تحصين المشاريع التنموية ضد الفشل .. النقل والتسويق الحلقة الضائعة والمُضيعة حتى الآن ؟
22/05/2024




 

دمشق - سيرياستيبس - خاص :

مع الأخذ بمشكلة النقل كواقع مزري بل ووصل الى مرحلة من التعقيد لأسباب  تتعلق بنقص وسائط النقل وعدم وجود خطة أو رغبة حكومية برفد قطاع النقل بما ينقصه وهو كثير, عبرفتح الاستيراد , وما يزيد من سوء مشهد النقل في سورية القلة في تنوع مركبات سواء لنقل  البضائع  أو الركاب  , وارتفاع أجورها نتيجة غلاء اسعار الوقود والاصلاحات نتيجة قدم المركبات  وتهالكها .. 

إذا أخذنا هذا الواقع بالحسبان فإن إطلاق المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر كسبيل لانعاش الريف السوري عبر خلق بؤر انتاجية فيه وحتى إذا ما توفرت كافة مقومات النجاح الاخرى بما في ذلك دراسات الجدوى الاقتصادية والتمويل ومستلزمات الانتاج , فإن النقل ومعه التسويق يشكلان الحلقة الاهم في نجاح هذا النوع من المشاريع حكماً  
 
إن إطلاق عملية التنمية في الأرياف تتمثل في قدرة الالتفاف على مشكلتين أساسيتين : الأولى النقل والثانية التسويق اللتان تحولان نتيجة ارتفاع تكاليف الاولى وغياب الثانية دون تحقيق عائد مضمون ومجدي لأصحاب المشاريع  بشكل يحميهم من الخسارات وحيث يمكن للنقل وحده أن يتسبب في فشل المشروع وضمان خسارته ؟ 
 
حل المشكلة الأولى يكون بخلق شركات نقل موجهة لتخديم هذا النوع من المشاريع وبما يمكنها من دعم أصحاب الإنتاج بشكل حقيقي , وهذا الامر قد لايبدو بالأمر السهل ويحتاج الى إمكانيات كبيرة إذ لابد من التوجه الى الحل الثاني على التوازي للتخفيف من مشكلة النقل عبر خلق مراكز لتجميع المنتجات وفق أسعارعادلة تتولى الحلقات التالية من التسويق أيا كان حتى ولو كان التصديرالذي يجب أن يكون هدفا بالمطلق , فمراكز تجميع وتسويق المنتجات الريفية والمشاريع الصغيرة وحتى المتوسطة  يمكن أن تتحول لاحقاً الى مراكز لتزويد  المشاريع نفسها  بمستلزمات الانتاج  ما يجعلها تعمل بالاتجاهين الأمر الذي من شأنه زيادة فرص نجاح المشاريع واستدامتها وخاصة المشاريع الزراعية وتلك المشاريع التي تعتمد على الزراعة لإقامة حلقات تصنيع بقيم مضافة   , على أن هذه المراكز يمكن تجهيزها لتخديم مختلف المشاريع التنموية شرط تمكينها واخضاعها لشروط وأهداف عمل واضحة ومحددة 

يمكن أن تقام هذه المراكز بشكل هرمي تتوزع كمراكز صغيرة في الأرياف بحيث تُخدم اكبر عدد من القرى المتقاربة وتصبح هذه المراكز أكبر في المناطق والمدن يتجمع فيها الانتاج  ومنها يمكن أن تتولد ىشركات تسويق وتوضيب  ضمن حلقات تالية أعقد وأوسع وأسلم .. حيث يمكن  ببساطة الوصول الى تصنيع " اسماء تجارية " لمنتجات مميزة  قابلة للتموضع على الرفوف بما في ذلك الرفوف في دول التي نصدر اليها ويمكن أن  يتسع العمل الى مشاركتها في المعارض  المحلية والخارجية  أو حتى التعاقد مع المنشآت السياحية   .. 
 
اليوم لايمكن رؤية التنمية  في الريف دون وجود حلقات تسويق ونقل متلازمة ومكملة لبعضها وغير ضاغطة بحيث تعمل هذه الحلقات بمبدأ استكمال وتولي بعض حلقات القيم المضافة التالية ما يُعظم من قيمة المنتجات ويفتح أمامها امكانيات البقاء والتوسع وكل هذا نتيجته على الأرض ستكون مزيد من الحماسة واستنهاض الهمم  والمضي بنجاح نحو تشغيل يد عاملة و تحسين معيشة الكثيرين .. وتحقيق النمو
لايمكن الاعتماد على الريف نفسه لتصريف المنتجات باعتبار أنه ضيق وقليل الامكانيات وبالتالي قليل الاستهلاك .. في حين يبدو الريف مورداً باتجاه مراكز التسوق الكبيرة وبالتالي فرصة للبيع تحت اسماء تجارية قد لايطول الزمن حتى نراها في المتاجر وعلى لائحة الصادرات خاصة للمنتجات الطبيعية و الحيوية و"الهاند ميد " التي تمتلك مرونة واسعة في التسعيروبالتالي تحقيق عائدات مهمة
   نحن في مرحلة اقتصادية  بحاجة فيها الى رسم لوحة مكتملة الأجزاء لمنظور التنمية الريفية والعمل على إدخال القطع المكملة  تباعا ً بحيث يشكل كل جزء من الصورة تموضعا ثابتا وموفقاً لمطرحه  من الصورة  .
 على سبيل المثال عندما تقام معامل التبغ الخاصة والتي سُمح بها حديثا  فإن أول ميزة لها هو تأمين أليات لنقل المحاصيل الى المعامل ودفع أسعارها المستحقة والعادلة  

 أخيراً : ألا تعتقدون معنا أنه من المهم مناقشة موضوع النقل من الزاوية التي تخدم  الانتاج والتنمية  , لان كل مشروع يتوقف لايخسر صاحبه فقط بل البلد هي التي تخسر خاصة عندما تكون  فرص الفشل كبيرة , والنقل والتسويق كفيلان إما بتنجيح المشاريع أو بتفشيلها
   
 



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=198833

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc