ثمة من يستعجل .. و ثمة من يطالب بالعجلة ..!! التسرع خطر .. و شد الاحزمة على الجياع صعب ..
11/02/2025
كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
من المؤكد أن كثيرا من السوريين متسرع بعض الشيء في السؤال و التساؤل .. و
نشر الحيرة و القلق عبر التحليل و الاستنتاج .. وكثيرا ما ترد الحكومة
مباشرة أو عبر أنصار لها ، فوضوا أنفسهم بمهمة الدعم و الرد ، و غالبا ما
يستخدمون التضجر مما يثار حول واقع الحياة السورية بحجة ان طبيعة ما يثار
من نقد ، هو الاستعجال و التسرع .. فالحكومة و الادارة ما زالا في بداية
الطريق !! ويجب الصبر و طولة البال ..
هذا العذر مقبول إلى حدما .. لكن في اغلب القضايا المطروحة و تطرح معها هموم
الناس التي بلا ريب تفاقمت كثيرا في هذه الفترة رغم قصرها .. ؟!
كان حري
بالحكومة والادارة ألا تبادر هي إلى الاستعجال في إصدار القرارات و
الاجراءات المثيرة للجدل و التي يأتي طرحها مستعجلا كثيرا .. وكان التريث
فيها أفضل من الجدل و العودة إليها بين فترة وأخرى .. ذلك مثل الاستعجال
إلى قرارات يشوبها العسف أو التعسف كالإبكار لحلول مستعجلة لمسألة فائض
العمالة في مؤسسات و شركات الدولة .. و هو مايعرف بالبطالة المقنعة .. و
التي يحتاج علاجها إلى فائض الدراسة دون أن يعني ذلك التأجيل الطويل و
التباطؤ الممل .. انما يعني : الدخول الى المشكلة بقراءة هادئة عميقة ، و
متابعة ميدانية توصل الى قرارات سليمة تقودنا إلى الهدف .. بما لا يضطرنا
إلى تسريح اعداد كبيرة من العمال و الموظفين أو إيقاف رواتبهم و تركهم نهباً
للحيرة إلى درجة فقدان الأمل .. و هو ما بدأ يتفاقم على شكل حاجة اجتماعية
حقيقية و كبيرة .. و من ثم فقر و جوع ..
و الوضع ، يزداد ارتباكا ليس على
اساس أن هؤلاء ابناء البلد ولا يجوز أن تصل حالتهم إلى هذا الحد و حسب ..
بل ايضا لأن ذلك يصنع أو يساهم في ، صنع اضطرابا في سوق العمل لا يخلف اثرا
ايجابيا محفزا في بلد يعد نفسه بفائض الاستثمارات القدمة اليه بعد تحسن
وضعه السياسي ولا ريب.. و اقترابه من مسح و الغاء العقوبات التي انهكت
اقتصاده و بددت ثروته و نموه ..
ونجيء أيضا في اطار القرارات و الاجراءات المستعجلة إلى مسألة التدخل
الجريء في أسواق الصرف و سعر الليرة .. وهي قضية بالغة الأهمية و الحساسية
.. إذ من الضروري بجد متابعة سعر العملة المحلية و حمايتها للحفاظ عل قوتها
و تأمين خفض لاسعار البضائع الاستهلاكية في السوق بما يسهل وصولولها لأيد
الطبقات الفقيرة و عموم ابناء الشعب .. لكن .. كيف يمكن أن نعطي لليرتنا
السورية هذه القوة لتواجه بتلك الكفاءة المطلوبة الأسواق واسعار العملات
الأخرى .. الدولار مثلا .. الطريقة المعهودة لذلك في رفع كفاءة و أداء
الليرة في الاسواق عبر دخولها في عمليات انتاج و استثمار طيبة و باهرة
..عندنا حتى اليوم لم يظهر مثل هذا التحفيز في النشاط الاقتصادي و
الاستثماري بما يكفي لنشر القناعة أن الليرة اخذت دعما جعلها تقلب ظهر
المجن للعملات الاخرى في الاسواق .. لكنها مع ذلك سجلت كسب جولات عديدة
على الدولار الاميركي .. مما جعل تفوقها محل تساؤل .. و استغراب وصل أحيانا
حد الارتياب ..
و السؤال كان دائما :
من أين ..؟
لا شك ان تطور وضعها المفاجيء هذا في سوق العملات اعتمد على تقليص العرض ..
عرض الليرة .. و ترك الطلب .. مما ادى إلى ارتفاع مستمر في سعر الليرة حت
وصل السعر إلى سبع ليرات و نصف مقابل واحد دولار متحركا من حاجز ١٥٠٠ ليرة
للدولار .. وقد انشغل كثيرون بهذه الحالة غير الجديدة في أسواق النقد و
العملات .. و نصح معظمهم بضرورة الابتعاد عن اسلوب حصر تداول الليرة لرفع
اسعارها مقابل غيرها .. الدولار بصورة خاصة .. و رأوا أنّ هذا يحقق سعرا ً
خلبيّاً لا يعتد به و أشاروا إلى أنّه بالمحصلة مؤذ .. و مؤذ جدا فيما اذا طال
حصار الليرة للحفاظ على سعر مرتفع لها هو كما قلنا خلبي .. !!
من ناحية المبدأ و على وجه العموم ، يحق للحكومة السورية و السيد وزير
المالية أن يتصرف كما يرى للحفاظ على سعر الليرة .. و الافضل أن يحافظ على
سعرها و قيمتها .. فبغياب عملية انتاجية استثمارية تغطي ارتفاع سعر الليرة
.. قد تكون العملية بكاملها خاسرة و مؤذية ..
الجديد في الأمر و قد يكون لنا عودة .. أن الليرة بدأت تواضعا في السوق حيث
تجاوز سعرها ٩٥٠٠ للدولار ، مقرون ذلك بتسرب اخبار عن اتجاه المركزي
لخلق حالة توازن في السوق .. و تناقلت المواقع خبراً عن تحريره خمسة
تريليونات ليرة من منصة تغطية اموال المستوردات ..
التريث و الهدوء .. و الجدية و عدم المراكمة مطلوب من الجميع .. و إلى
الأمام
..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=200963