كي لاتتكرر مأساة الفلسطينيين فينا
الكاتب نبيل صالح : ليتصالح السوريون فورا ويتوقفوا عن فرز بعضهم ..





سيرياستيبس 
بقلم الكاتب والاعلامي  نبيل صالح :

"إسرائيل" أيضا تريد حصتها من سوريا، وقد جاءتها الفرصة كي تمد حدودها عبر البادية وصولا إلى الفرات، فلماذا يجب أن تخجل وتتوقف، بل من سيوقفها وأهل البيت السوري متخاصمون ومنقسمون على أنفسهم ؟!
إن تهديد نتنياهو حقيقي لاريب فيه، مثلما كان تهديده السابق للأسد الهارب حقيقيا، وهذا أدعى إلى أن يتصالح السوريون فورا ويتوقفوا عن فرز بعضهم كشبيحة وثوار، وأن تغير الفصائل الجهادية استراتيجية العدو القريب والعدو البعيد، إذ لايمكن تصنيف طوائف كاملة كمغضوب عليهم أو ضالين، كما يجب الإعتراف أن الشهيد من يقدم روحه دفاعا عن الوطن مهما كان دينه وطائفته .. وبداية المصالحة تكون عبر حكومة وحدة وطنية تلبي مطالب الشعب السوري بكل فئاته ..
وأمام الخطر الوجودي على وطننا وشعبنا السوري نعيد التذكير ببنود نداء تجمع (قوس) كي لاتتكرر مأساة الفلسطينيين فينا، حيث فشل العرب والمسلمون جميعا في إنقاذهم:
1 ـ التأكيد على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، والرَّفضُ العلنيُّ الصَّريح لكافَّة الاعتداءاتِ على أراضيها، واحتلالِ أجزاءَ منها، مع تقديم شكاوى لمجلس الأمن الدولي.
2 ـ إعادة تفعيل دستور سنة 1950، تجنُّباً للفراغ الدُّستوري واستمرار الفوضى عبر إصدار قراراتٍ غير قانونية تسبب ضررًا للسلك القضائي وتحرف بوصلة العدالة وتُوَسِّعُ دائرة المظالم في حياة الناس.
3 ـ تفعيل مجالس الإدارة المحلية في المحافظات والمدن والقرى لضمان التوزيع العادل للخدمات والمرافق والموارد وتنظيم شؤون الناس المدنيَّة.
4 ـ تأمين عودة عمل كافة أقسام الشرطة بعناصرها المدرَّبة والمؤهَّلة إلى حين تدريب كوادر جديدة على اختصاصات العمل الشُّرَطي.
5 تشكيل جيشٍ وطني من كافة مُكَوِّناتِ الشَّعب السوري وفئاته حصرًا، واستعادة عناصر الجيش بكافة اختصاصاته بما يضمن قوة وسيادة الدولة السُّورية الجديدة.
6 ـ استمرار مُوظَّفي الدولة في أعمالهم طبقًا للقانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم 50 للعام 2004، وإيجاد مخرج قانوني للفائض الوظيفي، بعد إعادة هيكلة المؤسسات بما يضمن الإفادة من خبرات ومهارات كلِّ الكوادر، مع التأكيد على أهميَّة الإصلاح الوظيفي والإداري دون تسرُّع أو ارتجال يؤدي إلى مفعول عكسي.
7 ـ إشراك سائر مكونات الشعب السوري في إدارة مؤسَّسات الدولة حسب المعايير العالمية للإدارة التي يجب أن تتوفر في فريق عملها من موظفين ومدراء ووزراء.
8 ـ إجراء انتخابات نقابيَّة بالسرعة القصوى لاستعادة نشاط النَّقابات، والإشراف على أموالها وممتلكاتها، وإكسابها صفةً قانونية في متابعة شؤون أعضائها وقضاياهم النَّقابية.
9 ـ وقف الاستيلاء على عقارات المغتربين، وإخلاءِ الناس من بيوتهم، ومصادرةِ أملاكهم الشخصية ومنحها لغيرهم دون أحكام قضائية، على غرار ما فعله النظام السابق بأملاك معارضيه، إذ تهدم هذه الأعمال أُسُسَ العدالة وتفاقِمُ أزمة السكن وتُشرِّدُ آلاف العائلات.
10 ـ لا يمكن تشكيلَ حكومة وحدة من دون مشاركة الأحزاب السياسية، وهذا يستدعي إعادة تفعيل عمل الأحزاب، والسماح بتشكيل أحزاب جديدة، وتشارك العمل السياسي والاجتماعي معها كونها تضم القطاع السُّوري المسيَّسَ والمنظَّم، والذي حدَّ النظامُ السَّابقُ من حريَّة نشاطه، وعمل على "بعثنته" خلال العقود الماضية.
11 ـ الالتزام بأعلى درجات الشَّفافية والتنظيم في تنفيذ برامج المساعدات الأممية والدولية وتوزيعها على المحتاجين حسب القوانين الناظمة لها، والإفادة من البيانات الموجودة لدى المؤسسات المعنية كوزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية.
12 ـ ملاحقة سارقي المال العام والآثار والكشف عن مصير الأملاك العامة المُستَولَى عليها سابقًا ولاحقًا.
13 ـ الالتزام بقواعد العدالة الانتقالية للسلطة من حيث أنها محدَّدةُ السِّياق وشاملةٌ لكل الأطراف، وليس لطرف دون آخر، حتى لا تغدو عدالةً انتقائيةً أو انتقاميةً تعرقل السِّلم الأهلي.
14 . إنشاء لجنة إعلامية ناطقة باسم الإدارة الراهنة، لإعلام الشعب ببرامجها السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، وعدم احتكار الإعلام الوطني من قبل السُّلطات القائمة، والسَّماح بعودة المنصَّات الإعلامية الرَّسمية والخاصَّة بكوادرها الوطنية، وتفعيل قانون الإعلام ومحاكم الجرائم الإلكترونية.
15 . تشكيل لجنة تكنوقراط تشرف على أي تعديل أو تطوير للمناهج التعليمية لتلحق بركب المناهج العالمية المتطورة.
16 ـ إعادة تفعيل وزارتي السياحة والثقافة ومديرياتها واستعادة النُّخب الثقافية المعطَّلة بالسرعة القصوى لتقديم سورية كإعلانٍ حضاريٍّ ناجح، ودعم خزينة الدولة بعائدات السياحة.
17 ـ إعادةُ عجلة الإنتاج مسؤوليَّةُ الحكومة، كما أن الإنقاذ المعاشي يبدأ بدعم وتوسيع دائرة المشاريع الصغيرة في المدن والأرياف، حيث يتعاون التجمُّعُ على إطلاق مبادرة اجتماعية اقتصادية عبر تنظيم وتشبيك مجموعات المصالح المشتركة في الإنتاج والتصنيع والتسويق..
18 ـ يعتبر شهيدًا كلُّ من قضى من أجل سورية من كلا الطرفين المتصارعين منذ أحداث 2011، إذ لا يمكن إنجاز المصالحة إلا بعد العفو والمسامحة التي تشكل حجر الأساس لإعادة الإعمار في البشر والحجر، ويمكننا استلهام تجارب مصالحات الحروب الأهلية في راوندا والجزائر وجنوب أفريقيا على سبيل الاستئناس بها في عملية المصالحة بين السُّوريين.



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=201122

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc