كتب أسعد عبود
- خاص لسيرياستيبس :
من الطبيعي جدا أن يتحدث الوزير لؤي المنجد عن المتراكم في ادارة الدولة .. و الصورة المثلى ما وجده و يعرفه عن الوزارة التي اولي امرها .. التجارة الداخلية و حماية المستهلك .. كما هو ممكن ، تحدث عن بعض من كل .. قال القليل من الكثير .. الكثير ... الذي تشمله ملفات وزارة التجارة الداخلية و حماية المستهلك .. و التي تنازلت عن اسم ومهمة التموين .. أو عجزت عنها و هو الاصح .. و اصبحت المهمة ، التجارة الداخلية ، و اضيفت لها مهمة حماية المستهلك و هي المهمة التي عجزت عنها دائما و لا زالت .. بل هي تحولت إلى عدوة المستهلك بعد أن تجاوزت كل شروط الفهم والتفاهم مع حالة الناس و أحوالهم .. و كانت قد نمت نموا تاريخيا في عقدي السبعينات و الثمانينات حيث تولت مهمات تجارية بائع و مشتري ..و تسويقية .. و تصنيعبة .. و ارتبطت مهماتها بحياة المواطنين بشكل مباشر ..
لكن الوزير المنجد أظهر نية في الكلام المُحمل على نية أنّه لا بد من قول شيء عما تراكم بفعل السنين .. و نتجة الابتعاد دائما عن المجاهرة و الغرق في ادعاء السرية .. ولم يكن ثمة أسرار يجب ان تخفى لكنها خفيت . أو تعرضت لمحاولة الإخفاء و ستبقى خفية .. بكثير من التفاصيل التي لو قيلت لتخضب وجه القبيلة منذ كانت و بعد كل ما جرى و عرفت .. و يعرف السيد الوزير منه و عنه الكثير الكثير .. انما هو حاول المرور بما تهيأ له امكانية أن يمر به .. و لعل أهم ما جاء فيه .. اظهار نية ما ..قد تتراجع لاحقا .. ونتمنى ان تتقدم في الطرح و الشرح وان لا تترجع .. الطريق ممكن لكنه ليس أبدا سهلا .. التجارة الداخلية و حماية المستهلك هي اهم و أصعب المهمات و من اكبر مواطن الفساد و اكثرها اذلالا مباشرا للمواطنين من رغيف الخبز إلى ليتر المازوت و اسطوانة الغاز .. و .. و ... غيره الكثير ما يمكن ان تختصر اهم جوانبه قضية الأسعار و مهازل الدعم لغاية الفساد اولا وقبل كل شيء ..
بقدر ما يبدو الوزير المنجد على ثقة بما يحاول ان يقوله بدا ربما متردد او على الاقل متمهلا .. و ربما يجب أن يكون .. لكن تمهله لم ينفع كثيراً فمن سيرد عليه بدا مستعجلا .. و تمثل بصورة رئيسة بسلف سلفه الوزير عمرو سالم .. في حين يبدو السلف أنه يؤثر التريث و ربما الصمت .. المهم أنّ الارض بدأت تدب فيها حياة لإخراج و اظهار ما حبلت به - و لا زال - لسنين و أيام طويلة طي خزائن الاسرار ..
لم تحتدم المعركة بين السلف السابق و الخلف اللاحق .. لكنهما اظهرا إمكانات بق نهر الحصى .. ولا سيما الوزير الاسبق عمرو سالم ..
لم تسل من المناظرة غير المباشرة بين الوزيرين انهار المعلومات التي يمكن ان تثير كثيف الضباب و غبار الاختناق بحقيقة ما جرى على مر العقود و ما زال يجري .. و اعتقد انه ما زال لدى الرجلين الكثير الذي يمكن أن يقال ليفتح ثغرة في ستار تستر خلفه عديد الفاسدين و المرتكبين ..
هل نتفاءل بقرب الإفراج عن أطنان ملفات الفساد .. ؟!
لا اظن ذلك سيحصل .. لنا لست متفائلا .. فكل المعارك مع خفايا الفساد عندنا ، كانت خلبية .. و غير قابلة للمضي بعيدا لخطورة المواقع التي يمكن ان تصلها ..
لكن حتى اليوم ثمة ما يشبه خرقا ما في جدار الصمت حول الفساد .. و يجب ان لا يتحول إلى دعايات و معارك شخصية ..
As.abboud@gmail.com
|