سيرياستيبس :
أطلقت وزارة الداخلية
السعودية المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج "منصة تصريح" التي تتيح
إصدار التصاريح والتراخيص إلكترونياً لحجاج الداخل والخارج، بالتكامل مع
وزارة الحج والعمرة عبر منصة "نسك".
بدأت السعودية استعداداتها لموسم الحج هذا العام عبر سلسلة من الإجراءات التنظيمية والتقنية، في إطار جهودها المتواصلة للحد من ظاهرة الحج غير النظامي التي تعمل على مكافحتها منذ أعوام.
وتهدف هذه الخطوات إلى تسهيل
أداء المناسك وضمان سلامة الحجاج في مختلف المراحل، وتشمل تعزيز استخدام
المنصات الرقمية لإصدار التصاريح، وتطبيق أنظمة رقابية لضبط المخالفات، إلى
جانب فرض غرامات على الجهات غير الملتزمة الأنظمة والتعليمات.
وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الداخلية
المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج "منصة تصريح" التي تتيح إصدار
التصاريح والتراخيص إلكترونياً لحجاج الداخل والخارج، بالتكامل مع وزارة
الحج والعمرة عبر منصة "نسك".
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن المنصة تمكن العاملين والمتطوعين في موسم الحج،
والمركبات التي تقلهم، من الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مع
إمكانية استعراض التصاريح عبر التطبيق الوطني الشامل "توكلنا"، فيما يمكن
للجهات الأمنية التحقق منها آلياً عبر تطبيق "ميدان".
كما حددت وزارة الداخلية آخر موعد لدخول
المعتمرين إلى السعودية في 13 أبريل (نيسان) الجاري، وآخر موعد لمغادرتهم
في 29 من الشهر ذاته، مؤكدة أن البقاء بعد هذا التاريخ يعد مخالفة تستوجب
العقوبات النظامية.
تصاريح وغرامات
أعلنت وزارة الداخلية السعودية أنه
اعتباراً من الأربعاء 23 أبريل الجاري، سيطلب من المقيمين الراغبين في دخول
العاصمة المقدسة الحصول على تصاريح من الجهات المعنية، مؤكدة أنه لن يسمح
بدخول غير الحاصلين على تصاريح نظامية، وسيعادون من حيث أتوا.
وفي إطار الجهود لضبط تنظيم الحج، كشفت
السلطات عن بدء تطبيق غرامات على الشركات والمؤسسات التي تقدم خدمات الحج
والعمرة، في حال تأخرت في إبلاغ الجهات المتخصصة عن أي حاج أو معتمر لم
يغادر بعد انتهاء المدة المحددة لإقامته.
تتيح المنصة الرقمية الموحدة إصدار التصاريح والتراخيص إلكترونياً لحجاج الداخل والخارج (واس)
وبينت وزارة الداخلية أن الغرامات المالية
قد تصل إلى 100 ألف ريال (نحو 26 ألف دولار أميركي)، وتزداد بتعدد
المخالفات. وشددت على ضرورة التزام شركات ومؤسسات خدمات الحجاج والمعتمرين
بالأنظمة والتعليمات المعتمدة في المملكة.
من جهتها، حذرت وزارة الحج والعمرة من
التعامل مع القنوات غير الرسمية، مشيرة إلى أن تأدية مناسك الحج تتم فقط
عبر تأشيرة رسمية تصدر من الجهات المتخصصة، وذلك بالتنسيق مع مكاتب شؤون
الحج في 80 دولة، أو من خلال منصة "نسك حج" لأكثر من 126 دولة.
ودعت الوزارة أيضاً إلى تجنب الإعلانات
المضللة وعروض الحج الوهمية، مؤكدة حرصها على حماية الحجاج من أي محاولات
احتيال أو تجاوزات نظامية.
الإجهاد الحراري
تسعى السعودية من خلال إجراءاتها
التنظيمية إلى تقديم تجربة حج آمنة وميسرة، تضمن سلامة ضيوف الرحمن
وراحتهم، بالتعاون مع الجهات المتخصصة ووفق التعليمات المنظمة للموسم.
وكانت السلطات السعودية قد أعلنت عن وفاة 1301 حاج خلال موسم حج عام 2024 نتيجة للإجهاد الحراري.
وأوضح وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل أن
نحو 83 في المئة من المتوفين لم يكونوا من المصرح لهم بالحج، مضيفاً أن
"عديداً منهم لم يحملوا بطاقات تعريفية، مما استدعى وقتاً للتعرف إليهم".
وأكد الجلاجل أن وزارة الصحة قدمت خدماتها
لجميع الحجاج، بمن فيهم غير النظاميين، مشيراً إلى أنه "تم التعامل مع
أعداد كبيرة من المصابين بالإجهاد الحراري"، مضيفاً "قدمنا أكثر من 465 ألف
خدمة علاجية، بينها 141 ألفاً لغير المصرح لهم، كما بذلت الجهات المتخصصة
جهوداً كبيرة للتوعية بأخطار التعرض للحرارة".
تقارير دولية وتحقيقات
تأتي هذه التحركات في ظل تقارير رسمية
كشفت عن تسجيل وفيات بين الحجاج غير النظاميين خلال موسم حج 2024، مما دفع
عدداً من الدول إلى فتح تحقيقات داخلية ومراجعة أداء بعثاتها الرسمية.
في مصر، أفادت وكالة "رويترز" بوفاة 530
حاجاً مصرياً خلال الموسم، وفقاً لمصادر طبية وأمنية، بينهم 31 حالة فقط
ضمن البعثة الرسمية، وتعود باقي الحالات لحجاج سافروا بتأشيرات زيارة
شخصية.
ووفق تقرير رسمي، فإن بعض شركات السياحة
نظمت برامج حج مخالفة باستخدام تأشيرات زيارة، مما منع الحجاج من دخول مكة
النظامية، ودفعهم إلى السير مسافات طويلة عبر طرق صحراوية في ظروف قاسية،
من دون توفير سكن ملائم في المشاعر، مما أدى إلى حالات إجهاد حراري حادة.
وكشف التقرير عن تورط 16 شركة سياحية في
الأقل في تنظيم رحلات غير نظامية، من دون تقديم خدمات حقيقية للحجاج. ووجه
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بسحب تراخيص هذه الشركات وإحالة مسؤوليها
إلى النيابة، مع تغريمها لمصلحة أسر الضحايا.
في تونس، أقال الرئيس قيس سعيد وزير
الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي بعد وفاة 49 حاجاً تونسياً، في ظل ظروف
مناخية قاسية. وأشارت وزارة الخارجية التونسية إلى أن الوفيات ناتجة من
ارتفاع حاد في درجات الحرارة، إضافة إلى سفر عدد من الحجاج بتأشيرات زيارة
أو عمرة من دون تصاريح حج، مما اضطرهم إلى السير لمسافات طويلة في الشمس.
كما تعرضت البعثة التونسية الرسمية
لانتقادات واسعة من الإعلام المحلي ورواد مواقع التواصل، وسط اتهامات بسوء
إدارة وتقصير في تنظيم الرحلات والإشراف عليها.
في الأردن، أعلنت السلطات وفاة 75 حاجاً
أردنياً بسبب ضربات شمس، معظمهم كانوا خارج بعثة الحج الرسمية، وأوقف منظمو
رحلات غير نظامية.
الحج غير النظامي يتسبب في الخطر
ورغم
الإجراءات السعودية الصارمة، يؤدي عشرات الآلاف من الحجاج الفريضة سنوياً
من دون تصاريح نظامية، إما بسبب محدودية الحصص المخصصة لكل دولة، أو
لارتفاع كلف الحج الرسمي، مما يعرضهم لأخطار صحية كبيرة، ويحرمهم من الوصول
إلى الأماكن المكيفة والخدمات المخصصة لـ1.8 مليون حاج مرخص لهم. اندبندنت عربية
|