تسيرياستيبس :
كبّد
سهم شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" خسائر حادة تقدر بنحو 90 مليار
دولار خلال تعاملات اليوم الأحد، متأثرة بموجة بيع اجتاحت أسواق المال
الخليجية والعالمية، بعدما دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها
الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ، اعتباراً من صباح السبت الماضي،
في ظل تصعيد الحرب التجارية التي يشنها منذ عودته إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتراجع سهم "أرامكو" بنسبة 5.25%
في نهاية تداولات الأحد، مسجلاً أدنى مستوى في خمس سنوات. وبهذا الهبوط،
تقلصت القيمة السوقية للشركة إلى نحو 6 تريليونات ريال (1.6 تريليون
دولار)، مقارنة بـ6.4 تريليونات ريال عند إدراجها في السوق السعودية في
ديسمبر/ كانون الأول 2019، ما يمثل تراجعاً بنسبة 7% عن الطرح الأولي.
ومنذ بداية العام، فقد سهم الشركة
النفطية السعودية نحو 12% من قيمته السوقية، في ظل ضغوط متزايدة على أسهم
الطاقة، وسط تقلبات أسعار النفط، ومخاوف تباطؤ الطلب العالمي. وتعد أرامكو
واحدة من أكبر شركات الطاقة والكيميائيات في العالم، وتسهم في دعم التجارة
العالمية وتحسين الحياة اليومية للملايين من البشر حول العالم.
وواصل المؤشر العام لسوق الأسهم
السعودية هبوطه، اليوم، للجلسة الثانية على التوالي، مقتفياً أثر بقية
مؤشرات أسواق المال الخليجية، وسط موجة خسائر حادة في أسواق المال
الأميركية متأثرة بدخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، والإجراءات
التي تتخذها دول العالم المختلفة رداً عليها.
وهوى المؤشر بنسبة 6.8%، ليغلق
عند مستوى 11077 نقطة، خاسراً 805 نقاط، مسجلاً أدنى إغلاق منذ نوفمبر/
تشرين الثاني 2023، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 8.4 مليارات ريال
(2.24 مليار دولار). وتُعد خسائر المؤشر هي الأكبر من حيث النقاط منذ عام
2008 الذي شهد اندلاع الأزمة المالية العالمية، ومن حيث النسبة منذ مارس/
آذار 2020.
وهبطت جميع الأسهم القيادية، إذ
خسر سهم "مصرف الراجحي" نحو 6% و"سابك" 4% و"الاتصالات السعودية" (إس تي
سي" %4. وتكبدت أسواق الأسهم الخليجية بصفة عامة أكبر خسائرها اليومية منذ
2020، حيث أغلق مؤشر السوق الكويتية الأول منخفضاً 5.7%، ومؤشر بورصة قطر
بأكثر من 4%، في حين تراجعت بورصة مسقط 2.6%، والبحرين حوالي 1%.
وجاءت الانخفاضات مقتفية أثر
الأسهم الأميركية التي سجلت هبوطاً حاداً، يوم الجمعة الماضي، إذ انخفض
مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 6%، وسط موجة بيع حادة أدت إلى تفاقم خسائر مؤشر
"ناسداك 100" لتتجاوز 20% منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، وذلك بعد الرد
الانتقامي بفرض رسوم بنسبة 34% اعتباراً من العاشر من إبريل/ نيسان الجاري.
ويرى محللون أن التأثيرات
المحتملة لسياسات ترامب التجارية لن تقتصر على رد الدول برسوم انتقامية، بل
قد تتسع لتشمل اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، ودفع الاقتصاد العالمي
نحو الركود، ما يؤثر سلباً على أسعار النفط والسلع الأساسية.
وهوت أسعار النفط إلى أدنى
مستوياتها في أربع سنوات، مع هبوط عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي
الآجلة حوالي 14% في يومين فقط، لتجري تسويتها بالقرب من مستوى 61 دولاراً
للبرميل، في ما يشبه الخسائر الحادة التي تكبّدتها أثناء جائحة فيروس
كورونا، بينما أنهى سعر خام برنت التعاملات عند أدنى مستوى له منذ 2021.