دكتور في الاقتصاد : المسيرة التاريخية للدعم في سورية أثبتت أنه سبب الفساد و المستفيدين الحقيقيين منه ليسوا الفقراء
15/09/2024





سيرياستيبس :

قال نائب عميد كلية الاقتصاد للشؤون الإدارية في جامعة حماة الدكتور عبد الرحمن محمد  : ان سعر الصرف يتطلب اليوم سياسات نقدية مناسبة؛ لتجعله مستقراً بشكل أمثل؛ ما يشجع المستثمرين ويزيد الإنتاج، وأما بالنسبة لسعر الإنتاج، فلا تنتهي عملية التسعير بتحديد أسعار المنتجات لأول مرة ثم تجاهلها، من المهم أن تراقب السوق بشكل مستمر؛ لمعرفة التغيرات التي تطرأ عليه وعلى عملائك أيضاً؛ لتتمكن من عمل التعديلات المطلوبة. ، كذلك من المهم مراقبة تكاليف تصنيع المنتج والتأكد من أنها لا تزيد بشكل كبير دون انتباهك، إضافة إلى ضرورة مراقبة الانطباع العام على منتجك سواء أكان سلبياً أم إيجابياً؛ لأن كل هذه الأمور قد تتطلب أحياناً التدخل وإعادة تقييم الأسعار وتغييرها بناءً على هذه الانطباعات.

وبحسب الدكتور محمد يعود حفاظ الليرة السورية على ثباتها النسبي قبل الحرب إلى تطور الأداء الاقتصادي والاستقرار السياسي وسن قانون الاستثمار رقم (10) لعام 1991 الذي أسهم في زيادة عدد المشاريع الاستثمارية، وزيادة القطع الناجم عن زيادة الموارد السياحية وتحسن في وضع الحساب الجاري، وعندما أتت الحرب الظالمة، فسعر الصرف تأثر كثيراً وفقدت ليرتنا الوطنية الكثير من قيمتها، ولكن في السنوات الأخيرة هناك تخلٍ بشكل نسبي عن الدعم نوعاً ما، وسعي جاد لتحقيق استقرار بحده الأدنى لأسعار الصرف.

ويرى الدكتور محمد أن السياسات الاقتصادية سواء النقدية أو المالية في سنوات الحرب لم تستطع أن تحقق الاستقرار المطلوب في أسعار الصرف أو في تحقيق أسعار الإنتاج ودعم الإنتاج، وإن المسيرة التاريخية للدعم في سورية أثبتت أنه سبب الفساد، وأن المستفيدين الحقيقيين منه ليسوا الفقراء، وعلى هذا فتح باب موارد وارتزاق لتجار الحروب على حساب الأسرة الفقيرة، ولكن اليوم هناك فريق اقتصادي يسعى إلى تحقيق استقرار أسعار الصرف وفعلاً نشاهد استقراراً بسعر الصرف نوعاً ما وإعادة دراسة ملف الدعم وايصاله لمستحقيه بشكل مناسب ومحاولة دعم المنتجين وتدوير عجلة الإنتاج.

وحول الحفاظ على سعر الصرف وعدم انخفاض الأسعار ولجم التضخم يعود السبب في ذلك للفساد وعدم وجود رقابة فعلية لضبط الأسواق، وفي ظل وجود رقابة حقيقية لضبط الأسواق ومحاسبة شديدة (بطش بيد من حديد لكل من تسول له نفسه)، سينعكس ذلك إيجاباً، وفقاً للدكتور محمد.

ورأى الدكتور أن الحل يجب أن يكون بالانطلاق من فكرة أن الجميع فريق واحد في هذه المرحلة، فالحكومة رغم كل ما تواجهه يجب أن تحاول تزويد الصناعيين بالكهرباء المستمرة ولو ساعات قليلة بالاتفاق معهم على عدد ساعات التشغيل صباحاً حيث تضمن استمرار تشغيلهم وخروجهم من رحمة الأسواق السوداء بالنسبة للكهرباء والمازوت وبشكل يسهم في انخفاض تكاليف المنتج، والابتعاد عن فرض مزيد من الضرائب لكون آثارها كارثية وتؤدي إلى حصول تضخم جامح في المجتمع، فنفرض ضرائب نرفع الأجور ترتفع الأسعار نعيد فرض الضرائب، وعلى الحكومة أيضاً تحسين معيشة ذوي الدخل المحدود والمحافظة عليهم وهذا المطلب الأساس اليوم هو ناقوس خطر حقيقي ومرعب، ويجب أن يقوم الصناعيون والتجار بضغط التكاليف إلى أضيق الحدود بشكل يخفض الأسعار والضغوط التضخمية في الأسواق، ويجب أن يمارس المواطن مواطنته كاملة في الإشارة إلى مواطن الخلل بكل جرأة بدءاً من ربطة الخبز مروراً بالسلع والمواد الغذائية والخدمات بكل أشكالها طبية وهندسية وما شابه ذلك وخلافاً لذلك سورية مقبلة على مرحلة اقتصادية صعبة جداً في ظل الحرب التي تعرضت لها وفي ظل الأوضاع الدولية التي نعيشها، حسب ما ختم به الدكتور محمد حديثه للصحيفة.

الاقتصادية



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=126&id=199779

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc