سيرياستيبس كتب الاعلامي غالب درويش
كيف تصنع السعودية اقتصادها المستقبلي؟ يتساءل رئيس قسم الاقتصاد في "اندبندنت عربية" غالب درويش في حلقة جديدة من سلسلة رأي اقتصادي، حول رؤية الرياض للاقتصاد السعودي، ويرى أن هذا الاقتصاد يمر بمرحلة تحول جديدة مدفوعة برغبة استراتيجية في تنويع الاقتصاد بعيداً من الاعتماد على النفط.
يقول درويش إن العالم اليوم متعدد يتطور بسرعة، وتتبلور فيه تحولات كبرى وهو ما من شأنه أن يرسم اقتصاداً عالمياً جديداً، ومن ذلك ترى الرياض تعزيز "رؤية 2030".
فاعلة ومستدامة ويستند في رأيه إلى استطلاع آراء محللين يرون أن السعودية باتت تستثمر بصورة مكثفة في قطاعات مختلفة، منها التكنولوجيا والسياحة والخدمات مع التركيز بصورة مكثفة على تطوير الأسواق المحلية والأدوات المالية، بهدف أن تكون فاعلة ومستدامة.
يؤكد درويش أن الرياض تمتلك رؤية بعيدة المدى في التعاون الاقتصادي مع كثير من الدول، وهذا التوجه يمنح السعودية خطوات متقدمة مهمة، ثم يمضي مستعرضاً التطور المالي، فيقول إن ثمة مساعي للرياض لتطوير الخدمات الرقمية والخدمات المالية، والتعزيز من تنوعها الاقتصادي كمركز إقليمي عالمي لمعظم الشركات.
الهوية الاقتصادية ويشير إلى أن الرياض تسعى إلى سد الفجوة التي كانت في السابق، وتحاول الحاق بركب التطور، ويضيف "لا شك أن معظم الاقتصادات العربية تفتقد إلى الهوية الاقتصادية، ذلك هل الاقتصاد سياحي أم اقتصادي أم مالي أم عقاري، فالهوية الاقتصادية ما زالت صعبة التشخيص في معظم الاقتصادات العربية، لكن الرياض بدأت بمسيرة الاعتماد على قوتها الاقتصادية والسياسية في عالم تنافس دولي، بل أصبح صراعاً دولياً على التجارة والنفط والمعادن".
في الوقت نفسه، يرى درويش أن الرياض تسعى في تنويع اقتصادها بالاعتماد على مشاريع عملاقة، ويقول إن الخطة تسير كما رسم لها وإن تعثرت في بعض الأحيان بسبب التقلبات الاقتصادية، لكن هذه المشاريع الكبرى باقية وستستمر، مضيفاً "صحيح أن العالم يمر بتغيرات اقتصادية خاصة، لكن هذه المشاريع المستقبلية ليست آنية أو موقتة، ولذلك تحرص الرياض على الاستمرار فيها على رغم التقلبات".
وأعرب درويش عن قناعته بأن ما يحمي الدول رؤيتها الاقتصادية، وأن الرياض درست كل الأخطار الاقتصادية التي ستمر بها، واستعدت للتحديات.
يؤكد أن "الرياض تغيرت وفتحت أبواب الاستثمار وعززت دورها الإقليمي في العالم، وعملت على أسس اقتصادية لتوفير الفرص الاستثمارية، وكل ذلك من دون أن تنسى السعودية أن التحدي التكنولوجي صار واضحاً في العيون السعودية، وهو أمر لا مفر منه، لأن اللحاق بالتطور العلمي وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر هو ما يعزز التنوع التدريجي للاقتصاد، ومن هنا فإن الرؤية الاقتصادية السعودية قادرة على استيعاب هذه المتغيرات بنظرة مستقبلية".
اندبندنت عربية
|