كتب الاعلامي أسعد عبود :
سيرياستيبس
الحالة الاقتصادية في عموم سورية دون أي شك صعبة و معقدة وبعيدة عن بعث الآمال .. إن ابتعدنا عن المهوبرين في مخلف المواقع ، و استقمنا بالنظر للأمام .. بحثنا عن المستقبل و توقفنا عن الرضى ، لأننا أفضل من العام الفائت .. إن لم ندع الماضي يمضي ونقلب الصفحة عليه لن يدخل ضؤ المستقبل ..
لاخلاف حول حديث السيد وزير المالية أن سورية اليوم أرض خصبة لفرص الاستثمار و تتمتع بامكانات كبيرة .. مع شوية اعتراض حبي ، و يمكن أن أصفه بالعقلاني ، على قضية الامكانات الكبيرة ... لعلها امكانات جيدة .. لكنه بالتأكيد ليست كبيرة .. !!
نظرة واحدة على الواقع الأمني في سورية .. من أوضاع العاصمة الى حمص و حماة و حلب وصولا الى الحرائق التي لم تنطفيء بعد .. و هموم منطقة الساحل و الجبل .. و ربما البادية أيضاً .. على كل هذا المتسع تشكل الحالة الأمنية ، عارضاً يعارض كل من يشعر بالرضى هن فرص الاستثمار المتاحة .. ؟!
طبعا يمكن أن نستعين ببعض الأرقام و ليس بكلها لقراءة بعض التطور الاقتصادي الذي لا يمكن على أهميته أن يعول عليه .. مثلا بعد انكماش شديد أطال إقامته على البلاد السورية ، وكان بنسبة واحد و نصف في عام 2024 . يبدو أنه انتقل للى ١ % هذا العام 2025 .
و ظل نصيب الفرد السوري من الدخل القومي في عام 2024 عند حدود 830 دولارا ما يقل عن عتبة البلاد ننخفضة الدخل ، و يعيش أكثر من ثلثي السكان تحت خط الفقر ..
لا معنى اليوم لهذه البحبشة بالأرقام .. و إن كان فيها كل المعنى .. فحين يصل الفقر الى المعد الخاوية يصبح الأمر أولى بما هو مباشر و سريع ..فمن أين .. ؟
من أين لمنطقة كالمنطقة الغربية من سورية .. الساحل و الجبل .. من أين له قدرة للانتظار و قد بدأ صراخ المعد الخاوية .. او لنقل .. الحالة في الساحل و الجبل غير مرضية بالمطلق , و تأتي حالة التفلت الامني هناك .. و القتل بحسابات طائفية فقط .. لتزيد في أعباء الحياة الى حدود استحالتها . . لكن .. الى أين يمضي الخلق و ماذا يمكن ان يفعلوا ..؟!
لن ادخل هنا في صرخات الشكوى و البكاء بين أيدي الحكومة الرشيدة .. رغم أنّ لابناء المنطقة على الحكومة و الدولة عموما ، حقوق لا بد أن تدفع يوما , هي حقوق العمال المسرحين و المتقاعدين قسرا مدنيين و عسكريين .. واقع الحال لا يرينا شدة انهماك للحكومة لتجاوز هذه الحالة .. و لا نرى ايضا تلك الموارد المرصودة لطي هذا الملف القاسي و الصعب و المخيب .. فما.. العمل .. ؟؟
أقول لأبناء المنطقة أنّه لا بد من إيجاد المخرج داخل المنطقة .. يجب أن تتاح للناس فرص عمل حقيقية داخل مناطقهم و بأجور تكفيهم .. و بما ينعكس خيرا على حياتهم و اقتصادياتهم و بلدهم ..
لنعترف بفشل مريع لنظام البعث عبر تاريخه في انقاذ ابناء المنطقة من تحدي الفقر الذي رافق حياتهم على مر الايام .. ماذا قدم نظام البعث و بالوعته ، نظام الاسدين لابناء المنطقة ..!!؟؟ التطويع في المخابرات و الجيش و سرايا الدفاع .. هل كان ثمة حل ينتظر من ذلك .. لقد أجرموا بحق أبناء المنطقة المتوزعين اليوم على تخوم الجوع .. ولا أرى أن ثمة مشروع قادم من الدولة أو من عند الحكومة للانقاذ .. باستثناء قصائد السيد وزير الثقافة الذي يبحث عن خادمات .. أقول بالمختصر أن ابناء المنطقة معنيون جدا بايجاد المخرج لأرواحهم و منطقتهم . عن طريق العمل المخطط المنظم بعيدا عن كذب الحمايات و فتلة عقول الباحثين عن زعامة أو مخترة .. في المنطقة فرص مشاريع صغيرة و متوسطة تستوعب ايدي عاملة و تبكر في المردود .. ولن يقبل ابناء المنطقة الا سورية الموحدة المركزية
..
As.abboub@gmail.com