من أجل ذلك رحب رجال الأعمال بالخصخصة
خبير اقتصادي : الضرائب يجب ان تكون المصدر الرئيسي للخزينة العامة وليس الخصخصة وتخفيض النفقات

سيرياستيبس :

تساءل الباحث الاقتصادي الدكتور محمد صالح الفتيح عن أسباب غياب التصريحات الحكومية حول النظام الضريبي في سوريا الذي يجب أن يكون المصدر الرئيس للخزينة العامة وليس الخصخصة أو تخفيض النفقات عبر إلغاء الدعم. بحسب قوله

الباحث الاقتصادي أكد ان الضرائب هي المصدر الرئيس للخزينة العامة في كل الدول التي تتبنى نظام السوق الحر ففي بريطانيا، مثلاً، تشكل الضرائب أكثر من 90% من موارد الخزينة العامة، والباقي هو رسوم تتقاضاها الحكومة نظير بعض الخدمات التي تؤديها، ورسوم امتياز استخراج النفط والغاز من بحر الشمال. إجمالي الضرائب في العام المالي 2023-2024 (بدون رسوم الخدمات) بلغ 950 مليار جنيه إسترليني أو قرابة 1,200 مليار دولار أميركي.

وأضاف : حتى في المنطقة العربية باتت الدول الخليجية تتبنى نظام ضريبي تعمل على زيادته بشكل سنوي. السعودية مثلاً قفزت إيراداتها من الضرائب والرسوم المختلفة من أقل من  10% في موازنة 2014 إلى 38% في موازنة 2024 وكانت الزيادة في قيمة هذه الإيرادات أكثر من 270% خلال تلك الفترة (من 127 مليار ريال إلى 472 مليار ريال).

الدكتور الفتيح أكد ان الحديث عن النظام الضريبي هو أمر حيوي للغاية وهو ملف شديد الحساسية بالنسبة للقلة المحظية من كبار رجال الأعمال التي يبدو أنها تضغط حالياً ليكون تمويل الإنفاق العام من الخصخصة وإلغاء الدعم بدل أن يكون ذلك من الضرائب.

وارجع الباحث الاقتصادي ترحيب رجال الأعمال بخصخصة القطاع العام لثلاثة أسباب أولها أنها فرصة لهم لتحقيق أرباح شخصية من شراء مؤسسات القطاع العام القادرة على تحقيق أرباح.

وتابع : ثاني الأسباب ان الخصخصة توفر مصدر دخل للحكومة يجنبها زيادة الضرائب من رجال الأعمال كما أنها ستلغي قطاعات كاملة وستسرح شرائح كبيرة من القوة العاملة الحكومية، فتتخلص الحكومة من رواتبهم وتعويضاتهم ومعاشاتهم التقاعدية، وبالنتيجة يتم تخفيض الإنفاق العام لسنوات مقبلة بما ينزع مبررات زيادة الضرائب من رجال الأعمال.