كتب أسعد عبود - سيرياستيبس :
منذ بضعة وقت ، أتابع خبراً براقاً يقول : أنَّ سوريا نجحت في اول تحويل مصرفي بما يتضمن اعلانا رسميا عن ربط النظام المصرفي السوري بنظام سويفت العالمي .. و نقل عن السيد عبد القادر حصرية ، حاكم مصرف سورية المركزي ، أن سورية نفذت هذا الاسبوع اول تحويل مصرفي دولي مباشر عبر نظام سويفت للمدفوعات الدولية منذ ١٥ عاما .. حاولت أن افهم من هذه الحكاية التي هتف لها عديد الاقتصاديين السوريين ولا سيما المقيمين في الخارج ، إن كان ذلك يمكن أن ينعكس على الخدمات المصرفية المباشرة .. الى درجة البساطة لسحب مبلغ نقدي من حساب مباشر في بنك .. كأن يكون حساب جاري .. راتب .. أو معاش أو غيره .. بما يسهل حياة الناس هنا الذين اصبحوا في تعاملهم مع المصارف في وضع لا يحسدون عليه . ولا المصارف تحسد عليه .. لكن المصارف لا تشكوا ، لانعدام الحياة فيها تقريبا .. و قد اكتشفت بسرعة ان لا علاقة لتلك الخطوة " الانتصار " ببما نعانيه نحن هنا ..
لكن الذي حصل أنني خلال عملية البحث عن قضية هذا التحويل .. تسرب مني الخبر و توضع ك "بوست " على الفيسبوك يخبر بنجاح عملية التحويل .. طبعا دون اي قصد مني .. ولم اشعر الا بعد ان بدأت تصلني لايكات و تساؤلات حول القصة .. و أنا اعتذر من الجميع ولا سيما انني لم استطع ان اصل لفهم كامل للحكاية و ما يمكن ان يلحق بها من فوائد .. تركت المسألة عند هذه الحدود بعد أن لمست من تعليقات الاساتذة المتابعين شيئا من بطء الغهم لاهمية التحويل الخطوة . و عدت ادراجي اتلمس ان كان ثمة أمل في انطلاق السيولة النقدية بما يخلق حيوية الايداع و السحب .. و وجدت الامر تقريبا دون جديد ، أو دون جديد ألمسه .. يظل ذهني مشغولا بهذه الحكاية التي يوضحها السؤال المتشعب التالي : لماذا تنجح بعض الجهود في الخارج لاحراز تقدم بالواقع الاقتصادي والدولي خطوة أو خطوتين ، وترى صغائر الأمور هنا داخل البلد تنتقل من عصلجة الى عصلجة .. ؟!
تصوروا حتى اليوم هناك ارتباك في تسليم مكافأة العيد لعديد العاملين و المتقاعدين .. لا تؤخذوني انتم الاخوة الذين تردون بأن الأمور ما زالت في بدايتها .. و كان يجب ان نرى الواقع مسبقا .. اقول : ما كانت هناك عقدة كأداء في اخذ بعض من تحويل او حساب من البنك .. اي بنك .. انما كان الاعتراض " اعتراضنا " على المبلغ و كميته .. وكان يقهرنا ان ذلك بما فيه من افقار لنا .. يقع و الفساد يشغل الدنيا .. البنوك و المصارف و المؤسسات و الادارة .. نرجو ان يكون ذلك قد توقف كله .. و يبقى الامل ان اداراتنا المالية و المصرفية التي الجديدة التي تكتسح الساحات في الخارج ، لا يقعدها ابدا أن تصل إلى تنظيم نهائي و كلي لقضية السيولة و الحسابات و سهولة توصيل المواطن إلى حقه .. ؟؟!!
انا اعتقد أن الانطلاقة المالية و الاستثمارية و الادارية .. تبدأ من عندنا .. و أخشى أن النجاحات التي تتحقق في الخارج من اي نوع كانت تتم بفعل الخارج و اجوائه و بيئته .. و تنكسر الاحلام هنا في الداخل بما يشير إلى الحاجة الحقيقية للجدية أكثر في قراءة حقيقة التحولات و مداها .. مهما حققنا من ابهارات في الخارج ... نحتاج واقعا داخليا قابل على الاقل ان يتيح فرصة لانتقال تفوقنا في الخارج اليه
.. As.abboud@gmail.com
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
