كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
في ربيع 2011 و كانت قد بدأت الاحداث ، عاد صديقي و معه الخبر .. كان بائسا شبه يائس ، ونقل لي الخبر و الاحاسيس : لقد اختاروا الحل الامني .. !! و بدأ تدهور الامن و الاقتصاد و كل جوانب الحياة .. كوني كنت قد أحلت إلى التقاعد منذ أشهر فقط .. لم يحمني من التشاؤم و سوداوية الاستنتاج .. !! هو ما كانت تؤكده المعطيات الكاملة المتردية باستمرار .. و يوما بعد يوم فشلت السياسة في انقاذ الوضع .. وبدأ تراجع متسارع للإقتصاد ليستبدل العمل و الاستثمار ، الذي كان أصلا يئن ، بالفساد الذي أخذت تعرض خطواته و تتسارع إلى حدود مفجعة .. الفساد الوقح المتغول الذي لا يوفر شيئا ولا يقيم حسابا .. و قد تناوم عنه الحماة الكماة المفترضون ، رغم أنين المركب و صريره من تحتهم .. بل بدوا بوضوح ، راغبين به مستفيدين منه ولا يشبعون .. يأكلون كل شيء ، و يرسلون اكاليل الورد للشهداء !!.. يراجع بهذا الخصوص رئاسة الجمهورية .. رئيسا وحرمه المصون و مستشاريه و مستشاراته وغيرهم ... ويراجع ايضا بهذا الخصوص كل الوزراء و كبار الضباط و المدراء .. و .. و .. و الفرقة الرابعة بكاملها .. و غيرهم كثيرون ..
ترافق هذا التراجع المصيبة بحالة غريبة و مستغربة من اللامبالاة نشطت ..
و تعاظمت حتى انتهت بتحدي بشار الاسد المستمر للشعب تحت عنوان : لا تُطمنوا أحدا ..!!؟ قالها بأكثر من مناسبة وأخذ يكررها بمناسبة وبلا مناسبة كان آخرها بعد تشكبل الحكومة الاخيرة مع بداية دور سلطوي جديد كانت الناس تأمل فيه بنظرة جديدة للرواتب و الاجور بعد أن وصلت حالة الناس إلى الفقر المتقع الذي لم يعد يخبئ حاله .. و مرة أُخرى جاءهم الجواب و من بشار الأسد بلسانه : لا تُطمنوا أحدا .. ليس لأنه يرفض غلي البحص والحجارة .. بل لأنه غبي .. عديم الاحساس بالمسؤولية .. في هذه الفترة و من عام أو عامين قبل أو أكثر .. تركوا للإعلام بعض الحرية غير المعهودة ..!! قولوا ما عندكم ..
. جاء ذلك من باب التحدي و التخلي الكامل عن المسؤولية .. ولم يظهر في الأفق اي محاولة اقتصادية للانفاذ .. بل فقط التلطي وراء العقوبات المفروضة على سورية .. و كأنهم هم لا علاقة لهم بها وهي لهم و عليهم يسددها أبناء الشعب من فقرهم .. و ..جوعهم .. و قوت يومهم .. وفتحت الأبواب للهجرة و استمر سعير الفساد ..
فمن أين لاقتصاد أن يقطر واقعا اجتماعيا يتردى .. ؟؟!!
سقطت النظرية .. و سقط النظام .. و دخلنا المرحلة الجديدة .. و ولد ، أو كاد ، فينا الامل باقتصاد نشط يقطر الحالة .. لكن و بكل اسف لم تتبدى لأحد معطيات جديدة للاقتصاد إلا بالامال و الشرح و الوعد .. و كله دون أي قاعدة .. و ما زلنا ننتظر .. و في أحسن حالات سوء الظن نقول : نأمل و ننتظر .. وبالنأكيد ليس لنا ان نفكر باقتصاد يقطر الحالة الاجتماعية و ربما السياسية ايضا .. أبدا .. أبدا .. حتى الآن على الأقل .. وكبرت الحكاية حتى أصبحنا أمام تحدي الوجود .. !! ...
ولما كان الفقر و الجوع من أهم عوامل هذا التحدي .. نرى أنّه بات من الضروري طرح حلول اقتصادية جديدة .. لا تقوم على أحلام الاستثمارات الضخمة غير موجودة .. ولا تراها موعودة .. بل هي حلول تضمن رغيف خبز و حبة دواء و كأس ماء .. بالتالي .. هي دعوة لاصحاب العقل و اصحاب حواكير الارض .. و أصحب القليل من قروش للبقاء في الأرض و استدرار خيرها بما أمكن و توفر .... وللادارة الجديدة دعوة للاهتمام بمستلزمات الانتاج الزراعي و كل ما يخدم قضية الارض .. عله يولد لدينا بدايات اقتصاد يمكنه ان يقطر العربة ..
!؟
As.abboud@gmail.com