سيرياستيبس :
كتب الاعلامي أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :
ليس واقع البطالة المقنعة في معظم المؤسسات و الشركات و المعامل السورية باكتشاف حديث تكتشفه الادارة الجديدة .. كان معروفا و مطروحا في الاعلام السوري في العهد البائد و بصورة مكررة لدرجة الملل فعلا ..
و رغم معرفة الواقع و تقدير مخاطره و الاضرار المترتبة دون ادنى شك عليه .. استمر التوظيف دون اي محاولة لتدارك تفاقم ذاك الواقع .. فهو نجم عن واقع اسوأ منه هو البطالة .. لم يجدوا حلا للبطالة فقنعوها .. و أذكر أنني في اطار المساهمة في عرض واقع و تفاقم حالة البطالة المقنعة كتبت يوما مقالاً ميزت فيه بين فرصة العمل المنتجة و بين الوظيفة العشوائية .. وهي التي تتم بالواسطة وتحمل عبئا على المؤسسات و الشركات .. وقلت يومها : أن الوظيفة عندما تسجل على خانة فرصة عمل تكون مربحة بدل الراتب الذي يصرف عليها بعشرات أمثاله .. قيمة المنتج هي قيمة العمل المبذول فيه .. و هذا صحيح و إن كان يمت بصلة للكفرة اعداء الله الشيوعين .. ويعرفه جيدا الرفاق المتبرئون المتطهرون من اتجاهاتهم السابقة .. ولهم حرية البحث و الاختيار ..
المهم كانت البطالة المقنعة معروفة جداً .. و استمروا يحشدون فضاءها الوهمي بالعمال و المتعلمين من مختلف المراتب و التخصصات .. وكثيرا ما وصلوا حد التباهي بانخفاض نسب البطالة عندنا و كان في ذلك دجلاُ متعمداً و لم يكن لينطوي على أحد .. ولم يكن أحد يجرؤ على مواجهة هذا الواقع .. واقع البطالة المقنعة .. هو في الحقيقة واقع الادارة و الآعمال بشكل عام .. وكانوا يشعرون بثقل الواقع .. لكنه رغم ثقله سهل لهم فرصة البجاحة في الفساد والسرعة في الثراء .. و بالتالي كل دعوات الإصلاح الاداري كانت فرط كلام .. لم ينفع معها إحداث وزارة إصلاح إداري أو تنمية إدارية .. بل هذه و تلك غرقت حتى اذنيها في فضاء البطالة المقنعة .. و هكذا حين وصلت الحكومة الجديدة إلى مواقعها لتجابه بهذا الواقع الذي لا يمكن أن تُحسد عليه .. فما العمل ..؟!
سمعنا عن توجهات و امكانات و فرص استثمارات قادمة لا بد أنها تستوعب عديد فرص العمل بما يكفي لامتصاص الجزء الكبيرمن الآيدي العاملة الموجودة اليوم .. والقادمة بالتأكيد .. وقال كثيرون : لا تستعجلوا فالإدارة الجديدة أو الحكومة في شهرها الثاني فقط .. و لم يفت أوان الحل .. الخير قادم .. و ننتظر الخير .. لكننا لانرى أين بواباته ..!! الحكومة منشغلة بزيادة الرواتب و هذا ضروري و جيد جدا .. لكنه متعثر و سيتعثر أكثر .. لأن ليس ثمة تألق استثماري انتاجي يمكن أن يمول هذه الزيادات الجيدة ..و الغريب أنّ المطروح أن تكون زيادة الرواتب لناس و تحجب عن ناس و مبدأها التقدير للكفاءة .. الذي من غير الواضح كيف سيكون و من الذي يقدر و كيف ..!! وعلى الجانب الأخر الذي كنا بصدده يقف عشرات و مئات آلاف العمال ينتظرون أن تُعاد لهم رواتبهم الصغيرة المحدودة لعل الكثير منهم يحتاجها ثمنا لرغيف الخبز .. فهل الموت جوعا يمكن أن يشكل علاجا للبطالة المقنعة .. !!!
ثم .. وكي لا اكون امام مقال - نق مطلبي - و حسب .. نحن لم نر بعد ، هجوم المساعدات الشقيقة و الصديقة تنتصب مشروع مارشال لانقاذ سورية .. صحيح انه من المبكر بعد على هذا الكلام .. لكنه كان المبكر أكثر على تسريح العمال دون صكوك و الاكتفاء بتوقيف رواتبهم و حسب .. والغاية من الكلام أننا سنعود لسورية و الامكانات السورية للخروج من المأزق .. وسنحتاج كل عمالنا .. فلنحافظ عليهم برواتبهم الزهيدة مهما كانت .. حتى ولو تفاءلنا بالاستثمارات الشقيقة و الصديقة .. ولنضع الجميع أمام قانون واحد و اجور محددة بموجبه دون تمييز
..
As.abboud@gmail.com.