سيرياستيبس :
شهد مشفى الجولان الوطني ( مشفى ممدوح أباظة سابقاً ) في القنيطرة مؤخراً تراجعاً كبيراً في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى، نتيجة التسيّب وعدم التزام بعض الأطباء الاختصاصيين والأطباء المقيمين والفنيين بالدوام الرسمي والمناوبات الليلية المنوطة بهم داخل المشفى.
تراجع خدمات
وللمقارنة في عدد الخدمات الطبية والصحية المقدمة للمرضى والمراجعين خلال
شهر كانون الثاني لهذا العام، فقد بلغ نحو 20 ألف خدمة، بينما كان بلغ في
الشهر نفسه من العام الماضي 2025 نحو 24 ألف خدمة.
القطط تصول وتجول في غرف العمليات الجراحية
مقابل أجر مادي
أحد
الأطباء المقيمين داخل المشفى “رفض الإفصاح عن اسمه” أكد لصحيفة الحرية،
أن المناوبات خلال الدوام الرسمي والمناوبات الليلية تباع وتشترى بين
الأطباء، وخاصة الأطباء المقيمين، مقابل أجر مادي بدل الدوام الرسمي
والمناوبات من قبل زملائهم الأطباء، موضحاً أن هناك حالتين إسعافيتين
عاجلتين وردتا إلى المشفى وتم رفض معالجتهما بالسرعة المطلوبة من قبل فني
التخدير بحجة أنها عمليات باردة ( الحالة الأولى لشابة كسر في مفصل عنق
الفخذ – والحالة الثانية لطفل كسر في مفصل الساعد العلوي )، علماً أن
الشركة الطبية المتخصصة باللوازم الطبية حضرت من دمشق لتجهيز الشابة
للعملية الجراحية، إلا أن فني التخدير رفض رفضاً قاطعاً إجراء عملية
التخدير للمريضة، كونه فني التخدير الوحيد في ذلك اليوم، بحجة أنها عملية
باردة بالرغم من استعداد طبيب العظمية لإجراء العملية الجراحية، ما اضطر
أهل الشابة إلى نقلها بحالة إسعافية إلى أحد المشافي الخاصة بدمشق وإجراء
العملية الجراحية.
تواطؤ
وأضاف: إن بعض الأطباء الاختصاصيين والمقيمين الذين لا يلتزمون بالدوام
الرسمي يقوم زملاؤهم في المشفى بالدوام والتوقيع عنهم ولفترات طويلة مقابل
أجر مالي، مشيراً إلى أن ذلك يتم بمعرفة وتواطؤ من قبل إدارة المشفى، وأن
الأطباء المقيمين غير الملتزمين بالدوام في المشفى متعاقدون مع مشافٍ خاصة
في مدينة دمشق على حساب دوامهم بالمشفى الذي يجب أن يكونوا على رأس عملهم
وتحقيق أدنى شروط الطبيب المقيم، أي أطباء على الورق دون وجودهم على رأس
عملهم.
نقل المرضى إلى مشافي دمشق
ولفت الطبيب إلى أن المرضى وأهاليهم كثيراً ما يصطدمون بالأطباء والكادر التمريضي، بسبب ضعف الخدمات المقدمة وعدم الاهتمام وغياب الأطباء عن متابعة مرضاهم، حتى وصلت إلى أكثر من أربع حالات تهجم وضرب خلال شهر واحد للكوادر الطبية من قبل أهالي المرضى، وهي ظاهرة جديدة وغير مألوفة في القنيطرة نتيجة ضعف الخدمات، ما يضطر أهالي المرضى إلى نقل مرضاهم للمعالجة في مشافي مدينة دمشق بسبب جودة الخدمات المتوفرة هناك.
المناوبات تباع وتشترى بين الأطباء..
قطط وجراء في الغرف والممرات
من جهة ثانية، اشتكى عدد من المرضى ومرافقيهم من وجود أعداد كبيرة من القطط والجراء داخل غرف وممرات المشفى، حتى وصلت الأمور إلى وجود قطط داخل غرف العناية المشددة، ناهيك بوجود أعداد من الكلاب الشاردة وجرائها داخل حرم المشفى بأعداد كبيرة.
نفايات خطيرة
وأشاروا إلى أنه من اللافت في باحات المشفى الخارجية امتلاء حاويات القمامة وبجانبها كميات كبيرة من النفايات الطبية الخطيرة المرمية ضمن أكياس قمامة عادية من دون معالجة فورية أو أخذ الاحتياطات اللازمة، و النفايات تبقى أياماً من دون ترحيل، والكلاب الشاردة المتواجدة داخل حرم المشفى تقوم بالعبث بالنفايات أمام أنظار إدارة المشفى، ما يشكل خطراً على الجوار.
ضعف الرواتب والأجور
مدير مشفى الجولان الوطني الدكتور حسن محفوظ، وبعد عدة محاولات للقاء به والرد على أسئلة صحيفة الحرية، باعتباره يتبع أسلوب الأبواب المغلقة وعدم السماح بالدخول إليه إلا بمواعيد مسبقة وحتى أمام وسائل الإعلام، نفى علمه بغياب الأطباء عن المشفى، لكنه عاد واعترف بأن هناك أطباء اختصاصيين لا يلتزمون بالدوام الرسمي والمناوبات، مرجعاً السبب إلى ضعف الرواتب والأجور للأطباء، وأن خمسة أطباء اختصاصيين تقدموا باستقالاتهم هذا الشهر، في حين تمت الموافقة على استقالة أحدهم، والباقون ينتظرون الموافقة على الاستقالة. ورفض الدكتور محفوظ الاتهامات من قبل أطباء المشفى بأن هناك استفراداً بالقرارات ومحاباة ومحسوبيات لبعض الأطباء وتفضيلهم عن غيرهم وغض الطرف عنهم.
اعتراف بالتسيّب
من جهته، اعترف معاون مدير المشفى للشؤون الطبية الدكتور عبد العزيز
دوغان، بأن هناك تسيّباً وعدم التزام بالدوام الرسمي والمناوبات من قبل
الأطباء، مشيراً إلى أن النقص يتم استدراكه من قبل أطباء آخرين.
وأضاف: بالنسبة للحالات الإسعافية التي تصل المشفى، نقوم بمعالجتها فور
وصولها، إلا أن هناك بعض الحالات يتم تأخير معالجتها لأسباب ربما تكون
خارجة عن إرادة المشفى وغياب الطبيب المختص أو فني التخدير.
يذكر أن أعداد الأطباء المقيمين في مشفى الجولان بلغ 255 طبيباً،
والمتواجدون فعلياً على رأس عملهم 146 طبيباً مقيماً، والباقون مندوبون إلى
المحافظات الأخرى، بينما عدد الأطباء الاختصاصيون 45 طبيباً و115 ممرضاً
وممرضة و20 قابلة.
الحرية