سيرياستيبس :
تثبت الوقائع على مدى السنوات انه كان ولايزال القطاع العام الصناعي كما هو القطاع الزراعي صمام الامان الذي يعتمد عليه ليس فقط في زمن الاستقرار وانما في الازمات وانه كان الرديف للجيش السوري في حربه على الارهاب وسيكون حاضرا وبقوة في ظل تصاعد العقوبات لاسيما قانون سيزر الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب السوري، وبالتالي لابد من تكريس الجهود لدعم هذا القطاع ليكون اكثر تدخلا وتواجدا سواء برفد السوق المحلية بالمنتجات بحيث تكون البديل عن المستورد ورفد الخزينة العامة للدولة خاصة اننا اليوم أكثر من اي وقت مضى بحاجة الى الاعتماد على الذات وسط تكالب قوى الظلام على بلدنا.
ولعل ما يؤكد محورية هذا القطاع رفده المستمر للسوق المحلية بالمنتجات وتدخله الايجابي لصالح المواطنين وتوفيره للسلع بأسعار مناسبة، اضافة الى التطور المستمر في الانتاج وتحقيقه ارقاما ايجابية وسط كل هذه الصعوبات والضغوطات التي تواجهه.. ولعل خير مثال الارقام التي حققتها بعض الشركات ومنها حديد حماة التي وفرت منتجاتها من الحديد كبديل للمستورد وتأمين حاجة السوق المحلية وتخفيف العبء عن المواطن رغم جائحة الكورونا والاجراءات الاحترازية الحكومية لمواجهة هذه الجائحة، لم ينقطع عمال الشركة عن الانتاج وكانوا جنودا في خندق الانتاج ، حيث بلغ متوسط انتاجهم اليومي ١٦٤ طنا ضمن الظروف المتاحة من حوامل الطاقة بدلا من ١٣٥ طنا يوميا ووصل انتاجهم لغاية ايار ١٩١٨٠ طنا بقيمة ٩،٦ مليارات ليرة.. ولو قارنا بين العام الماضي وهذا العام لوجدنا ان هناك زيادة في الانتاج اكثر من خمسة أطنان حيث كان الانتاج نحو ١١،٥ طنا بقيمة ٤،٩ مليارات ليرة.
بالتأكيد هذه الارقام يمكن ان تزداد اكثر فيما لو تم توفير كل احتياج هذه الشركة من حوامل طاقة وتفير مستلزماتها الاخرى.
ولم تكن شركة الاحذية التي بدأت تستعيد خطوط انتاجها في العديد من الاماكن خاصة انها تعرضت للارهاب في الصميم، الا انها بدأت تشهد تعافيا وتم ادخال بعض الخطوط الانتاجية في عدة معامل ومنها معمل احذية مصياف وشهدت ارقام انتاجها ارتفاعا ملحوظا رغم ما ذكرناه من تحديات واجهت كل القطاع الصناعي العام حيث وصل انتاجها الى ١٦٢ الف زوج في خمسة اشهر الماضية بقيمة ١،٦مليار ليرة وبنسب تنفيذ ٨٦% وسوقت نحو ٥٥ الف زوج بقيمة ٥٢٦ مليون ليرة ووقعت عقدا بقيمة ٢٩٧ مليون ليرة لتصنيع ٢٥ الف زوج حذاء وهي الان قيد التعاقد على تصنيع ٥٩١ الف زوج حذاء، علما ان انتاج الشركة متنوع ولديها اصناف ذات جودة عالية وتلبي متطلبات السوق المحلية ناهيك عن تأمين متطلبات جيشنا العربي السوري.
وتعتبر هذه امثله وعينات من واقع الشركات الصناعية العامة التي تسعى جاهدة لتكون رافدا للدخل القومي ناهيك عن توفير فرص العمل، وبالتالي بقليل من الدعم يمكن ان تحقق المزيد من التطور في انتاجها
الثورة.
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=192&id=183062