سيرياستيبس - كتب الاعلامي أسعد عبود : بغض النظر عن دقة ما تصوره المعطيات و الارقام حول حصيلة اتفاقات منتدى
الاستثمار السعودي - السوري الذي عقد مؤخرا في دمشق ، تبقى له اهمته و
دلالته .. و لا بد ان يكون له دور في اخراج مال الاستثمار والبناء في
سورية من حرنة ما قبل الانطلاق .. نحن هكذا أملنا .. و هكذا نغلب وجهة
النظر دون اي إمكانية لوضعها موضع الحقيقة الاكيدة المطلقة ..
من أين يأتي الخوف أو التشكك ..؟! هو فقط من ضخامة المشاريع و جرأتها و متطلباتها و قياس الحاجة لها .. ؟؟
لا ليس فقط من ذلك .. فمهما ضخمت أرقام المشاريع و متطلباتها ، نقدر نحن
السوريين أن امكانية و كفاءة السعوديين اكبر .. نحن نراها اكبر مما قاله
عنه النصاب العالمي الاميركي ترامب .. نراها من القرب ، و بعيدا عن الاطماع
الاستعمارية و أيضا بعيداً عن الاطماع الشقيقة التي حاولت بعض القيادات
العربية ان تصورها يوما كحق للعرب بثرواتهم بما يتجاوز الحدود الجغرافية ..
بل نفضل أو يجب أن نفضل العبور بها عبر للحدود من خلال المصلحة المشتركة و
مصلحة كل طرف لوحده و بشكل خاص مصلحة المستثمر صاحب رأس المال
اذاً ما الذي يجعلنا نقف منتظرين متسائلين .. بصراحة هو ابتعاد المشاريع
التي تضمنتها اتفاقات الاستثمار عن جغرافية الأرض و المجتمع السوري .. عن
الحاجات الكثيرة الضرورية الممكن العمل عليها ، التي تعتبر أهم عوامل دعم
مشاريع الاستثمار و نجاحها ..
لا .. لا .. ليس عنوانا مطمئنا لمستقبل المشاريع ، شموخها و تحليقها في
عالم الخيال .. أبراج و ناطحات سحاب .. مطارات ضخمة و طرقات و سكك .. فنادق
و مساطب و مساكب .. كله مهم . لكن الاهم ان أكون تقفيت الارض و الحالة
التي سأبني فيها و استثمر ... !! هناك عشرات و مئات المشاريع الاخرى التي
تكاد تنادي بها الارض السورية و معطياتها . و تدل عليها حاجة سورية
الراهنة و القادمة .. وطالما هناك الحاجة و هناك السؤال فهي الفرصة ..
الفرصة للربح .. أليست الغاية لكل مستثمر و كل استثمار .. هي الربح .. ؟ ليست عملقة المشاريع هي الفرصة الاكبر للربح بل، الحاجة اليها .. ثم -وهذا
اهم - هناك الارض التي سيقام عليها المشروع .. و ما تقدمه من معطيات بما
فيها الايدي العاملة المتوفرة الجاهزة الخبيرة ، او القابلة للتعلم و
اكتساب الخبرة .. العقل الهوائي الذي يحلق في السماء و يستحضر من العوالم
جميل المشاريع و كبيرها لن يستطيع أبدا أن يخرجنا من المأزق .. بل إطالة
النظر والتدقيق بما تحويه ارضنا و ما يملكه الواقع السوري من امكانات مهما
بدت بسيطة او محتاجة التطوير فإن لم ندخل ما لدينا في اعتبارات
الاستثمار و التطوير منا كمن يسعى للبناء، في الأراضي البعيدة في الكواكب
.. سأذكر هنا مهزلة طرحها كخفة دم من غليظ لم تعرف عنه الهضامة : عندما بدأت تتعقد أوضاع سورية الكهربائية و تفارق كل منطق ... أراد بشار
الاسد ان يظهر خفة دمه وهو ما افتقده دائما ، فقال للكاميرا : يعني قال :
لنا لكل من يسمع .. ماذا تفعلون بالكهرباء .. ؟ تتجهون للطاقة البديلة اليس
كذلك ..؟ .. تصوروا ... لم يتذكر ضرورة تشغيل الشبكة الضخمة لانتاج و
توزيع الكهرباء و ضرورة بذل كل جهد لتدارك اوضاعها بل تذكر الطاقة البديلة
بمضمون الاستثمار الفردي وفتح ابواب الدنيا للفساد من اجل الحصول على
الطاقة البديلة .. وتسهيلا للفساد أمر بقروض غير مدروسة لتدعيم الانتاج
الفردي للكهرباء عبر الطاقة البديلة و كانت النتيجة الفوضى التي تشعرون .
في اي توجه استثماري يجب ان ننقب فنوظف بما يتيحه واقعنا لنا ..
و ننتظر ..
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
