دمشق - سيرياستيبس - خاص :
قال
الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف أن تحريك البلاد نحو مسار
التنمية والنهوض الاقتصادي يحتاج الى توفير الأمن والأمان ,موضحاً أنّ
الأمن حققته الدولة بإعادة
سيطرتها على أغلب الأراضي , أما الأمان فأقصد به توفير بيئة أمنة وضامنة
للاستثمارات وللمستثمرين .. ابتداء من أمان الطاقة الذي يقوم على الوفرة
والاستقرار والأمان النقدي الذي يضمن
ويحمي أموال المستثمرين المحليين والقادمين من الخارج , و الأمان القضائي
والأمان الذي يوفر بيئة شفافة للعمل ينعدم فيها الفساد ويسود فيها وضوح
القوانين والاجراءات ومنع تجاوزها من أي كان .. مشيرا ًالى أنّ البلاد اليوم تحتاج الى اجراءات استثنائية على كافة المستويات بحيث يتم
صياغتها واتخاذها بشكل متكامل ومنسجم بحيث تؤدي مجتمعة الى إشاعة حالة من الثقة
المطلقة بمناخ العمل والاستثمار في البلاد سواء للمستثمر المحلي وهو الأهم او للمستثمر
الخارجي الذي لن يأتي إلا إلى بيئة محفزة .. وقال
: يجب أن نقتنع أنّ بلادنا تمر بظروف خاصة وأنّها خارجة من حرب
وتعاني من حصار ومن ظروف اجتماعية قاسية فالأمم المتحدة تحدثت مؤخرا عن
حاجة 16.7 مليون سوري لمساعدات مستدامة .. والاستدامة تاتي من التنمية و
من الاستثمار والعمل والانتاج وتوفير البنى التحتية , اذا المطلوب ضبط
ساعة البلاد على العمل
والانتاج في مناخ يخلو من الفساد ومن السياسات التي أثبت انها مٌنفرة بل
وطاردة حتى لمن يعمل بدليل كل اولئك الصناعيين والتجار ورجال الأعمال الذين
أغلقوا مصانعهم و أعمالهم في سورية وذهبوا الى أقرب دولة واستثمروا فيها
وحيث لاقوا الترحيب والمزايا بانتظارهم ..
.. مؤكداً أنه على الحكومة صياغة سياساتها
بناءً على ظروف البلد وليس الاعتقاد أنّ الرفاهية تسود البلاد , حتى عندما
تنوي رفع الأسعار عليها أن تجري المقاربات بطريقة أفضل وأن تقرأ نتائج
قرارتها على المدى البعيد وليس الآني الدكتور
"عمار يوسف " دعا الحكومة الى بذل جهود حقيقية لحل موضوع الطاقة باتجاه
تأمين وفرتها بما يلبي الاحتياجات , لأن الاستمرار برفع الاسعاردون وفرة يؤدي الى انتعاش السوق السوداء وتراجع العمل والانتاج
الخبير
الاقتصادي السوري : اعتبر أن المشاكل تتفاقم وحتى الآن لم نلمس اتجاهات
واضحة وملموسة باتجاه تبني الحلول الكبيرة و التاريخية وكل ما لمسناه من
حكومات الحرب حتى الأن يقول بأنه لا أفق للحلول التي تغير وجه البلد على
الأقل هذا ما لمسناه , وإن كان هناك من صرح بأن وجه البلاد سيتغير .. في
الحقيقية نثق أن وجه البلاد سيتغير الى الأفضل عندما نسمع عن حلول اقتصادية
كبيرة وآمنة .
الدكتور
يوسف : وصف رجال الأعمال من تجار وصناعيين الذين أغلقوا وغادروا بأنهم
ثروة وطنية فقدتها البلاد وهي حسب رأيه أهم من أموال السوريين التي ضاعت
في البنوك اللبنانية , لأن أموالهم كانت تستثمر في
البلد , وقال أعتقد جازماً أنّ أغلب الذين غادروا سيعودون بمجرد ضمان
الحكومة
لأمنهم الاقتصادي وتأمين بيئة عمل سليمة خالية من الفساد ومن التطفل ,
مؤكداً أن مصلحة البلد في عودة كل هؤلاء وتقديم كل ما يحتاجونه مع التأكيد
أنّ ما يطالبون به هو المنطق الذي تسير عليه كل دول العالم التي تدرك أنّ
من حق رأس المال أن يعمل في بيئة سليمة , وهذا لايحتاج الى اختراع الذرة
وإنّما إلى اتخاذ قرارات صحيحة منسجمة ومحمية , لذلك أدعو الحكومة
الحالية لتثبت أنها " حكومة الحلول " وتعمل على اتخاذ قرارات شجاعة
واستثنائية تضمن حماية المال الخاص لأنها عندما تفعل ذلك فإنها ستملك
مفاتيح حل
الكثير من المشاكل وفي مقدمتها توفير فرص العمل وتحريك الأسواق و تحسين
المعيشة وتوسيع الأعمال وزيادة حصيلة الخزينة وتحقيق التنمية , مشدداً على
أن تبني الحلول الكبيرة القادرة على تحويل البلاد الى ساحة عمل ومقصد
للمستثمرين يبدو خياراً
وحيداً وإن لم يتم السيرنحوه فإنّ المزيد من الفقر والضيق والتضخم
ينتظرنا
جميعاً اللهم الا الفاسدين وتجار الأزمات والمحتكرين و المنتفعين من الوضع
الحالي
|