سيرياستيبس كتب أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :
ليس في هذا رسالة شكر .. ولا هو نداء مطلبي . بل افترضه - بالأذن من
الاساتذة الكبار في الاقتصاد - قول في صميم التوجه الاقتصادي الصحيح و
السليم . وأرى أنّ ثمة وقفة صحيحة جريئة تنتشل الحكومة و الاقتصاد الذي
تديره من واقع التردي المخيف إلى واحد من الآفاق التي تشعل شمعة باتت أكثر
من ضرورية على الطريق الذي بات - الى حد ما - مظلماً .. وقفة تتضمن أولاً ، إعادة كل العاملين في كل القطاعات الى أعمالهم دون تردد وإعادة رواتبهم و
تعويضاتهم .. طبعا العاملون الذين يحتفظون بوضع وظيفي صحيح و سليم ..في
القطاعين المدني و العسكري .. و بعيداً عن محدودية رواتبهم و قزميتها ...
كانت هذه الرواتب دائما محل النقد والمطالبة بالزيادة .. منذ النظام السابق
غير المأسوف عليه .. و بعيدا عن حديث الزيادات الكبيرة !! .. بعيداً عن هذا
و ذاك فإن إعادة جميع العاملين إلى واقعهم الذي كانوا عليه سيشكل خطوة
اقتصادية اجتماعية بالغة الأهمية و الضرورة اليوم .. بعد ما شهده الواقع
الاجتماعي من توترات .. ساهم فيها ولا ريب تصاعد وتائر الفقر و تجدد
الحرمان ..إن وفقنا إلى موقف كهذا وأعدنا للناس المحتاجين اعتبارهم ولو
بمقدار أصغر راتب بالعالم ، ستكون حركة سياسية اقتصادية اجتماعية لافتة تشد
انتباه العالم و تجدد الأمل ، أننا على طريق الحياة لا الموت .. هو تصحيح
لقرارت متسرعة خاطئة - برأينا - رغم أنها لا تفتقد المبررات التي سيقت
دوغما وكان الأفضل أن تطرح و فرادى .. بطالة مقنعة .. وجود هذا ولا ريب
صحيح .. لكنه خطأ كبير عولج بخطأ أكبر منه فأحدث خرقاً اجتماعيا ًمخيفاً ..
ومهما كان قرارنا اليوم ، قرار الحكومة القائمة أم قرار الحكومة القادمة ،
يجب معالجة واقع العمالة و الرواتب و الأجور بكل جدية و حرفية .. فائض
الأيدي العاملة داخل المؤسسات و الشركات له حلول عديدة في بلد يفترض انه
ينتظر نمواً و ينتظره النمو .. أما رمي العمال الى الشارع ومعالجة الواقع
بالتسريح التعسفي و حبس الرواتب فلا هو بالحل .. وليس له من حل ..
بالتأكيد الحل الأهم بالتنمية و النشاط الاستثماري الاقتصادي .. لكن إيصال
الناس إلى ما يسمى رواتبهم .. هذا لا ينتظر خطط التنمية و الاستثمار .. بل
يحتاج حلاً سريعاً متواضعاً .. الممكن اليوم اعادة اصحاب الرواتب إلى وضعهم
الذي كانوا عليه بعد تنقيته من كل شائبة .. و على الطريقة الرأسمالية
اعتبار هذه الرواتب المحدودة أشبه بتعويض بطالة عمل .. وهي عموما ليست أكثر
من ذلك ..يجب إعادة المواطن إلى شعور أنه في بلده و بلده لن ينساه .. هذا
يجعل من فائض العمالة احتياطا استراتيجيا للمشاريع و الخطط و اللرامج
القائمة و القادمة .. و يحسن من سمعة البلد و الأسواق فيها و ظروف معيشتها
.. أما من علاقة لذلك كله في وضع برنامج العمل والتنمية .. و جلب
الاستثمارات ؟ نحن نفترض أنّ العمل و فرص التنمية و الاستثمار من شواغل الحكومة ، التي بات
من المنتظر منها سريعا ً إحياء الأمل في نفوس الذين يهددهم الجوع و اليأس
.. السوريون مع سورية .. هكذا هم و هكذا بجب أن يكونوا ، فهل سورية مع
السوريين .. ؟ أكيد هي كذلك .. وننتظر رشفات ماء لنبتة الامل التي نزعم
انها ولدت عند هذا الشعب . As.abboud@gmail.com
|