كتب أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :
ثم جاءت الحكومة الجديدة المنتظرة .. جديدة بطريقة اعلانها التي اتاحت للناس التعرف على بعض من اعضائها و خصائصها .. و جديدة بشكل أوضح و أهم من حيث أنّها حكومة غير ملثمة .. لعلها تشجع الإدارة السورية الكريمة .. بالخلاص الكلي من أي لثام لأي جهة رسمية تمثلت بفرد ام بمجموعة .. نحن نمنح الحكومة الثقة لتبدأ سلسلة من الأعمال و المهمات التي تنتظرها .. أفلا تعطي الحكومة الثقة لنغسها و كوادرها فترفض تدثرهم بأي لثام .. ؟؟!
هذا ضروري جدا .. كضرورة أن تكون الادارة السورية بكاملها و كذا الحكومة ، من السوريين حصراً .. فقد تعبنا وبات من الضروري أن نعود لسورية ، سوريتها .. كي تكون لنا و نكون لها دون شريك او رمز .. سورية تمنح الرمز .. ولا تنسب لرمز ..
على الهامش العريض و قبل ان تبدأ الحكومة أعمالها نستغل هذا الوقت مهما ضاق زمنه لنبارك و نذكر ، وعلى الفور ، بالمجلس التشريعي المؤقت المعلن عنه سابقا و الموضوع بأمانة السيد رئيس الجمهرية ليقوم سيادته بتشكيله .. و طبعا تعلم الادارة المؤقتة القائمة ، وسترى الحكومة المؤقتة الجديدة ، وسيرى عموم المجتمع السوري الاهمية القصوى للمجلس التشريعي المؤقت في قيادة و ادارة امور مؤسسات واعمال الدولة و الحكومة ، ليس فقط لحاجة ما تقرره الحكومة للمرور عبر منصة المجلس التشريعي كي ينال الشرعية .. بل أيضا لأنه - كما نتصور - سيشكل المجلس التشريعي المؤقت و الذي نفترض انه برلمان مصغر .. الدائرة الاولى ، ولعلها الأهم ، التي يبدأ يتشكل فيها القرار السوري .. و بالتالي .. كي تكون انطلاقة واثقة نحو العمل الرسمي الحكومي و غير الحكومي سيكون أصح - ولا ريب - أن تتضافر جهود الحكومة مع المجلس التشريعي ..
ويستطيع المجلس العتيد أن يعطي فرصة القرار السوري دون محاصصة ..
بعد الأن إن نشدنا السرعة فلن نكون في الحقيقة مستعجلين .. انما هي الظروف المحيطة تقتضي العجلة و السرعة دون تعجل او تسرع ، الا ما يقتضيه الحال . و الحال اصبح لا يتطلب و حسب بل هو ينذر .. و رغم انه ينذر كثيرا على صعيد الأمن و الأمان .. إلا أنّ الإنذار الاقتصادي هو بدوره انذار أمان .. والاقتصاد هو بوتقة السلام و الأمان ! و واضح فيما نعيشه اليوم من اختلالات أمنية وانتقاص في مستوى الأمان .. أن سبب كل منهما البارز هو الحالة الاقتصادية التي لم تعد تتحمل .. وسيكون الوضع أفضل بالتأكيد مع حكومة متخصصة و مجلس تشريعي يبدأ مسيرته .. فهل نحن متسرعون دائما .. أم هي الحاجة الملحة ولا سيما أنّه بعد استكمال إقامة و تركيب المقدرات الادارية في المجلس التشريعي و الحكومة ، سيحتاج دوران الألية و انطلاق العمل ألى ، وقت مهم و ضروري كي لا نواجه اي مأزق عويص و نحن بعد في مرحلة تمرين التحمية
والتدوير الأولي للآلية الجديدة المأمولة لإعداد و انتاج و تنفيذ القرار الحكومي السوري بأفضل صيغة ممكنة ..
الآن وبشكل عام لا بد من الملاحظة الاكيدة أن الإدارة الجديدة تتقيد بالمواعيد التي تعلنها الى مستوى عالي في الظروف الراهنة و في شروط عمر التجربة فهي بعد في بداية عهدها .. و بالتالي صار بمقدورنا أن نعتمد في استعجالنا الأمر ، ليس فقط على الضغط الروحي و النفسي المادي التي نعيشها ، بل أيضا على الثقة المتشكلة لدينا بجدارة الادارة على المتابعة و تدوير آلية الاجتهاد و العمل وفق شروط زمنية سريعة ...
الآن نعيد الترحيب بالحكومة الجديدة و ننتظر بيانها القادم ولا ريب .. كما ننتظر المجلس التشريعي المؤقت ..
As.abboud@gmail.com