كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
ليس لدي معرفة دقيقة بالارتجاج الدماغي .. لكني سمعت به كحالة صحية تصيب الانسان بعد تعرضه لحادث صدم أو ما شابه .. ترى هل هناك حالات ارتجاج لدماغ المجتمع .. بصراحة اشعر في المجتمع السوري عموما شيئا من الارتجاج كما أتخيله .. و أخشى أن يتحول إلى ارتجاج مؤلم ، ما لم تستقم أحوال الناس و بسرعة أصبحت مطلوبة رغم مراعاتنا لشروط الوقت و الزمن ..
ذلك أنه و مع الانفراجة الأكيدة الكبيرة التي حققها سقوط النظام السابق و شرشحته .. ذهبت الحمية بالسوريين اتجاهات شتى حددتها - غالبا - مواقع الوجع الجمعي في الجسد الوطني السوري .. كانت و ما زالت اتجاهات كبيرة إلى حد يهتف لها القلب ، و يعجز عن إدراكها العقل .
الكهرباء وهمة الاصدقاء و معاملها العائمة على بواخر .. ؟؟ الوقود و تخفيض اسعارها الباهظة و تسهيل الحصول عليها .. الرواتب القزمية و عجزها عن الحاجات الضرورية .. و سرسبة الكلام عن زيادات باهرة .. توزع على أسس غير مدركة حتى اللحظة .. وغيرها ..
و منها أيضاً ملاحقة الأموال المنهوبة من قبل مسؤولي الأسرة الأسدية واتباع لهم و شركاء .. و عند هذه الأخيرة سأقف قليلا .. فكفانا دوخة ... نحن هنا وتجاه ما هو بين أيدينا ، تقريبا نقف يجزنا العرق وتحبطنا امكانية انكسار الأحلام .. فكيف بنا أن ننقل معركتنا خارج الوطن .. و إلى أين ..؟!.. إلى البنوك و مواقع المال في زوايا الظلمة السوداء في البنوك و البيوتات الرأسمالية ، لنطالبهم بأموال لنا نهبها الحرامية و أودعوها عندهم .. !!؟؟ نحسب اننا نستجير بشرف مستحوزيها و مودعيها .. و هذا بمعظمه ، لا أقول كله ، كي تبقى لنا همة البحث و المطالبة ، معظمه هراء ... لو كن لدى هؤلاء المودعين لهذه المسروقات ، ذاك الشرف ، .. لما أودعوها أصلا .. ولما غسلوها و استثمروها .. و ضحكوا على مساحات عريضة من ذقون كل الشعوب .. هؤلاء الأوباش امتصوا ثروات العالم عن طريق وصولهم إلى أموال البلدان ، عبر الحرامية و اللصوص .. أموال بلا حدود .. من العرب .. من الأفارقة و الأسيويين و سكان الامريكيتين .. من الاتحاد السوفييتي لوحده أودعهم لصوصه ما أوصلهم للتخمة .. و لن يعفوا عن حفنة أموال و لا عن خزائن منه و حاويات ..
هي الأخلاق الرأسمالية .. يستشري اليوم خبثها إذ هي المنتصرة دون تردد .. والمهزومون يغنون و ينشدون صكوك البراءة من كل ما أمنوا به يوما و سعوا له .. و أموالنا المنهوبة، وهي ليست فقط ما نهبه فرسان العائلة الاسدية من حافظ المؤسس إلى حافظ الذي كان بدأ إعداده كوريث .. بل أموال كثيرة لغيرهم من نواب و شركاء و أعوان .. كلها تائهة ولا ريب في خضم هذا المستنقع القذر .. لكننا نريد اموالنا .. يجب أن نريدها و نسعى إليها بكل عزم .. دون أن ننتظرها .. يجب علينا أن نغلق كل كوات الانتظار التي تثنينا عن العمل داخل بلدنا و في استثمار أرضنا .
نهبوا الكثير .. وهو مالنا .. ويجب أن يكون لعنتهم .. لكن نرمي عليه من الحراك و ليس من الثبات .. أخاف علينا الاحباط .. و الأفضل و الأكثر ضرورة أن نقرأ في حالنا و سبل الوصول إلى وضع امكاناتنا في أيدينا عبر موتمر وطني أم عبر حكومة وطنية .. كلاهما مطلوب ... و كلاهما منتظر .. وكلاهما مدعو لاحتواء الوطن .. والبقاء في حدود و أحضان الوطن ..
As.abboud@gmail.com