دمشق - خاص - سيرياستيبس :
دعا استاذ البيتون المسلح في كلية الهندسة بجامعة البعث وعضو لجنة الكود السوري الدكتور عصام ملحم الجهات الحكومية الى سماع صوت العقل ليحكم قطاع البناء في سورية , وقال : "أن نكون
بأزمة لايبرر أن تبقى الامور على وضعها الحالي " .. مشيراً الى أنّ 5 % فقط من الأبنية في سورية محققة لشروط السلامة وأسس التشييد الصحيح المقاوم للزلازل , في حين أنه وبعد زلزال
شباط وزلزال السلمية فإن هناك الكثير من المنازل اليوم هي "مضعضعة : و آيلة
للسقوط بأقل شدة زلزال قد يحدث وبالتالي هي ليست آمنة وتستوجب التعامل
معها بجدية ومسؤولية
الدكتور ملحم قال في حديث خاص لسيرياستيبس : أنه يوجد في سورية مليون شقة على الهيكل على
الاقل , والخسارة الاقتصادية الأولية والمترتبة على هذه الأبنية لاتقل عن
300 الى 400 تريليون ليرة , هل
تتخيلون هذا الرقم يقول الدكتور ملحم واصفاً ذلك بأنّه هذا استنزاف
للاقتصاد في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة
لليرة لننفقها
أيضاً هل تدركون
ما تفعله الرطوبة بالحديد في تلك الابنية خاصة في الساحل , في الحقيقة
الأمر متعلق بأمن الناس وسلاماتهم ما يستوجب التعامل بأقصى حالات الجدية
والالزام والتشدد
.. ؟ موضحا في هذا السياق : أنّه لايوجد بلد في العالم فيه كل هذا الكم والعدد الهائل من الأبنية على الهيكل وأضاف : نحن
اليوم أمام تحدي إكساء هذه البيوت , بل نحن أمام وجوب خلق حالة من الإلزام بالاكساء
الجيد لها بعد الكشف عليها والتأكد من سلامتها ومقاومتها للزلالزل
وأنا
يتابع الدكتور عصام ملحم حديثه : عندما أقول لمتعهد نفذ بشكل جيد فإنّ الدولة لن
تدفع شيء بل ستكون في موقع الأمين على التنفيذ والإكساء وهذا جوهر دور
الدول والحكومات واعتقد أن هذا ما تتحدث عنه الحكومة حالياً ؟
مؤكداً أنّ إكساء الهياكل سيقضي على مشكلة السكن بل وقال
: أنا متأكد أن هناك مليون شقة عالعضم كحد أدنى في سورية وبعض الهياكل
عمرها الان 15 وحتى 20 سنة وهذا انذار خطير ومبررمشروع للاسراع باكسائها
استاذ البيتون المسلح متابعا حديثه لسيرياستيبس : أود أن أسأل التالي .. نحن في سورية ما هي الدروس
التي استفدنا منها بعد زلزال شباط , حتى نخفف من الكوارث والضحايا عند
وقوع زلزال جديد لاسمح الله والأمر غير مستبعد هل
تم مثلا تحديد دور المتعهدين والمهندسين بالشكل الذي نؤمن معه السلامة
الانشائية أم هل وفرنا بيئة جديدة للفساد والمزيد من النوافذ التي من شأنها
رفع التكاليف دون انعكاسها على سلامة الأبنية
هل
منعنا تركيب الحجر ونحن ندرك أنّه يعرض الناس للخطر , تقول الدراسات
الهندسة أنه من المفروض أن نصل الى مرحلة يكون البناء آمن بحيث استطيع
الخروج منه عند
وقوع زلزال قبل أن يتهدم علينا "هذا هو الأمر بساطة ", لأنّه ليس من
المعقول أن تتهدم أبنية بالكامل خلال لحظات بفعل زلزال وقع على بعد 250 كم
من مدينة جبلة
, هذا معناه حرفياً أنّ مواصفات الأبنية سيئة والتنفيذ سيءالمهم
أسال وليجبني أحد : الآن على الأرض ماذا تغير .. هل أحضروا لنا
متعهدين مثلا وقالوا "مابتبنوا إلا عن طريق متعهد " ماهذا , لقد زادت
التكاليف وتوقف البناء .. بسبب فرض شروط مكلفة ولاتؤمن المطلوب من السلامة
الانشائية مؤكداً في هذا السياق أنّه
يجب أن نعمل على خلق شركات هندسية بإمكانيات حقيقية , خاصة لجهة امتلاك
الخبرة وإمكانية القراءة الهندسية المتوزانة لأي بناء بشكل صحيح قبل تنفيذه
حتى إذا حدث أي شيء للبناء أن تكون هناك شركة معروفة ومرخصة أصولا قادرين على سؤالها أما
المتعهد فاليوم متعهد وغدا حرامي وبعد غد لانعرف ؟ لذلك الخيار هو
بالذهاب الى المنطق والعلم والحزم بالقانون كما تفعل كل دول العالم
وبحزن
أعاد الدكتور ملحم سؤاله : هل سننتظر حدوث زلزال آخر حتى نستفيق , في
الحقيقة لن نستفيق لأنّ أغلبنا لن يكون موجوداً , مشددا على أنّ الوضع
الهندسي في سورية يحتاج الى خطة وطنية والموضوع " مو مزح " حسب تعبيره ..
فكل يوم هناك هزات تتعرض لها أبنية كانت تعرضت لزالزال
وأضاف
بحزن : هذه الهزات ليست الأولى ولن تكون الأ خيرة لكنها مؤشر على زلزال
في الايام القادمة .. لاسمح الله .. ولكن لنعلم حقيقية واحدة وهي أن البلاد
لاتتحمل ويجب أن نهتم ببيوتنا
موضحاً
: أنّه يوجد في الساحل عدد كبير من البيوت فيها تشققات وبسبب الرطوبة
الحديد تعرض لأذى كبير في متانته وتركيبه , طيب اذا حدث زلزال كيف سيتحمل
هذا الحديد رؤوس الاعمدة ؟
بمعنى
اذا كانت رطوبة البحر في الساحل لوحدها فعلت فعلها بالابنية فكيف مع زلزال
,, في الحقيقية علينا ان نتحرك فورا قبل أن يحدث مالايحمد عقباه يجب
أن نبتعد عن الأسلوب المفلس ونعمل على تأمين جودة الإنشاء والسلامة
الهندسية لكل البيوت عبر الكشف الحقيقي عليها والعمل بجدية على تدعيمها
ملحم قال : البيوت التي نبنيها اليوم سيسكنها أولادنا وأحفادنا بعد 30 أو 20 أو 40 وبالتالي يجب أن نبنيها بشكل مستدام , وعلينا ان ندرك ان اقل بيت يكلف 300 و400 مليون غير الارواح وبالتالي عدم التأكد من سلامته هو كارثة حقيقية والمواطن يسكن البيت ولا يعرف اذا كان البناء مقاوم فهذا
ليس اختصاصه . بل اختصاص البلديات والانظمة الهندسية التي تعمل على
المراقبة الدقيقة حتى الوصول به الى مرحلة الامان
أخير
يقول استاذ البيتون المسلح : لقد كشفت على مئات البيوت مجاناً .. وأستطيع
القول وللأسف أنّ حال الناس بالويلات وتحتاج لمن يطمأنها على السقوف التي
تعيش تحتها ؟
|