشكل 95 % أغلبها من مصدر خارجي لأن المتوفر المحلي لا يكفي ما يؤدي إلى غلاء أسعار هذه المنتجات وجعلها عاجزة عن مواجهة المنافسة الخارجية التي توفر منتجات أرخص وتعديل مدة البيان الجمركي المحدد لها بسنتين لأن العطور لها صلاحية أطول من ذلك ما يجعلنا نخسر ويخسر اقتصادنا.

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق