الأول من نوعه في سورية وينطلق بداية أيار القادم

مذكرة تفاهم لإعادة تفعيل مركز التميز السوري الهندي لتقانة المعلومات .. والرئيس الأسد صادقَ عليها بقانون

النجار لسيريا ستيبس : المركز فرصة لاكتساب خبرة الهنود كأكبر المبرمجين للتكنولوجيا في العالم

نائب مدير عام الوطنية لخدمات الشبكة : الهند تدعم المركز بمدربين لمدة سنة .. وحواسب ولابتوبات وبرمجيات  

سيريا ستيبس – علي محمود جديد

توقّع المهندس حسام النجار معاون المدير العام للهيئة الوطنية لخدمات الشبكة أن ينطلق ( مركز التميّز السوري الهندي لتقانة المعلومات ) بالعمل بعد إعادة تفعيله عند منتصف نيسان القادم أو بداية أيار من العام الجاري.

وأوضح النجار لسيريا ستيبس أنّ تجهيزات هذا المركز من المتوقع أن تصل في منتصف شهر آذار الجاري، ليتم تركيبها وتجهيزها من قبل مهندسين هنود.

فبعد انقطاع مضى عليه نحو تسع سنوات يعود مركز التميز السوري الهندي لتقانة المعلومات في دمشق للإقلاع من جديد، بعد مذكرة تفاهم بهذا الشأن بين حكومتي البلدين أخذت بعين الاعتبار إمكانات التعاون الواسعة بين البلدين وبوجه خاص في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والرغبة المشتركة للبلدين في ترجمة هذه الإمكانات إلى إجراءات ملموسة، مستذكرين مذكرة تفاهم تأسيس مركز تدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات في سورية في 11 آذار 2009 باسم مركز التميز السوري الهندي لتقانة المعلومات.

المهندس النجار أوضح لسيريا ستيبس أن المركز في تلك الأثناء انطلق فعلياً في عام 2010 واستمر بالعمل لمدة سنة ونصف، وكانت الأحداث قد بدأت في سورية، فغادر الأصدقاء الهنود وأغلق المركز، واليوم سيعاد تفعيله بعد مذكرة تفاهم وقعت بهذا الشأن.

وبالعودة إلى مذكرة إعادة تأهيل هذا المركز – الذي تحتفظ سيريا ستيبس بصورة عنها – أوضحت أنه تأكيداً على أهمية مركز التميز تم الاتفاق بأن الهدف منها هو إعادة تأهيل المركز، على أن تقوم الحكومة الهندية بتقديم عرض التعاون إلى الحكومة السورية والذي يهدف إلى إعادة تفعيل المركز، ولتحقيق ذلك سيتعاون الطرفان بطريقة متفق عليها من الجانبين.

من الجانب الهندي

أوضحت المذكرة أن الحكومة الهندية ستقوم بتمويل توفير العتاد ومحطات العمل المزوّدة بوحدة عدم انقطاع التغذية لمخبري صفّين اثنين بعشرين طالباً لكل صف منهما وبمخبر واحد لاثنين وثلاثين طالباً، وتمويل توفير البرمجيات والأدوات اللازمة، وإيفاد رئيس واحد للمركز ومدربين اثنين لفترة مبدئية تدوم لسنة كاملة للتدريب واستلام المركز والاشراف عليه، بالإضافة إلى منح شهادات للمتدربين في معهد التميز من قبل الطرف الهندي والعمل على تطوير آلية عمل للاستمرار مستقبلاً بمنح الشهادات في المعهد من قبل الطرف الهندي، وتدريب ثلاثة متدربين من موظفي وزارة الاتصالات والتقانة السورية في جمهورية الهند وتزويدهم بالتأمين الصحي.

من الجانب السوري

سيكون مركز التميز واقعاً في الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة كجهة حكومية في سورية، وهي مسؤولة عن إعادة تأهيل المركز الحالي من خلال تجديد البنية التحتية بالأعمال المدنية والكهربائية والأثاث وخطوط الاتصالات ( فاكس – هاتف – أنترنت ) والتغذية الكهربائية الثابتة وتأمين المياه والتدفئة والتكييف وغيرها.

كما سيقوم الجانب السوري بتزويد المركز والمخدمات ووسائط التخزين والتشبيك والمعدات الأخرى ذات الصلة بتأمين البيئة المناسبة كوحدات عدم انقطاع التغذية الكهربائية وتأمين مركز البيانات في الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة بالتيار المتناوب اللازم.

وتقديم أماكن إقامة مفروشة ووسائل النقل المحلية وتسهيلات الاتصالات والتأمين الصحي للخبراء الهنود القادمين إلى سورية فيما يتعلق بهذا المشروع، وتقديم مكتب للعمل وتسهيلات للاتصالات والحصول على تأشيرات دخول مجانية لأولئك الخبراء الهنود، ومنح جميع المواد والخدمات التي سيجري تقديمها في إطار برنامج التعاون إلى سورية كمنحة ، والإعفاء من دفع الرسوم الجمركية وأية ضرائب مفروضة، إضافة إلى تأمين التخليص الجمركي لكل ما يتم توريده من جمهورية الهند أو من أي بلد ثالث جواً أو براً أو بحراً إلى سورية ونقلها إلى المركز بأسرع فترة ممكنة، وتنظيم النشاطات المحلية أثناء التدريب والتنفيذ وتأمين المستلزمات والأدوات المناسبة والكادر المطلوب أثناء تنفيذ ذلك.

كما يقوم الجانب السوري بتعيين وتحديد نائب رئيس المركز ليصبح مسؤولاً عن إدارة المركز بعد أول سنة من بدء العمل، وتزويد المركز بفريق العمل الإداري والفني بما في ذلك الأشخاص الذين سوف يتدربون في جمهورية الهند لتمكينهم من تنفيذ وتشغيل المركز بسلاسة، وتأمين النفقات اللازمة لتشغيل المركز.

جهة التنفيذ

تقول المذكرة بأن تنفيذ هذه الإجراءات يجري من جانب حكومة جمهورية الهند من قبل جهة يتم تسميتها من قبل وزارة الخارجية في جمهورية الهند على أنها الجهة المنفذة الرئيسية ، ومن قبل الحكومة السورية فإن الهيئة المنفذة ستكون الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة.

ثم وضعت المذكرة خطة محبكة للاستمرارية في المركز، ولضمان الحماية اللازمة لحقوق الملكية الفردية الناتجة عن التعاون بموجب المذكرة، التي أكدت على أنه في حال ظهور أي نزاع واختلاف أو تساؤل ناجم عن تفسير أو تنفيذ أي بند من مذكرة التفاهم فيجب أن يُحل وديّاً بين الطرفين من خلال المباحثات والتفاوض، كما بينت المذكرة إمكانية تعديلها وكيفية التعديل، وإمكانية إيقاف العمل بموجبها .. وكيف.

وكان السيد الرئيس بشار الأسد قد أصدر في شهر تشرين الثاني الماضي القانون رقم / 18 / القاضي بالتصديق على مذكرة التفاهم، والذي أُعلن عنه ( القانون ) في شهر شباط الماضي، وأشار إلى أن مذكرة التفاهم لإعادة تفعيل المركز كانت قد وقعت في 1 / 10 / 2019م في نيودلهي من قبل السيد سفير الجمهورية العربية السورية بالهند نيابة عن حكومة الجمهورية العربية السورية، والسيد سكرتير وزارة الخارجية الهندية نيابة عن حكومة جمهورية الهند.

المركز الأول من نوعه في سورية

الجدير ذكره أن مركز التميز السوري الهندي لتقانة المعلومات في دمشق – وحسب بيانات سابقة للهيئة الوطنية لخدمات الشبكة – يعد الأول من نوعه في سورية للتدريب على أحدث التقنيات والعلوم في مجال التقانة وتكنولوجيا المعلومات، وهو يعود لاستئناف عمله بعد توقيع الهند اتفاقية لإعادة تفعيله مع السفارة السورية في الهند تحت مسمى الجيل الثاني لمركز التميز السوري – الهندي لتقانة المعلومات. 

وكان هذا المركز الذي انطلق في عام 2010 بمساهمة من الحكومة الهندية وبناء على الاتفاق الذي عُقد أثناء زيارة السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد إلى الهند عام 2008، وبعد توقيع الاتفاقية حالياً سُيفعّل المركز من جديد بعد الانقطاع الذي سببته الظروف التي تمر بها سورية، وسيعود الخبراء الهنود إلى المركز للتدريب بأحدث التجهيزات وأحدث الدورات .

 وتكمن أهمية هذا المركز في تأهيله وتدريبه للكوادر البشرية بمستوى متقدم وعالٍ في مجال تكنولوجيا المعلومات والشبكات للقطاعين العام والخاص.

وسيكون هذا المركز على سوية عالية بكل تفاصيله من حيث التجهيزات والمدربين والدورات التخصصية في مجال تقانة المعلومات بكل اختصاصاتها (أمن معلومات والشبكات – نظم المعلومات وهندسة البرمجيات-الشبكات ومراكز المعطيات)

وحسب بيانات سابقة للهيئة الوطنية لخدمات الشبكة NANS التي تعد الذراع التقنية لوزارة الاتصالات والتقانة في سورية، سيقوم المركز بتقديم شهادة موثقة وموقعة من سورية والهند، ومعترف بها عالمياً للمتدربين ، وقد سبق وأوفد إلى الهند من الجانب السوري عدد من المهندسين للتدرب في مركز CDAC في بونيه؛ لتأهيلهم كي يكونوا مدربين في المركز بعد استلام الجانب السوري لإدارة المركز، تنفيذاً للاتفاقية.

المهندس حسام النجار أوضح لسيريا ستيبس أن هؤلاء المهندسين قد عادوا حالياً، في حين هناك ثلاثة مهندسين آخرين يتدربون حالياً ثم سيعودون كمدربين إلى المركز بعد أن يحصلوا على درجة الماجستير هناك، مشيراً إلى أن المدربين الهنود سيأتون حالياً لمدة سنة كاملة لتتسلّم الكوادر السورية بعدها زمام أمور التدريب في المركز.

ومن المقرر أن يتم ربط المركز مع جامعة دمشق للاستفادة من المسارات التدريسية في نطاق ماجستير تخصصي في تقانة المعلومات، لبناء قدرات وتأهيل كوادر بشرية في القطاعين العام والخاص تكون قادرة على قيادة محاور الحكومة الإلكترونية المرتقبة، وتطويرها الاستراتيجي للارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطن باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وعن التجهيزات التي ستصل منتصف شهر آذار الجاري كتقدمة من الهند أوضح المهندس حسام النجار أنها عبارة عن / 40 / حاسب مع البرمجيات و / 32 / لابتوب مع البرمجيات أيضاً، والنجار لم يُخفِ تفاؤله من النتائج التي سيحققها هذا المركز معتبراً أن إعادة تفعيل المركز فرصة حقيقية لاكتساب الخبرة من الجانب الهندي الذي يُعدّ من أكبر مبرمجي التكنولوجيا في العالم.

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق