دمشق-سيرياستيبس:
لا يمكن لأحد أن
ينكر أو يتجاهل أن البعد الإقليمي والدولي لمعرض دمشق شكل على مدار السنوات الطويلة
العامل الأهم في تشكيل سمعة عالمية للمعرض، وفي تحقيق مصالح اقتصادية لدول وشركات كثيرة
جسدتها صفقات ضخمة وعلاقات تعاون لاحقة.
اليوم هذا البعد
لا يزال حاضراً بأهميته في ضوء محاولات الدول الغربية محاصرة سورية والتهديد بمعاقبة
كل من يتعاون معها تجارياً واقتصادياً، لكن في المقابل علينا الاعتراف أيضاً أن دورات
المعرض خلال سنوات الحرب جعلت من الحضور الاقتصادي الوطني الخاص له معنى وأهمية تفوق
أحيانا كل أهمية، فالمشاركة الواسعة للقطاع الاقتصادي الخاص في معرض دمشق الدولي منذ
عودته للانعقاد وحتى دورة هذا العام هي بمثابة رسالة متعددة الأوجه والجوانب، فهي رسالة
اطمئنان من الفعاليات الاقتصادية الخاصة أنها على إيمانها بالمستقبل السوري وبتجاوز
تداعيات الحرب، ومن جانب آخر هي رسالة تقول إن هناك إنتاجاً وطنياً فائضاً يحتاج إلى
تسويق وترويج أي أن الحكومة نجحت في دفع عجلة الإنتاج الوطني للدوران، ومن جانب ثالث
فإن المشاركة الواسعة للقطاع الخاص الوطني تحمل دلالات تقول إن الإصرار على الحياة
وتجاوز مرحلة الحرب يدفعان بالشركات الخاصة إلى محاولة الانتشار خارج الوطن مجدداً
والاهتمام بالتعاون مع الأخرين ونسج علاقات تعاون تعود بالخير على الجميع...أي أن الحرب
فشلت في أخطر أهدافها.
يجب ألا نستهين بمشاركة
القطاع الاقتصادي الخاص الوطني فله من الأهمية والتأثير في نجاح معرض دمشق ما للمشاركة
الخارجية وأكثر، فهذا القطاع لا يعنيه بيان السفارة الأمريكية غير الموجودة في دمشق،
ولا تعنيه تصريحات المسؤولين الغربيين والعرب، كل ما يعنيه هو أن يستمتع بحفل افتتاح
أعرق رمز سوري، وأن يتابع كلمة راعي احتفال المعرض، وأن يرى السوريين من كل المحافظات
بين أروقة الأجنحة يبثون الأمل والتفاؤل...اللذين لم تستطع الحرب أن تسرقهما أو تحبط
من حضورهما.
|