نخطط لإقامة بنك سوري - أمريكي مشترك .. 25 مليار دولار استثمارات وثروات السوريين في الولايات المتحدة
دمشق - سيرياستيبس :
لعله
اليقين بأنَّ أُمنيات الآباء لابد وأن تتحقق يوماً ماً , خاصة إذا كانت تحمل في
طياتها نية صادقة لخدمة البلد وأهل البلد , بعد 14 عاما من الغياب القسري عاد رجل الاعمال السوري المهندس "عصام
غريواتي" الى دمشق مثله مثل كثيرين ممن بات بإمكانهم العودة بعد سقوط النظام السابق
.. لم يكن يدري أن عودته ستحمل معها الكثير من الأمور الجميلة
, فقد تم رفع الحجز الاحتياطي الذي كان مفروضا على عائلته , ونجح في الاعلان عن تأسيس
مجلس الأعمال السوري - الأمريكي , و بدأ مع عدد من المستثمرين في الولايات المتحدة في بناء خطط
العمل في سورية .. والأجمل كان تحقيق أمنية والده بأن أصبح رئيسا لغرفة
تجارة دمشق وهي من أقدم غرف التجارة في الوطن العربي
بات المهندس عصام غريواتي رئيس غرفة تجارة دمشق العريقة رقم 13 , وأول رئيس لها
في العهد الجديد الذي تتطلع فيه سوريا الى المستقبل بعين الإعمار والتطور
والنمو .. اليوم يعمل المهندس غريواتي
مع كامل فريق غرفة تجارة دمشق من أعضاء مجلس ادارة وتجار وموظفين مؤمنين
بفكر الشراكة من أجل تلبية وحمل متطلبات المرحلة الحالية التي تتطلب جهود
الجميع بلا استثناء .
السوريون قاطرة النمو
يؤمن المهندس "عصام غريواتي "
أنّ السوريين هم الأجدر اليوم والأولى بقيادة النهضة الاقتصادية والاستثمارية , فالبلاد تحتاج الى كل شيء , مدارس وجامعات وطرق
ومشافي وفنادق .. تحتاج إلى أعمال صغيرة وكبيرة .. الى مبادرات فردية وجماعية , الى
تدريب وتاهيل والى عودة الخبرات والكوادر .. يحمل في فكره يقيناً بأنّ سوريا أرضٌ خصبة للعمل والاستثمار والإبداع ولن يخيب من
يقصدها , وعلى أهلها أن يسارعوا الى العمل وبناء مشاريعهم أياً كان حجمها
وهدفها فكل نشاط يُوّلد الفائدة , وكل الفوائد تجتمع معا لتكوّن حيزاً يمكن أن يمهد
لسلسلة من الأعمال والنشاطات المثمرة .. بالمحصلة يؤمن غريواتي أنّ العمل هو الذي سيعيد صناعة الحياة في سوريا وفق أسس
صحيحة وسليمة
خلال حديثنا معه , حرص المهندس "عصام غريواتي " على
دعوة السوريين والمستثمرين للعودة والعمل والاستثمار في بلدهم , لأنهم هم القاطرة التي ستجر
الاستثمارات العربية والأجنبية .. وكل قرار لمستثمر سوري بالعودة هو بمثابة
باب يفتح أمام مستثمرين آخرين , خاصة وأن الحكومة استطاعت انجاز قوانين
مهمة تتعلق بالاستثمار والضرائب والعقارات والأهم اعتمدت اقتصاد السوق
الحر التنافسي , أي أصبح للاقتصاد السوري هوية تحريره من
الممنوعات والمقيدات إلا فيما يخص مصلحة الاقتصاد الوطني والمنتجين , أي أنّ
لاقتصاد السوق ضوابط يمكن استخدامها واللجوء اليها عند الظروف الاستثنائية العمل التجاري بخير والى نمو وتطور
يرى غريواتي أنّ العمل التجاري في سوريا بخير وجيد ولاخوف عليه , خاصة
بوجود غرفة
تجارة دمشق التي تعمل ليل نهار من أجل مصالح التجار واستقامة العمل التجاري
كقطاع وطني فاعل , مؤكداً أنّ المنافسة هي التي تحكم السوق وهذا لمصلحة
المستهلكين , فقد تم استيراد الكثير من البضائع وفوق
طاقة الاستهلاك , ودون أن يغفل وضع الناس المادي والمعيشي يرى أنّ السوق
سيصحح نفسه بنفسه رويداً رويداً , وستصبح المنافسة وفق المعايير الصحيحة
التي تقوم على
توفر عاملي السعر والجودة باعتبارهما يكرسان المنافسة ليس داخل الأسواق
المحلية فقط وإنما في الاسواق التصديرية أيضاً , فالمنتج السوري قادرعلى المنافسة إذا
ما توفرت له بعض المحفزات التي تُخفف من التكاليف وهو ما تعمل عليه الغرفة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية ,
من
وجهة نظر رئيس غرفة تجارة دمشق فإنّ المهم اليوم هو امتلاك القدرة على قيادة عملية
استثمارية
واسعة , وتنشيط سوق العمل والنهوض به كما يجب , فهذا من شأنه تحسين معيشة
الناس وتحريك عجلة الاقتصاد .. مؤكداً أنّ سوريا تستحق كل
الفرص الكبيرة والعظيمة ولابد أن تخطو نحو
المستقبل بقوة , لتصبح الحلم الذي سيملأ العالم أخباراً عن الحياة
والتطور
والنجاح
من هنا يعود غريواتي ويؤكد على ضرورة أن
يعمل السوريون في الخارج على وضع خطط العودة الى بلدهم والاستثمار فيها .. وقال : صحيح أنَّ
المشاريع الكبيرة تبدو مغرية ومهمة وتأخذ واجهة الأخبار وتحتاج لجهات قوية
ومتمكنة , ولكن في حقيقية الأمر كل مشروع يُنفذ أياً كان حجمة إنما هو
لبنة في بناء مستقبل واقتصاد البلد , و هناك فرص
لامتناهية في سوريا حيث تُوّلد الأعمال بعضها البعض , مؤكداً أنَّ ذلك سيتيح
طيف واسع من فرص العمل والتشغيل وستكون مُلبية للطموح وتساعد في الحد من
الهجرة خاصة هجرة الكوادر والخبرات بل ستساعد في عكسها . وقال
: قد يأخذ البعض حديثي على أنّه أقرب
الى الحلم , ولكن في الحقيقة علينا الإيمان أنّ سوريا اليوم هي بلد الفرص
الكثيرة والمتنوعة والمغرية , ومرحلة الإعمار وإن كانت تحتاج الى مئات
المليارات من الدولارات , لكنها تحتاج أولاًَ الى همة وحماسة كل السوريين
والى مبادراتهم , كل من
موقعه , فكلما استطعنا نحن السوريون أن نعمل ونستثمر فإننا بذلك نُكمل
المشهد
الاستثماري ونجعله أكثر جاذبية واستقطاباً
رئيس
غرفة تجارة دمشق يأمل أن يُنجز رفع العقوبات سريعاً , وأن تعود سوريا
بشكل كامل الى النظام الاقتصادي
والمصرفي العالمي , وأن يكون هناك مصارف مراسلة لخدمة العمليات التجارية
ونشاطات المستثمرين وتدفق الحوالات ضمن قنوات نظامية ومضمونة , مشيراً في
هذا السياق الى أن التحويلات لاتزال
تتم كما كانت في عهد النظام السابق عبر شركات الصرافة أو عبر دبي والأردن
دون المرور بالنظام المصرفي , مؤكداً أنّ هذا الوضع سيتلاشى مع الوقت
لافتاً في هذا السياق الى أنّ النظام
السابق عمل على تعقيد وتصعيب العمل المصرفي الأمر الذي أدى الى تراجع دور
المصارف وتأخر خدماتها , وهذا يحتاج ربما الى بعض الوقت ريثما يتم التحرر منه
بشكل كامل .
نخطط لإقامة بنك سوري - أمريكي
ومن
موقعه في مجلس الأعمال السوري الأمريكي كشف المهندس "غريواتي " عن نشاط مهم لرجال
الأعمال السوريين في الولايات المتحدة بالتعاون مع نظراء أمريكيين لهم ضمن ما
يسمى بالتجمع السوري الأمريكي , الذين كوّنوا معاً مجموعة عمل تتطلع
للاستثمار في سوريا
, متحدثاً
في هذا السياق عن التخطيط لاقامة " بنك سوري أمريكي " في سوريا , وأنّ هناك
جهود
تبذل على
الأرض لاختيار مقرات للبنك ريثما تصبح الظروف مواتية للتأسيس , متوقعاً أن
يجذب قطاع المصارف استثمارات مهمة عبر إقامة بنوك ومصارف أمريكية وأوربية
وعربية , فالسوق السوري اليوم الى اتساع وبحاجة الى دماء جديدة تساهم
بإدخال الخدمات المتطورة والمواكبة لما هو موجود في العالم , وتكون قادرة على
تأمين متطلبات المستثمرين ورجال الاعمال والناس غريواتي أشار في حديثه الى أنّ استثمارات السوريين في الولايات المتحدة تقدر ب 25
مليار دولار وهو
رقم كبير ويمكن أن يكون هناك نشاط استثماري مهم من قبلهم في سوريا ,
مشيراً الى
أن هناك تجمع في الولايات المتحدة من
1000 شخص سوري وأمريكي يعملون سوية من أجل القيام باستثمارات في سوريا
, وقاموا بتنظيم عدة زيارات الى دمشق لاستكشاف الفرص , مؤكدا أنّ هناك
اهتمام لافت من رجال الأعمال السوريين الأمريكيين بالاستثمار والعمل في
سوريا خاصة وأنّ لديهم إدراك ويقين أنّ سوريا
بحاجة للاستثمار في كل شي ما يؤكد أنّ العوائد متحققة بل ومغرية
وأضاف : هناك الكثير من
السوريين غادروا سوريا الى الولايات المتحدة وغيرها بعد الثورة ولم يكن
بامكانهم العودة قبل سقوط النظام , اليوم هؤلاء يرغبون بنقل عوائلهم الى
سوريا
لأسباب اجتماعية ونقلهم يحتاج الى توفر االخدمات والبنى التحتية , ومن هنا
أؤكد أنّ مجالات الاستثمار في سوريا تبدو أوسع مما نعتقد وليست فقط مشاريع
كبيرة , فأي عمل أو استثمار أو مشروع مهما كان حجمه يمكن أن يحقق عوائد
وفوائد وأن يكون مرغوباً ومطلوباً
مؤكداً : أنه في لحظة ما , وبعد اكتمال
شروط العمل , لابد وأن تكون سوريا المكان الذي تثمرفيه الأموال وتنمو , وبالتالي من يحجز
استثماره اليوم هو من يكسب غداً
و
أردف قائلاً : علينا
أن نتذكر جيداً أنّه عندما سقط النظام كانت البلاد مفلسة تماماً بل ومهترئة
, ولكن لنتذكرأيضاً أنّه لم يحدث في سوريا كما حدث في ليبيا والعراق ,
وهذا
يدل على وعي السوريين وقدرتهم على استيعاب الواقع الجديد والتعامل مع
صعوباته , آملا أن تكون الأيام القادمة كما نتمنى جميعاً وأن تعود سوريا كما
كانت في الخمسينات قوية باقتصادها مزدهرة بأعمالها وتجارتها وصناعتها
.. متطورة وراقية بخدماتها وثقافتها يجب ايداع الأموال في البنوك وليس البيوت
المهندس عصام
غريواتي وهو ابن عائلة دمشقية عملت
في مجال التجارة والصناعة : يرى أنّ الليرة السورية قوية وهامش التذبذب
فيها قليل جداً , وهي ذاهبة إلى تحقيق أداء
افضل أمام الدولار وإلى تحقيق المزيد من التحسن خاصة في ظل الطلب الكبير
عليها , مؤكدا ان استقرار الليرة الحالي مهم جداً ومحفز على
الاستثمار والعمل , ومتوقعا أن تنتهي سياسة حبس الكاش قريباً
مبدياً
تأييده لسياسة " التعويم المدار " التي أعلنها المركزي , وبرأيه في اقتصاد السوق يجب أن تبقى الأمور
لعوامل العرض والطلب وعدم تدخل الدولة إلا في حالات الظروف الاستثنائية
والحروب غريواتي شجع رجال الأعمال والتجار والناس على ايداع أموالهم في المصارف لأنها أضمن من البيوت و المحلات ما قد
يعرضها للخطر
وقال
يجب الاستفادة من قرارالمركزي السماح بسحب الاموال "الفريش " كما فعلت
غرفة
تجارة دمشق التي وضعت أموالها في البنوك وعندما رغبت بسحبها لم يكن هناك أي
مانع أوعائق , مؤكدا أنّ الأموال يجب أن تُوضع في البنوك وأن يكون هناك جرعة
ثقة
متبادلة بين الناس ومصارف البلد , خاصة وأنّ قرارات المركزي واضحة بالحفاظ على
أموال الموديعين وسحبها
عند الطلب , فنحن نتطلع لبناء نظام مصرفي قوي وقادرعلى أن يكون شريكاً
في مرحلة إعادة الإعمار وطرفاً ي رئيسياً في عملية التمويل وقال : كما يظهر لنا فإنّ الأمور تسير بشكل
جيد والفترة القادمة ستحمل أخباراً جيدة على مستوى الاقتصاد , فكما سمعنا عن
استثمارات تحضر لدخول سوريا هناك ماكينة تعمل ليل نهار من أجل تهيأة المناخ
والظروف والقوانين , وقد تم انجاز قانون استثماري جديد يبدو مهماً وملهماً ومحفزاً للمستثمرين ,أيضاً هناك قوانين ضريبية يتم
تعديلها بالجملة وصولاً الى نظام مصرفي متطور يراعي ماهو موجود عالميا ً
ويمكن أن يكون أحد نقاط جذب المستثمرين والأعماتل والمشاريع .
عودة الآلق الى غرفة تجارة دمشق
أخيراً من المفيد أن نذكر أنّ غرفة تجارة دمشق تعاقب
عليها رؤوساء ينتمون لعائلات دمشقية عريقة منذ عام 1930 وما قبل , نذكر منهم عائلة
الشلاح والقوتلي ودياب والقلاع والسيوفي وغيرهم وصولا الى عائلة غريواتي ,
و لعبت الغرفة الدمشقية دوراً مهما في أحداث مختلفة مفصلية , فساهمت في
تشغيل الخط الحديدي الحجازي وفي دراسة جر مياه نبع الفيجة الى دمشق وتأسيس
جمعية المواساة و إقامة مشفى المواساة , وهاهي اليوم تعمل من أجل أن يكون
دورها وطنيا بكل ما تحمله الكلمة عبر رفع مستوى القطاع التجاري والعمل
كشريك في بناء سوريا الجديدة .. ومن يتابع نشاطات غرفة تجارة دمشق حاليا ً
يلمس حجم الدور الذي تعمل لممارسته إيمانا منها بمستقبل سوريا . يقول
المهندس غريواتي : أنه جاء من الولايات المتحدة الى دمشق بعد سقوط
النظام مشتاقاً لمدينته وأهلها , اليوم وبعد أن أصبح رئيسا لغرفة تجارة
دمشق يبدو أن العمل قد أخذه خاصة وأنه يعمل بقناعة وإيمان , في الحقيقية
من يتابع أعمال الغرفة يتستطيع أن يتأكد أن الألق قد عاد للغرفة , تحديدا
ذلك الآلق الذي يكرس ويؤكد دور الغرفة الفاعل في قضايا البلد ,
يختم
المهندس عصام غريواتي حديثه بالقول .. "نحمد الله أن أعطانا الفرصة لخدمة
بلدنا وناسنا , بينما منحنا فرصة حقيقية وكبيرة لنمضي الى المستقبل الذي
تزدهر فيه الاعمال وتنمو .. بما ينعكس خيرا على سوريا وشعبها "
|