سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:05/06/2025 | SYR: 10:58 | 05/06/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE



خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18



 محمد بن سلمان… حكاية الرجل الذي سيغدو ملكا
03/06/2025      



"اندبندنت عربية" تنفرد بنشر مقاطع حصرية من كتاب المؤلفة الأميركية كارين إليوت هاوس


كتاب جديد عن الأمير محمد بن سلمان بعنوان "الرجل الذي سيغدو ملكا" 


سيرياستيبس : 

يضم الكتاب الجديد قراءة في شخصية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأسلوبه في إعادة تشكيل السياسات المحلية والخارجية، وتنويع مصادر دخل البلاد بحيث لا تكون رهينة لأسواق النفط المتقلبة، إضافة إلى أثر التغيير الذي يقوده في العالم أجمع.

يصدر في يوليو (تموز) المقبل الكتاب الجديد للمؤلفة الأميركية كارين إليوت هاوس بعنوان "الرجل الذي سيغدو ملكاً"، الذي يتناول في 300 صفحة حكاية التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية بقيادة ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، استناداً إلى 6 لقاءات مباشرة معه، وشهادات أمراء مقربين ووزراء وأصدقاء طفولة، ومواطنين.

محمد بن سلمان "يعرف الجوهر الحقيقي للقوة"

الكتاب الذي تنفرد "اندبندنت عربية" بنشر مقتطفات حصرية منه، ليس مجرد سيرة سياسية، بل نافذة بانورامية حية على عملية التحديث التي يقودها الرجل البشوش وغير التقليدي، فمحمد بن سلمان كما يصفه الكتاب، قائد لا يحتاج إلى المظاهر المفتعلة لإقناع الآخرين بقوّته، كما أنه "يبغض التملق والتعالي، ويتمتع بثقة كبيرة أثناء مناقشة الشؤون السياسية والدفاعية".

وتستذكر المؤلفة لقاءها المباشر الأول بولي العهد السعودي في قصر عرقة "كان يرتدي ثوباً بنياً فضفاضاً، بلا بشت أو شماغ، كاشفاً عن شعره الداكن المسرّح إلى الخلف بعناية، إنه شاب لا يحتاج إلى مظاهر السلطة أو الأبهة الملكية، لأنه يملك جوهر القوة الحقيقي".

وتؤكد الرئيسة السابقة لتحرير "وول ستريت جورنال"، التي زارت السعودية أول مرة في عهد الملك فيصل، أن الأمير محمد يتمتع بقدرة مميزة على التواصل ويتميز بأسلوب مباشر وشفاف في الحديث، يجمع بين المعلومة التاريخية والمعرفة الدقيقة بآخر الأحداث.

"مسوّق بالفطرة ويستهل حديثه بالتاريخ"

يحرص ولي العهد السعودي على "خلق جو غير رسمي" ومقابلة الضيوف بـ"ابتسامة ودودة" ولا تخفي الكاتبة دهشتها من مكتبه الفسيح وانفتاحه على التحدث بشفافية من دون تدخل مستشاريه، وكتبت "لم يكن في الغرفة مع محمد بن سلمان سوى المترجم وكاتب الملاحظات، وهما بالكاد يتدخلان، أو يُسمع لهما صوت، فالأمير بات يتحدث الإنجليزية بطلاقة".

الأمير محمد "مسوّق بالفطرة" كما تصفه المؤلفة، وتشير إلى أسلوبه بالحوار، فتقول إنه يبدأ الإجابة بتقديم سياق تاريخي موجز، ثم يغوص في التفاصيل بردود مباشرة ومقنعة، وعندما يسترسل فإنه يحرص على تقديم "تفسيرات شاملة"، وتلتقي هذه السمة في اهتمامه بالتاريخ مع شغف والده الملك سلمان باقتناء الكتب التاريخية والتواصل المستمر مع المؤرخين.

وعلى مدى ساعتين أجاب ولي العهد بسرور على أسئلة هاوس، التي تلاحظ أنه مثل والده لا ينهي اللقاء بنفسه حتى لا يوحي بطرد الضيف، وما إن انتهت المقابلة، حتى رافقها الأمير إلى باب "قصر عرقة"، وعرّفها ببعض مستشاريه المقربين، ثم قفز وحيداً إلى عربة الغولف وانطلق مسرعاً".

والأمير محمد (39 عاماً) هو الابن السادس للملك سلمان ولازمه خلال مراحل عمله أميراً للرياض ثم ولياً للعهد، وتشير المؤلفة إلى أن دقة الملك وحرصه على تنشئة الأمير محمد لم تقتصر على الجوانب المهنية وحسب، بل امتدت لتشمل تقييد المصروفات، واستخدام ألعاب الفيديو التي وصفها ولي العهد في مقابلة مع "فوكس نيوز" بأنها وسيلته للترويح عن نفسه.

وأثناء اللقاء لم يفصل بين هاوس وولي العهد السعودي سوى كومة من الأوراق على مكتبه، وهنا تلاحظ بأن الأمير محمد بن سلمان ملمّ بكل جانب من جوانب التقنية، لكنه لا يزال يفضّل تلقي المعلومات المهمة مطبوعة على الورق بالطريقة التقليدية.

"على العالم مراقبة طموح الأمير الحازم"

ما أدركته المؤلفة الأميركية هو أن نظرة ولي العهد السعودي للعالم تتسم بـ "الواقعية"، وقائمة على فكرة "السعودية أولاً"، مشيرةً إلى أن رؤيته لا تقتصر على الإصلاحات الداخلية وحسب، بل "يطمح إلى أن يكون صوتاً مؤثراً في المسرح الدولي، للإسهام في تشكيل الجغرافيا السياسية بما يحفظ السلام والازدهار لمملكته".

وكتبت هاوس، "سيكون من الحكمة أن يراقب العالم هذا الأمير الطموح والحازم وخطته الجريئة التي سيتبعها في العقود المقبلة لإعادة تموضع المملكة مع أي قوة تخدم مصالحها."

وتتقاطع هذه الرؤية التي يشير إليها الكتاب مع ما عبّر عنه الأمير محمد بن سلمان صراحةً في عام 2018، عندما قال إن "الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة، وأعتقد أن هذا الهدف سيتحقق 100٪"، مضيفاً بأنه "لا يريد أن يفارق الحياة قبل أن يرى الشرق الأوسط متقدماً عالمياً".

ومنذ إطلاق رؤية 2030 سعى ولي العهد السعودي لتعزيز مكانة السعودية كشريك موثوق في الساحة الدولية، إذ أشار الكتاب إلى دورها متزايد الأهمية كوسيط بين أوكرانيا وروسيا.

"أدركَ مبكراً تراجع الموثوقية الأميركية"

ما أدركه الأمير محمد منذ وقت مبكر هو تراجع الموثوقية الأميركية في الشرق الأوسط، إذ يؤكد الكتاب أنه كان حريصاً على إعادة رسم علاقات بلاده مع الحليف التقليدي الولايات المتحدة، بالتوازي مع طموحاته العالمية، بخاصة بعدما شهد عن كثب سياسات الرئيس الأميركي السابق جو بايدن التي وصفها مراقبون أميركيون بأنها تقرّب خصوم واشنطن وتنفّر حلفائها.

وفي هذا السياق تُفهم استراتيجية تنويع التحالفات التي تتبعها السعودية على نطاق واسع في سياق المنافسة بين القوى العظمى الثلاث، الولايات المتحدة وروسيا والصين، فبينما سعى الأمير محمد إلى إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة، عزز تقاربه مع الصين وروسيا، غير أن الكتاب يلفت إلى بعد آخر لا يقل أهمية، ويتجاوز الدول الثلاث.

فولي العهد السعودي لا يركّز فحسب على موازنة علاقاته مع الثلاثي الدولي المتنافس، بل يحرص أيضاً على توسيع الخيارات وإرساء علاقات استراتيجية مع أوروبا والقوة الآسيوية الصاعدة الهند، إضافة إلى التصالح مع خصوم المملكة التقليديين مثل إيران، بهدف تحقيق رؤيته الأوسع لتحقيق الازدهار.

 

وكشفت المؤلفة الأميركية أن ولي العهد أبلغها، قبل الإعلان الرسمي، بأن السعودية ستطبع علاقاتها مع طهران بغضون أسبوع، في خطوة اعتبرها ضرورية. وأُعلن رسمياً عن المصالحة بوساطة صينية في 10 مارس (آذار) 2023، بعد قطيعة دبلوماسية لنحو 7 سنوات. ورغم تقليل مسؤولين ومحللين أميركيين من أهمية هذا القرار والتشكيك في استدامته، إلا أن المصالحة تعززت بفتح السفارات، وزيارات رفيعة المستوى من الجانبين، واستئناف الرحلات الجوية.

"همه الأول دفع عجلة التحديث"

ويقدم الكتاب تقييماً لحملة مكافحة الفساد التي أُطلقت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، وعُرفت إعلامياً بـ"حملة الريتز"، مشيراً إلى أن التقديرات الموثوقة تفيد بأن الفساد كان يستنزف ما يقارب 30 في المئة من موازنة الدولة سنوياً، وأوضحت هاوس بأن الهمّ الأول لولي العهد السعودي هو دفع عجلة التحديث في بلاده بلا هوادة، ولهذا يحرص على ألا يعكّر صفو هذه المسيرة شيء.

وأكد الكتاب أن حملة مكافحة الفساد لاقت ترحيباً واسعاً من المواطنين، وساعدت في إعادة توجيه الموارد نحو المشاريع التنموية الجديدة، التي تحتاج إليها السعودية لتقليل اعتمادها على النفط، وبناء قدراتها في القطاعات الجديدة كالسياحة والترفيه والخدمات اللوجستية والصناعة واستخراج المعادن.

مؤمن بأن الشباب السعودي سنده

يسلط الكتاب الضوء على تأثير الأمير محمد بن سلمان في الشباب السعودي، لافتاً إلى أن ولي العهد البالغ من العمر 39 سنة نجح في تقديم نفسه بصفته صوتاً للجيل الشاب الذي يشكّل نحو 65 في المئة من السكان دون سن الـ30، وقد وعدهم ببناء اقتصاد حديث من شأنه تقليل معدلات البطالة، وحرص على توفير مناشط الترفيه لجميع مواطنيه بعدما حرموا منها لفترة طويلة.

وأراد الأمير محمد من حملة مكافحة الفساد "إعادة ضبط الميدان ليكون أكثر عدالة، بحيث يتمكن الشباب السعوديون الذين لا يملكون علاقات نافذة، من المنافسة في القطاع الخاص المنتعش، الذي تعهد بأنه سيخلق الوظائف التي لم يعد بإمكان الدولة توفيرها"، وفق الكتاب.

ونسبت المؤلفة الأميركية الفضل إليه في اتخاذ قرارات جريئة في شأن تحديات لم يستطع غيره معالجتها، وكتبت: "الأمير محمد بن سلمان لا يظهر أي تردد، ويحمل رؤية واضحة لمملكة حديثة، ويدفع نحو ذلك بإصرار لا يلين"، موضحة أنه يحظى بتأييد واسع من السعوديين، وأن نجاح رؤيته يعود جزئياً إلى أن الجيل الشاب يشكّل قاعدة داعمة له.

محمد بن سلمان والانتباه للتفاصيل

وتشير هاوس إلى أن ما يميز الأمير محمد قدرته على ملاحظة أدق التفاصيل، وتروي أن الأمير بدأ أحد اللقاءات بالإشارة إلى عباءتها السوداء، قائلاً "أنتِ تعلمين أنكِ لستِ مضطرة إلى ارتداء ذلك".

وتعلّق الكاتبة بأن الشرطة الدينية كانت قد أمرتها قبل عقد من الزمان بمغادرة أحد الأماكن العامة بسبب عدم تغطية شعرها، موضحة أن هذه الملاحظة العابرة تُجسد حجم التحولات الجذرية التي أحدثها ولي العهد السعودي، وتعكس سمات أساسية يتناولها الكتاب بالتفصيل في شخصيته وهي الصراحة والثقة والقدرة على الانتباه إلى أدق التفاصيل.

والفارق الصارخ بين اليوم والأمس لمسته هاوس في الواقع حين حلّقت في مروحية تقودها سيدة سعودية نحو موقع سياحي، وفي قصة سيدة كانت في بداياتها تسعى إلى الحصول على وظيفة كمحللة مالية، وتُقابل برفض الرجال الحديث معها، بينما تقود اليوم البورصة السعودية "تداول"، وكتبت "بات حضور النساء واضحاً في كل مكان، إنهن يقدن السيارات، ويعملن بأعداد كبيرة في الدوائر الحكومية والشركات الخاصة، ومنهنّ رئيسات تنفيذيات للبورصة وشركة إعلامية كبرى ومؤسِّسات لمشاريعهن الخاصة".

السعودية بين الماضي والحاضر

في مقابلة مع "اندبندنت عربية" العام الماضي، تحدّثت كارين هاوس عن نشأتها في أسرة محافظة في مدينة ماتادور الصغيرة بولاية تكساس، وكيف أنها لم تشعر بغربة شاسعة حين وصلت إلى السعودية في السبعينيات كمراسلة لشؤون النفط في ذروة الحظر النفطي الشهير، وعلى رغم انتهاء مهمتها الصحافية، بقي شغفها بالسعودية حياً، فجابت جميع مناطقها الإدارية، وواصلت الكتابة عنها، حتى نشرت عام 2013 كتابها الأول عن السعودية.

وحين سألتُها عن مشروعها المقبل في نوفمبر 2024، أجابت "إنني أؤلف كتاباً عن العوامل التي شكّلت شخصية الرجل الذي يعيد تشكيل ملامح المملكة العربية السعودية"، وتلخّص هذه العبارة فكرة تؤمن بها هاوس منذ أعوام وهي أن فهم السعودية المتجددة يبدأ بفهم شخصية الأمير محمد بن سلمان الذي يشرف يومياً على تنفيذ مستهدفات بلاده.

ويضمّ الكتاب الجديد قراءة في شخصية الأمير محمد بن سلمان، وأسلوبه في إعادة تشكيل السياسات المحلية والخارجية، وتنويع مصادر دخل البلاد بحيث لا تكون رهينة لأسواق النفط المتقلبة، ويناقش الكتاب أثر التغيير الذي يقوده ولي العهد السعودي في العالم بأجمعه.

وتولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في يونيو (حزيران) 2017، بعد عام من نيل ثقة والده الملك سلمان في قيادة رؤية 2030، وشرع ولي العهد السعودي في تنفيذ الإستراتيجية الجديدة لتنويع مصادر الدخل وكسر ما وصفها بـ"حالة الإدمان النفطية" المعطّلة للتنمية.


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



islamic_bank_1


Baraka16


Orient 2022



معرض حلب


ChamWings_Banner


الصفحة الرئيسية
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس