لكن لعل أهم ما تحدث به سمحا هنا هو امتلاك مشروع كبير لهذه الصناعة ولغيرها عبر التوجه الى إقامة العناقيد الصناعية
المكملة لبعضها البعض بحيث يتم إقامة مجموعة من المعامل والمصانع تشكل في
النهاية سلاسل انتاج متكاملة محلياً ما سيساهم في رفع القيم المضافة وإذا
ما تم التحول الى الطاقة النظيفة وركزنا على التدريب والتأهيل فنحن حكماً
أمام صناعة قوية قادرة على المنافسة في الأسواق التصديرية وفي الوقت نفسه
قادرة على مواجهة المستورد وعدم الإنهزام أمامه
وكل هذا يمكن ان يتحقق خلال خمس سنوات فقط برأي رئيس قطاع النسيج في غرفة صناعة دمشق وريفها
مؤكدا
أنّ العناقيد الصناعية هي حل حقيقي ويجب التوجه إليها بلا تردد خاصة وأن
فكرة العاقيد قائمة وهناك ايمان بها وبفوائدها , وأنا يقول سمحا : مع
أن نبدأ من الاخير وليس من الأول أي
نُصنع ونُتتج الألبسة ثم نتوجه تباعاً لإقامة معامل متممة للاكسسوارات
وللخيط والأقمشة وفقاً لاحتياجات مصانع البلد أي دعونا نقدم منتج ثم ندخل
في المتممات والمدخلات وصولاً
الى التكامل ورفع القيم المضافة والقدرات التنافسية لصناعتنا , مؤكداً في
هذا السياق أن الفكر الاقتصادي الجديد من شأنه أن يجعل الأفكار والخطط
قابلة للتحقق وهذه أهم ميزة اليوم للصناعة وللاقتصاد السوري فقد آن الآوان
لننطلق و لنستثمر امكانياتنا ولنتوسع بصناعتنا خاصة وأننا نملك الامكانيات
والأهم أنّه لدينا الرغبة والارادة للقيام بكل ما هو في مصلحة الصناعة
السورية ؟
لدعم زراعة القطن
وهنا خطر ببالنا أن نسأل الصناعي السوري عن تراجع زراعة القطن وتأثيره على صناعة الألبسة فقال :
لقد
أثر تراجع انتاج القطن على أكثر من مستوى فقد كان هناك مخازين من الغزول
لم تستطع المعامل الاستفادة منها بسبب نوعية الخيط المنتج في معامل غزل
الدولة بحجة عدم توفر قطع التبديل والامكانيات الفنية وما شابه والثاني
تصدير الغزول التني
كانت في المنطقة الشرقية , والأهم كان في تراجع زراعة القطن بشكل حاد
داعيا ً الى
ضرورة دعم زراعته لأن القطن السوري من أهم وأفضل الاقطان المنتجة في
العالم ويمكن أن يشكل قيمة مضافة كبيرة في بيئة العمل السورية من خلال
زراعتة وتاليا من خلال حلجه وغزله لصالح قطاع النسيج السوري .
سورية بالتصنيع وتركيا بالتسويق
وعن توقعاته لمستقبل صناعة الألبسة والنسيج في سورية عبر "سمحا " عن تفاؤله
الكبير والمشروع خاصةً إذا ما تم دعم الصناعة بشكل عام وصناعة النسيج بشكل خاص وتحريرها من
العراقيل التي لطالما واجهتها ومنعت تطورها , ولكن النقطة المهمة التي
استوقفتنا في حديثنا مع صاحب شركة " تاليس " : هي إمكانية التعاون مع تركيا على مبدأ تكامل
الامكانيات أي "سورية بالتصنيع وتركيا بالتسويق "
لذلك
قبل أن نفكر بالمنافسة لنفكر في التعاون معاً , موضحاً الى أنّه في
سبعينيات وثمانيات
القرن الماضي تم اخراج صناعة الألبسة من ايطاليا الى
رومانيا بسبب ارتفاع التكاليف وخاصة أجور العمالة وعندما ارتفعت التكاليف
في
رومانيا انتقلت في الصين ثم عندما ارتفعت في الصين ذهبت الى بنغلاديش ..
ولكن
ايطاليا التي تعتمد على الألبسة الراقية وذات الجودة والمسايرة للموضة لجأت
الى تونس القريبة منها لتصنيع احتياجات أسواقها , وهذه ميزة يمكن أن
توفرها سورية
وتركيا معا ًوبقوة , وفي الوقت نفسه يمكن أن تعمل سورية لصالح شركات ألبسة
كبرى على غرار بنغلادش أي أنّ سورية لديها فرصة للتصنيع بنوعيات عالية الجودة كما تمتلك فرصة تصنيع الألبسة الشعبية
3 ملايين موظف و2.5 مليار دولار صادرات في 5 سنوات
وعن امكانية استعادة صناعة الألبسة السورية لموقعها قال "سمحا " إذا
توفرت المقومات فيمكن أن نشغل 3
ملايين عامل بعد خمس سنوات وأن نستعيد امكانياتنا التصديرية اكثر مما كانت
قبل الحرب حيث كانت صاردات النسيج تشكل 35 من الصادرات الصناعية , كما
يمكن ان نصل الى 2 مليار وحتى 2.5 مليار دولار صادرات في غضون
سنوات وأكثر إذا ما تمكنا من دعم صناعة الألبسة والنسيج واستنهاض
امكانياتها بشكل مدروس ومخططة ونجحنا في العناقيد الصناعية ولا اعتقد
ان الأمر صعب يقول " سمحا " فهذه الصناعة عريقة وقديمة والخبرة
فيها مهمة وإمكانيات
التدريب كبيرة جداً وهنا يستطرد قائلاً : لكن علينا أن نُحسن قيادة
علاقات التعاون مع الخارج
وخاصة تركيا وأن نسعى للعودة الى منطقة التجارة العرية الكبرى وبألم يتابع
حديثه : في الحقيقة
كنا معزولين عن العالم بسبب السياسات الفاشلة وطريقة التفكير السياسة التي
كانت سائدة وآن الآون لنأخذ ونبني فرصتنا الاقتصادية والصناعية كما نستحق
وكما يليق ببلادنا وامكانياتها .
الانفتاح الاقتصادي .. والأمل
وسألنا الصناعي نور الدين سمحا عن رأيه بالتوجه نحو تطبيق اقتصاد
السوق الحر وفيما إذا كانت الصناعة السورية مستعدة له وهل كان هناك تسرع في
التحول الى تطبيقه بهذه السرعة .. فقال :
أرغب أولاً أن أُقدم
الأمر من وجهة نظر المستهلك قبل ان اقدمها من وجهة نظر المنتج .. فنحن عشنا في
حصار 12 وكانت البلاد بحاجة الى كل شي اليوم جاءت الحكومة الجديدة وقالت اقتصادنا هو اقتصاد
سوق حرتنافسي هي بذلك أرادت أن تُشيع حالة من الارتياح عبر توفير السلع
اي الانتقال من حالى الندرة الى حالة الوفرة وهذا كان مهم خاصة وأنه ترافق
مع انخفاض في الأسعار وانتفاء حالات الاحتكار من الأسواق
أما من وجهة نظر المنتج فأعتقد أنه كان من الأفضل أن يتم الانفتاح بطريقة متدرجة ومدروسة أكثر حتى يتمكن
الصناعيون والمنتجون من إعادة هيكلة أعمالهم ليبدو أكثر استعدادا للانفتاح
وللمنافسة القادمة من الخارج
الآن
هل كان للإنفتاح أثرسلبي على السوق المحلي والصناعة لا أعتقد , فنحن عشنا
في السنوات الأخيرة في وضع صعب جداً وامتد حتى الآن , ولكن الفرق أنه
اصبح لدينا أمل بالإصلاح والتحسين وبالتالي يمكن لنا أن نصبر بعض الوقت حتى
نتمكن من
الوصول الى واقع اقتصادي أفضل.
سعر الصرف الحقيقي 13 ألف ليرة
وأنت تتحدث الى صناعي كبير لابد وأن تخوض معه في
الواقع الاقتصادي الذي تمر به البلاد وخاصة سعر الصرف وتراجعه الكبير
وفيما إذا كان سيؤثر على التصدير ومقاربة تكاليف الانتاج :
ليقول
: في
الحقيقة من الواضح أنّ هناك تلاعب بسعر الصرف .. وتراجعه كان كبير فمثلا
100 دولار كانت توفر مليون ونصف المليون لصاحبها اليوم تُصرف ب مليون ليرة
أو أقل , والذي حدث أنّ انخفاص الأسعار لم يكن معادلاً لتراجع سعر الصرف
مايعني أنّ
هناك تلاعب , وسعر الصرف الحالي وهمي أي أنّ المواطن لم يعد يحصل على سلع
بمقدار
قيمة عملته وهنا يقول " سمحا ً " : برأيي سعر الصرف الطبيعي والمعقول اليوم هو بين 12 الى 13 الف ليرة وربما أكثر
وأردف
قائلاً : لكن
الأثر الأهم سيكون على القاعدة الصناعية التي تكبدت خسائر من تراجع سعر
الصرف , إذ أنه في في المرحلة الماضية قامت المنشآت الخاصة برفع الرواتب
والأجور , وشخصياً كنت من
الداعين لرفع الرواتب لتعزيز قدرة العمال على مواجهة تكاليف المعيشة ولكن
مع قدوم الادارة الجديدة وتحسن الليرة صارراتب الموظف أفضل وهذا جيد , ولكن
بالمقابل
انعكس الأمر سلباً على التصديروأعتقد أنّ هذا التأثير سيكون مرحلياً لأن
حجم الانتاج والتصدير مع الوارد
الى المركزي هو الذي يحدد السعر الحقيقي للدولار وأضاف : قد يبدو الأمر
الامر
شائكاً والأرضية ربما ير سليمة لان هناك من يسرق المواطن عبر تخفيض قيمة
الدولار
من قبل بعض ضغاف النفوس خاصة وأن هناك دولار تم طرحه في السوق السوداء قادم
من الحوالات أو من مساعدة الناس لبعضهم وأضف على ذلك حبس السيولة الى أخره
مما يدركه ويعرفه الجميع .. لكن ولنكون ايجابين وننظر من الزوايا الصحيحة
فإن حدوث ذلك في هذه المرحلة أمر طبيعي
جداً بل ومتوقع , مشيراً الى أنّ سورية تشهد ولادة جديدة بعد طلق دام 14
سنة و من الطبيعي
ان تكون الولادة صعبة بل ومتعثرة والأوجاع كبيرة وبالتالي علينا ان ندرك
أننا اليوم ندخل مرحلة جديدة نعمل فيها
جميعا ًمع وجود الأمل والرغبة الكبيرة بالعمل واتلنهوض باقتصاد بلدنا بما
ينعكس على الجميع .
وقال : ربما
سيؤثر علينا تذبذب سعر الصرف وحبس السيولة خاصة لجهة تأمين الرواتب
والنفقات ولكن أعتقد أن المهم الآن أن يكون المسار الاقتصادي والانتاجي في
الطريق والاتجاه الصحيح
أخيراً سألنا الصناعي السوري عن " تالس " فقال : شركة سمحا اليوم تصنع ماركة "تالس " التي تقدم هوية خاصة بجودة عالية وبطريقة ونظرة عالمية تخاطب شريحة كبيرة وواسعة وتتلاقي مع خطوط الموضة
العالمية , مشيراً إلى أن هناك تعاون مع شركات إسبانية عالمية في التصميم .. موضحاً أنّه والى جانب وجود متاجر باسم " تالس " في مختلف المحافظات والمدن السورية .. هناك تسويق لها في الامارات وفي
العراق حيث تمتبلك الشركة صالات باسمها
