سيرياستيبس كتب أسعد عبود خاص لسيرياستيبس : اليوم تبدأ الحكومة الجديدة مهمتها بشكل عملي .. بالتأكيد لم يستطع الوزراء
الجدد قضاء اجازة عيد مسترخية وهم يقدرون -ولا ريب - حجم المهمات التي
تنتظرهم .. العبور ليس سهلا .. لكنه ليس كلي الاستحالة .. هو ممكن بحدوده و
بشروط يفرضها الواقع .. ولا بد من المواجهة ..
رغم تشابك المهمات و تنافس الاولويات و كله مهم ، تبقى المواجهة الأهم و
الأصعب هي المهمات التي تتعلق بالشأن الاقتصادي وامور المعيشة ..! .. هكذا
يفرض واقعنا المعلن ولا سبيل للتأجيل أو التردد .. الوزراء الاساتذة - مع
حفظ الالقاب - نضال الشعار .. محمد يسر برنية .. يغرب بدر .. انتم المقدر
لجهودكم أن ترسم اعمق آثار الخطى على الارض .. في الزراعة .. في الصناعة
.. في المصارف .. بشكل هو الاسرع ، في المصارف .. لانها - اي المالية و
المصارف - تعيش حالة تنذر بالخطر الذي يدركه و يتحدث عنه كل الاقتصاديين
الذين يهتمون بالشأن السوري .. و ننتظر انه مع وزيرين جديدين للمالية و
الاقتصاد و الصناعة ، وحاكم جديد للمصرف المركزي ، لا بد ان نلمس تغييرا
ليس بالقليل نحو الافضل بالتأكيد . طبعا لا يقلل ذلك من اهمية تعجيل دوران
عجلة الصناعة والاندفاع الواثق و العلمي نحو الزراعة .. حيث فيها يمكن أن
تثمر الجهود سريعا و نحن و ارضنا نستعد لمواسم جديدة. مهمات كثيرة و كما أسلفت ليست سهلة أمام السادة الوزراء الذين لهم أن يستفيدو اليوم من أنه و
نتيجة الاوضاع الاقتصادية المتباطئة السائدة ، ستظهر واضحة جهودهم و تتكرس
نتائج اعمالهم بما يحقق لهم اعظم ثناء تقدمه أفئدة الناس ااتي يعذبها الى
حد الرعب الواقع القائم ..و الخطر المنذر ..
لسنا على دراية كاملة تامة بكل ما هو متاح و ممكن .. لكن نؤمن أن الظروف
القائمة و رغم الصعوبات و العقد التي تكثر فيها تؤمن فرصة ما ، أظهر السادة
الوزراء تفاؤلهم فيها في كلماتهم التي سبقت القسم القانوني .. وأظن و
أتمنى أن لا يكون .. ان يضطر الوزراء و الوزارات للعمل بالقوى و الكفاءات
الذاتية .. فلا يبدو في الافق خطوات قريبة لدعم من الاشقاء و الاصدقاء بما
كنا ننتظر و نقدر ...
انها العقوبات و هي بحق العقوبات .. ويعول ان يعطى للتعامل معها الاولوية
التي تستحق .. و ما تتطلب من استجابات سياسية بكثير من الدقة و الحكمة و
دون تأخير ، كما حصل معنا في المراحل السابقة و تتراكم نتائجه اليوم عقبات
غير سهلة التجاوز .. على ان ذلك لا يعني ان العالم مغلق امامنا تماما ..
هناك دول يمكن ان تمد يد التعاون ولا سيما الدول المجاورة و الشقيفة ..
لطالما علقنا آمالا كبيرة على هذه الدول بشكل خاص تركيا .. التي يجب ان
نعتمد الندية و الصدق و الجدارة لاقامة اعرض العلاقات معها .. وبعيدا عن
ذلك ، اي الندية و الصدق و الجدارة .. ستواجه علاقاتنا المأمولة معها ما
واجهت علاقتنا السابقة ، التي رغم سرعة تناميها وصلت إلى اسوأ النكسات ..
ولا نقل انها السياسة و حسب ... فلم تكن تلك العلاقات قادرة على حماية
حالها اقتصاديا .. فانهارت عند اول خلاف سياسي ..
تركيا أو غيرها ، الحاجة أكيدة للتعاون الدولي ، ويبقى جهدنا هو الاصل و
ننتظر عمل الحكومة الجديدة و كلنا امل في التقدم و التوفيق .. As.abboud@gmail.com
|