سيرياستيبس :
أعلنت السعودية تقريرها السنوي لـ"رؤية 2030" لعام 2024، إذ حققت 93 في المئة من مؤشرات أداء البرامج والإستراتيجيات الوطنية مستهدفات "رؤية السعودية 2030" أو تجاوزتها مع مرور تسعة أعوام على إطلاقها، إضافة إلى أن 85 في المئة من مبادرات الرؤية اكتملت أو تسير على المسار الصحيح.
وفي كلمته لمناسبة صدور التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030، اليوم الجمعة، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إن النجاحات التي شهدتها البلاد في مختلف المجالات تعكس رؤيتها الطموحة وقدرتها على تحقيق الإنجازات في وقت قياسي.
من جانبه، أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أن "ما تحقق حتى الآن من إنجازات ومكتسبات إنما هو بفضل الجهود الوطنية المتضافرة، التي أسهمت في تحقيق المستهدفات وتجاوز بعضها". وشدد على أن أي إنجاز يتحقق ضمن مظلة "رؤية 2030" يعد رفعة للوطن ومنفعة للمواطن، مشيراً إلى أن هذه الإنجازات تمثل حصانة للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات، وتعزز استدامة التنمية الوطنية على مختلف المستويات.
إنهاء المرحلة الثانية من الرحلة
يذكر أن "رؤية السعودية 2030" تقف اليوم على أعتاب إنهاء المرحلة الثانية من رحلتها (2021-2025)، وقد حققت خلالها خطوات نوعية، وأسست قاعدة صلبة تدعم تحقيق مستهدفات الرؤية، واعتمدت الجهود على تكامل العمل الحكومي عبر منهجية مركزة، ترتكز على الخطط المالية وهيكلة الإنفاق، وربط الموازنات بمستهدفات الرؤية، مما أسهم في تصحيح مسار الأداء وتعزيز كفاءته. برامج الرؤية
وعززت برامج تحقيق الرؤية وهي مبادرات متوسطة المدى استحدثت لدعم أهداف "رؤية السعودية 2030" قدراتها عبر تطوير الأدوات التشريعية والتنظيمية، ورفع مستويات التعاون بين المنظومة الحكومية، بما يعزز من فرص نجاح الرؤية.
وقد انعكس أثر هذه التحولات بوضوح في أداء البرامج، مما أسهم في خفض عددها من 13 برنامجاً إلى 10 برامج لتحقيق الرؤية حتى اليوم. وفيما يستمر تنفيذ بعض المشاريع الكبرى، تتحول برامج أخرى إلى مراحل جديدة من النضج والإنجاز، مع التركيز على تعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي، ودعم استدامة الاقتصاد الوطني، وتُراجع أولويات البرامج بصورة دورية لمواكبة المتغيرات، وتحديث المسارات بما يعزز من كفاءة التنفيذ.
مكامن القوة
وأكد تقرير الرؤية لعام 2024 أن "رؤية السعودية 2030" تقترب في عامها التاسع من الوصول إلى أهدافها الإستراتيجية، أكثر من أي وقت مضى، إذ يزدهر الاقتصاد ويتنوع، في مجتمع حيوي، وقد استندت الرؤية في رحلتها إلى مكامن القوة التي تتميز بها السعودية، إذ إنها قلب العالمين العربي والإسلامي، وتمتلك قوة استثمارية واقتصادية فاعلة، وموقعاً جغرافياً إستراتيجياً يعد محوراً لوجيستياً وتجارياً عالمياً. 8 مؤشرات تجاوزت مستهدفاتها مبكراً
تضمن التقرير تصنيف المؤشرات إلى خمس مجموعات رئيسة، أظهرت نتائج مبهرة في عدد منها، إذ نجحت ثمانية مؤشرات في تجاوز مستهدفات عام 2030 قبل موعدها.
وتشمل هذه المؤشرات، تسجيل مواقع تراثية سعودية في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وانخفاض معدل البطالة بين السعوديين، وارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتشمل ازدياد عدد المتطوعين، والمقرات الإقليمية للشركات العالمية، والفرص الاستثمارية المحققة، وعدد السياح، إضافة إلى مؤشر المشاركة الإلكترونية.
24 مؤشراً تجاوزت مستهدفاتها المرحلية
وأبرز التقرير أن 24 مؤشراً تجاوزت مستهدفاتها المرحلية لعام 2024، منها مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، وزيادة نسبة تملك الأسر السعودية المساكن، وتحسين جودة الخدمات الصحية، فضلاً عن نمو الأصول المدارة من قبل صندوق الاستثمارات العامة. وحققت خمسة مؤشرات أخرى مستهدفاتها المرحلية، من بينها نسبة الاستثمار الأجنبي وعدد الجامعات السعودية ضمن أفضل 200 جامعة عالمياً.
وفي ما يتعلق بالمؤشرات التي قاربت على تحقيق أهدافها المرحلية بنسبة تتراوح ما بين 85 في المئة و99 في المئة، فقد شملت الناتج المحلي غير النفطي وحصة المحتوى المحلي ومؤشر السعادة العالمي.
وفي خطوة تعزز الشفافية والوضوح في عمل رؤية 2030، كشف التقرير عن ثلاثة مؤشرات لم تحقق المستهدفات المطلوبة بعد، وهي الأداء البيئي وعدد المدن السعودية المصنفة ضمن أفضل 100 مدينة صالحة للعيش وحصة الصادرات غير النفطية من الناتج المحلي. وأشار تقرير الرؤية إلى أن صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي) برز كأحد أبرز أذرع الرؤية تأثيراً وأداءً، إذ واصل الصندوق أداءه الاستثنائي باعتباره المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي، عبر استثمارات إستراتيجية واسعة ونمو غير مسبوق في الأصول والتوظيف والمشاريع النوعية.
ووفق التقرير، شهدت الأصول تحت إدارة الصندوق نمواً بنسبة 390 في المئة منذ انطلاق رؤية 2030، لتبلغ 3.53 تريليون ريال (942 مليار دولار) بحلول عام 2024.
وتوزعت هذه الاستثمارات على 13 قطاعاً إستراتيجياً، مما يعكس دور الصندوق كمحفز رئيس لتنويع الاقتصاد وقيادة التحول الوطني.
شركات جديدة واستمر الصندوق السيادي في تأسيس الكيانات والمشروعات الرائدة، بعدما أنشأ 48 شركة جديدة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ليصل إجمال الشركات التي أسسها حتى نهاية 2024 إلى 93 شركة في قطاعات متنوعة، ونتيجة لذلك، وُفرت 1.1 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مسجلاً نمواً بنسبة 1316 في المئة مقارنة بعام 2021.
وتطرق التقرير إلى التأكيد أن الأداء الجيد لم يكن محلياً فحسب، بل حقق صندوق الاستثمارات العامة مكانة عالمية رفيعة، إذ وصلت قيمة علامته التجارية إلى 1.1 مليار دولار، وفق تقرير صادر عن "براند فاينانس".
الصناعة السعودية وأورد التقرير أن السعودية بدأت رحلتها الصناعية في وقت مبكر من تاريخها الحديث، وتحديداً في السبعينيات، عندما أُسست وزارة الصناعة والكهرباء، إلى جانب إنشاء صندوق التنمية الصناعية السعودي، الذي تولى تمويل المشاريع الصناعية وتقديم الدعم الفني والمالي لها.
وفي تلك الفترة، شكلت ملامح مستقبل قطاع البتروكيماويات مع تأسيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، التي مثلت نقطة تحول مفصلية في المشهد الصناعي السعودي.
وبحسب التقرير، شهدت الأعوام الأخيرة محطات إستراتيجية عززت هذا التوجه، بدءاً من إطلاق الإستراتيجية الوطنية للصناعة عام 2020، ثم تدشين برنامج "صنع في السعودية" عام 2021، الذي يهدف إلى تعزيز الثقة بالمنتج المحلي ودعم التصدير.
وعام 2022، أعلن عن إطلاق "سير"، أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية، كخطوة تاريخية في قطاع النقل المستدام. أما عام 2023 فجاء إطلاق المناطق الاقتصادية الخاصة ليضيف دفعة جديدة نحو التوسع الصناعي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ومع حلول عام 2024 أصبحت السعودية تضم أكثر من 12 ألف مصنع، مقارنة بـ7200 مصنع فقط عام 2016، مما يعكس النمو الهائل في قاعدة التصنيع الوطني، وسجلت الاستثمارات الصناعية قفزة غير مسبوقة، إذ ارتفعت من 963 مليون ريال (257 مليون دولار) عام 2020 إلى 26.7 مليار ريال (7.12 مليار دولار) عام 2024، أي بزيادة تجاوزت 2700 في المئة.
قطاع الرياضة
وأورد التقرير أن البنية التحتية الرياضية شهدت نمواً ملحوظاً، إذ ارتفع عدد الأندية من تسعة فحسب في 2019 إلى 128 نادياً بنهاية 2024، وزاد عدد الاتحادات الرياضية من 32 في 2015 إلى 97 اتحاداً. وعلى صعيد مشاركة المرأة، ارتفعت نسبة السعوديات الممارسات للرياضة أسبوعياً من سبعة في المئة عام 2017 إلى 46 في المئة عام 2024، إلى جانب تمثيل 40 فريقاً نسائياً السعودية في 25 اتحاداً رياضياً.
وبرز الاهتمام برعاية المواهب عبر برنامج "تكوين"، الذي أنشأ 16 مركزاً تدريبياً ويدير 11 برنامجاً لاكتشاف وتطوير الناشئين، إذ فُحص أكثر من 48 ألف طفل والتعرف إلى أكثر من 1000 موهبة واعدة. اندبندنت عربية
|